"الكارديو أم الأوزان أولاً؟" دراسة علمية تُجيب وتحسم الجدل

"الكارديو أم الأوزان أولاً؟" دراسة علمية تُجيب وتحسم الجدل

لطالما انشغل المهتمون باللياقة البدنية بسؤال محوري: أيهما أفضل لتحقيق أقصى فائدة من التمرين؟ أن تبدأ بالكارديو أم برفع الأثقال؟

بينما كان الجواب سابقاً يعتمد على التفضيلات الشخصية أو الهدف من التمرين، تأتي دراسة حديثة لتقدم إجابة مدعومة بالأدلة قد تغيّر المفاهيم السائدة لدى كثير من الرياضيين.

الدراسة، التي أُجريت على 45 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً ويعانون من السمنة، وجدت أن بدء التمرين برفع الأثقال قبل تمارين الكارديو يساهم بشكل أكبر في خفض الدهون، لا سيما الدهون الحشوية المرتبطة بأمراض القلب، كما يزيد من النشاط البدني اليومي.

تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات على مدار 12 أسبوعاً:

مجموعة لم تُغيّر نمط حياتها.

مجموعتان مارستا برنامجاً رياضياً موحّداً لمدة ساعة، ثلاث مرات أسبوعياً، مع اختلاف وحيد: ترتيب التمارين.

البرنامج شمل تمارين مقاومة مثل القرفصاء والضغط العضلي، تليها 30 دقيقة من الكارديو على الدراجة الثابتة، أو بالعكس. وتم تزويد المشاركين بساعات ذكية لمراقبة نشاطهم بدقة، ما سمح بتقييم موضوعي للنتائج.

النتائج كانت لافتة:

المجموعة التي بدأت بالأوزان فقدت نسبة أكبر من الدهون، وزادت خطواتها اليومية بمعدل 3500 خطوة، مقابل 1600 فقط لمن بدأوا بالكارديو.

كما حققوا تحسناً ملحوظاً في قوة التحمل العضلي والانفجار العضلي.

أما الفوائد القلبية التنفسية، فكانت متقاربة بين المجموعتين.

التفسير العلمي يكمن في طريقة استهلاك الجسم للطاقة. فعند أداء تمارين القوة أولاً، يُستنفد مخزون الغليكوجين في العضلات، ما يدفع الجسم لاحقاً إلى استخدام الدهون كمصدر رئيسي للطاقة خلال تمارين الكارديو، مما يعزز عملية حرق الدهون.

تدعم هذه النتائج مراجعات علمية سابقة، من بينها مراجعة نُشرت عام 2022، أكدت أن تمارين المقاومة وحدها تساهم في تقليل الدهون الحشوية بفاعلية، كونها تعزز الكتلة العضلية، التي تحافظ بدورها على معدل حرق عالٍ حتى في أوقات الراحة.

ورغم قوة الدراسة، يشير الباحثون إلى أن نتائجها لا يمكن تعميمها بشكل مطلق، كونها أجريت على فئة محددة (شباب يعانون من السمنة)، دون النظر في عوامل مؤثرة أخرى مثل النظام الغذائي، والنوم، والتوتر.

ويُعلّق الدكتور جاك ماكنمارا، المحاضر الأول في فسيولوجيا التمارين السريرية بجامعة شرق لندن، قائلاً:

"سواء بدأت بالكارديو أو الأوزان، فإن الجمع بين التمرينين في روتينك الرياضي يظل العامل الأهم لتحقيق توازن صحي ولياقة مستدامة."

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار