"شارع المهاجرين" في مواجهة حاسمة مع شعبوية ترامب.. انتصار أم حرب أهلية؟

تواجه الولايات المتحدة واحدة من أكثر لحظاتها توترًا في ظل تصاعد المواجهات بين السلطات الفيدرالية والمهاجرين، خاصة مع تزايد اعتماد الرئيس دونالد ترامب على الخطاب الشعبوي المناهض للهجرة، والذي تحول من مجرد ورقة انتخابية إلى سياسة ميدانية تستخدم فيها القوات الخاصة والجيش لفرض "النظام".
ترامب، الذي جعل من الهجرة غير الشرعية محورًا لخطابه منذ صعوده السياسي، يصور المهاجرين كـ"تهديد للهوية القومية البيضاء"، في استمرار لنهج تمييزي رغم أن أمريكا تاريخيًا أُسست على موجات الهجرة المتتالية.
التوتر بلغ ذروته بعد وصفه أحداث لوس أنجلوس بـ"التمرد"، وإرساله القوات لفرض السيطرة، وهو ما أثار مخاوف من دخول الولايات المتحدة في مواجهة داخلية قد تصل إلى شفا "حرب أهلية" إذا استمرت السلطات في استخدام الحلول الأمنية بدلًا من السياسية.
وفيما يتجاهل ترامب الدور الإيجابي للمهاجرين في الاقتصاد والمجتمع الأمريكي، يستمر في تقديمهم كعبء، ويُوظف القضية لخدمة أجندة نخبوية تصب في مصلحة الأثرياء والمليارديرات المقربين من إدارته، بينما يدفع المهاجرون والفقراء الثمن.
الأزمة تعكس أيضًا اتساع الهوة بين السلطة الفيدرالية والولايات، وسط اتهامات لترامب بتجاوز الدستور والسعي نحو حكم مركزي أكثر تسلطًا، خاصة مع لجوئه إلى استخدام الجيش لقمع الاحتجاجات، الأمر الذي يهدد التوازن بين المؤسسات الأمريكية.
وعلى الرغم من تراجعه عن بعض وعوده المثيرة مثل "شراء غرينلاند"، والانتصارات الوهمية في الحرب التجارية مع الصين، يظل ملف الهجرة هو الامتحان الأصعب لترامب اليوم.
المشهد مرشح لمزيد من التصعيد، خاصة بعد أن أبدى المهاجرون مقاومة غير مسبوقة، رافضين الخضوع لإجراءات الترحيل بسهولة، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر قتامة قد تهدد الاستقرار الداخلي للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
