فرنسا تعول على مؤتمر (رؤية الخليج) لتدشين عهد جديد من التعاون مع الكويت ودول مجلس التعاون

بمشاركة نخبة من ممثلي الحكومات وقادة الأعمال وصناع القرار تستضيف باريس مؤتمر (رؤية الخليج 2025) يومي 17 و18 يونيو الجاري في حدث سنوي تعول عليه فرنسا لتدشين عهد جديد من التعاون مع دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وأكد مدير منطقة الشرق الأدنى والأوسط في وكالة (بيزنس فرانس) التي تنظم الحدث أكسيل بارو في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن المؤتمر المرتقب يشكل منصة استراتيجية لتعزيز الشراكات التي تقيمها فرنسا في مختلف المجالات مع دول مجلس التعاون الخليجي لاسيما دولة الكويت.
وأوضح بارو أن المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتبنى ثلاث أولويات رئيسية منها تعزيز الشراكة الاقتصادية المستدامة عبر تحويل نقاط التقاطع مثل التحول في مجال الطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة والزراعة المستدامة والنقل والتعليم والسياحة إلى اتفاقيات ملموسة تدعم استراتيجيات التنويع الاقتصادي لدى دول الخليج.
وأضاف أن الأولوية الثانية تتمثل في توفير جسر لرؤوس الأموال الخليجية بما في ذلك الكويت نحو أوروبا عبر تجميع وزراء وصناعيين ومبتكرين في باريس لصياغة استراتيجيات استثمار على المستويين الفرنسي والأوروبي.
وتابع أن المحور الثالث يركز على جعل الابتكار المستدام أساسا للتعاون عبر مناقشات تتعلق بقطاع الطاقة والهيدروجين بالإضافة إلى تقنيات الصحة والذكاء الاصطناعي في إدارة المياه والنفايات.
وأشار إلى أن الكويت تحتل مكانة استراتيجية وطبيعية في هذا الإطار لاسيما أن (رؤية الكويت 2035) تتماشى مع خارطة طريق (فرنسا 2030) لافتا إلى أن المؤتمر شهد في دورته السابقة مشاركة شخصيات كويتية بارزة مما يعكس "اهتماما واضحا بتطوير العلاقات".
وأكد بارو أن نسخة 2025 من المؤتمر تمثل نقطة تحول في العلاقات الاقتصادية بين فرنسا ودول الخليج من خلال ربط (فرنسا 203) "بالرؤى الخليجية وتحويل النقاش إلى تعاون تطبيقي ومشاريع عملية" موضحا أن "المؤتمر يوفر للشركات الفرنسية مدخلا مباشرا لصناع القرار الخليجيين والعكس صحيح وهو ما يسهم في بناء شراكات طويلة الأمد".
وكشف عن أن فرنسا هي أول مستثمر أوروبي وثامن مستثمر عالمي في الكويت حيث "تلعب دورا محوريا في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل وأن أكثر من 50 في المئة من الشركات الأوروبية في الكويت هي شركات فرنسية توفر أكثر من 2100 وظيفة".
وأضاف أن هناك تناميا في التعاون في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات والتكنولوجيا الخضراء وهو ما يتماشى مع سياسة التنويع الاقتصادي في الكويت.
كما أشار إلى أن فرنسا تعد رابع عميل للكويت وعاشر مزود لها في السوق مؤكدا أن القطاعات ذات الأولوية للتعاون تشمل الصحة والتحول في الطاقة والرقمنة والسلع الفاخرة والصناعات الثقافية والإبداعية.
وأوضح أن "قطاع الصحة بالكويت يمثل 1ر5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وشهد استثمارات واسعة لتطوير البنية التحتية وتعزيز الوقاية والعلاج كما أن فرنسا تملك خبرة صناعية وتقنية في هذا المجال".
وأكد بارو أن الابتكار والتحول في مجال الطاقة هما عنصران أساسيان في مؤتمر (رؤية الخليج 2025) حيث تمتلك فرنسا تقنيات متقدمة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والهيدروجين وإدارة النفايات والزراعة المستقبلية.
وذكر أن فرنسا تملك 89 شركة عاملة في الكويت وتتمتع بثقة السوق الكويتي خاصة في مجالات المنتجات الفاخرة والصحة والتجميل والبنية التحتية والغذاء.
وبين أن (بيزنس فرانس) تواكب سنويا نحو 2000 شركة فرنسية في مشاريعها بمنطقة الخليج وتوفر دعما ميدانيا يشمل تنظيم بعثات عمل ولقاءات ودراسات سوق وخدمات للشركات الناشئة بالإضافة إلى تسهيل تنقل الكفاءات الشابة.
ودعا بارو المستثمرين الكويتيين إلى المشاركة في مؤتمر (رؤية الخليج 2025) في باريس مشيرا إلى أن الفعالية تهدف إلى تحويل التواصل إلى عقود ملموسة وبناء شراكات استراتيجية تتخطى حدود المعارض المؤقتة.
وقال إن المؤتمر سيركز على مشاريع محددة في الكويت مثل تطوير البنية التحتية الصحية والمطارات والموانئ والطاقة الشمسية وإعادة التدوير وإدارة المياه والذكاء الاصطناعي والرياضة والتعليم المهني والزراعة الذكية.
كما أكد أن (بيزنس فرانس) توفر للشركات الكويتية الراغبة في دخول السوق الفرنسية مستشارين متخصصين وخدمات مرافقة تشمل دراسة السوق القانونية والمالية وتنظيم اللقاءات وتوفير الدعم الحكومي وربط المستثمرين بالمراكز البحثية.
وختم بارو حديثه بدعوة صناع القرار ورجال الأعمال الكويتيين إلى الانخراط في الحوار الاقتصادي الطموح والمفتوح الذي تمثله (رؤية الخليج 2025) مؤكدا أن فرنسا منفتحة على شراكات طويلة الأمد قائمة على الابتكار والتنمية المشتركة.
ويتضمن برنامج المؤتمر سلسلة من الجلسات الرفيعة المستوى من أبرزها جلسة (مخططات 2030) التي تعقد على المستوى الوزاري لمناقشة الرؤى الاستراتيجية البعيدة المدى لدول الخليج وفرنسا.
كما تشمل الفعاليات جلسة (الابتكار من أجل الاستدامة) التي تسلط الضوء على مستقبل إدارة المياه والنفايات وموارد الطاقة من خلال حوار استشرافي يضم نخبة من المختصين.
وينظم المؤتمر (بيزنس فرانس) وهي وكالة استشارات حكومية رائدة تعنى بتعزيز التنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي والعمل على تحفيز النمو الموجه نحو التصدير للشركات الفرنسية إلى جانب تشجيع وتسهيل الاستثمارات الأجنبية المباشرة في فرنسا.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك