الانقسامات السياسية تهدد جهود مكافحة الإرهاب في الصومال.. ماذا يحدث؟

في وقت تكثّف فيه الحكومة الصومالية عملياتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية، تعرقل الانقسامات السياسية المتفاقمة مسار التوافق الوطني، مما يلقي بظلال من الشك على قدرة البلاد في تحقيق الاستقرار الشامل.
وتستضيف العاصمة مقديشو، اليوم الإثنين، المؤتمر التشاوري الوطني بدعوة من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وسط أجواء سياسية مشحونة. ويهدف المؤتمر، الذي يشارك فيه ممثلون عن المجتمع المدني من داخل البلاد وخارجها، إلى مناقشة قضايا مركزية مثل الوحدة الوطنية، الأمن، الدستور، والانتخابات، تحت شعار: "الحوار سبيل التوافق".
دعوات للتهدئة ومشاركة شاملة
في دعم مباشر لمبادرة الرئيس، دعت مجموعة من شيوخ العشائر الصومالية القوى السياسية، بما في ذلك المعارضة، إلى المشاركة في المؤتمر. وأكد الشيوخ، خلال مؤتمر صحفي عقد في مقديشو، أهمية التماسك الوطني لمواجهة التحديات الأمنية، لا سيما مكافحة الإرهاب، كما شجعوا المواطنين على التسجيل للانتخابات المحلية المقبلة.
وأشاد المتحدثون بدور القوات المسلحة وقوات الدفاع المجتمعي، معتبرين أن نجاح العمليات الأمنية يتطلب دعمًا شعبيًا متماسكًا.
تحفّظات إقليمية ومقاطعات محتملة
رغم الدعم الذي حظيت به المبادرة من بعض الجهات، تواجه جهود الحوار تحديات حقيقية، إذ أعلنت ولاية بونتلاند رفضها المشاركة، مشروطةً بـ"عودة الحكومة الفيدرالية للالتزام بدستور 2012"، وتأسيس منصة وطنية مستقلة للحوار. وطالبت بانتخابات توافقية، والاعتراف بنتائج انتخابات ولاية جوبالاند.
من جانبها، لم تصدر جوبالاند موقفًا رسميًا، ما يزيد من احتمالات المقاطعة، في ظل سوابق مشابهة.
وفي المقابل، أبدى منتدى إنقاذ الصومال المعارض ترحيبه بالمبادرة، لكنه شدد على ضرورة إشراك جميع الفاعلين السياسيين والولايات في المشاورات، على أن تركز الأولويات على مكافحة الجماعات الإرهابية، وإنهاء الخلافات الدستورية.
وكان الرئيس حسن شيخ محمود قد أعلن في مطلع يونيو الجاري عن الدعوة إلى عقد منتدى القادة السياسيين والمجتمعيين، مؤكداً أن الأولويات تشمل الأمن، مكافحة الإرهاب، العملية الانتخابية، المصالحة الوطنية، واستكمال الدستور.
تقدم أمني في الجنوب يقابله ردّ إرهابي
ميدانيًا، أعلن وزير الدولة للدفاع، عمر علي عبدي، عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية في منطقة شبيلي السفلى، استهدفت مواقع لحركة الشباب. وأسفرت العملية عن اعتقال عدد من المسلحين، ومصادرة أسلحة ومعدات، ضمن ما يُعرف بـ"عملية العاصفة الصامتة".
وأكد الوزير أن العملية تمثل خطوة جديدة في الحملة الوطنية لتفكيك معاقل الجماعات الإرهابية، مشيدًا ببطولات الجيش الصومالي ودعم بعثة الاتحاد الأفريقي.
غير أن حركة الشباب ردّت بتفجير جسر بريري الاستراتيجي، ما أدى إلى تدميره بالكامل، في محاولة لعرقلة تقدم القوات الحكومية. ويُعد الجسر شريانًا اقتصاديًا بالغ الأهمية للإقليم الزراعي، وقد سبق استهدافه من قبل الحركة قبل ثلاث سنوات.
أفق ضبابي
مع استمرار العمليات العسكرية وتقدمها ميدانيًا، تبقى وحدة الصف السياسي الصومالي موضع تساؤل. فغياب التوافق بين الحكومة الفيدرالية وبعض الولايات يُهدد بنسف المساعي الجارية للحوار الوطني، مما قد يترك فراغًا تستغله الجماعات الإرهابية لإعادة التموضع.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك