بعد الاعلان عن تشغيل المحطة الثانية.. محطة براكة إنجاز تاريخي غير مسبوق

بعد الاعلان عن تشغيل المحطة الثانية.. محطة براكة إنجاز تاريخي غير مسبوق
سمر اللبودي

كشف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الخميس، عن بدء عملية تشغيل المحطة الثانية من محطات الطاقة النووية بمنطقة براكة في أبوظبي.

وأكدت وكالة أنباء الإمارات (وام) نقلا عن الشيخ محمد بن راشد قوله: "نبارك لدولة الإمارات نجاحها في تشغيل المحطة الثانية من محطات الطاقة النووية بمنطقة براكة".

وأوضحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان، إن الوحدة الثانية ستعمل على اضافة 1400 ميغاوات من الكهرباء الخالية من الكربون إلى شبكة الإمارات الوطنية للكهرباء، وبذلك يبلغ إجمالي إنتاج الوحدتين الأولى والثانية إلى 2800 ميغاوات.

وتابع الشيخ محمد بن راشد: "أقدم التهنئة لجميع العاملين وأبارك لـ1800 من أبناء الوطن من المهندسين والمشغلين والمختصين. أبارك لأخي محمد بن زايد الإنجاز الوطني التاريخي".

وأضاف إن "70 بالمئة من المواطنين العاملين في محطات الطاقة النووية تحت سن 35 سنة. نحن دولة شابة تراهن على شبابها، ويراهن شبابها على تحقيق آفاق تاريخية غير مسبوقة".

محطة براكة للطاقة النووية:

تُعدّ محطات براكة أولى خطوات الإمارات -التي بدأتها منذ عام 2008 والتي تسعي من خلالها لتحقيق حلم بناء محطات للطاقة النووية للاستخدام السلمي، وأهمها توليد الكهرباء النظيفة.

وتهدف الإمارات إلى بناء 4 مفاعلات نووية في موقع براكة الواقت بمنطقة الظفرة في إمارة أبو ظبي بطاقة إجمالية قدرها 5.6 ألف ميغاواط من الكهرباء، وهي المفاعلات التي تقوم بتوليد ما يصل إلى 25% من الكهرباء النظيفة بالبلاد.

وتسعى الإمارات إلى أن تلعب محطات براكة للطاقة النووية دورًا مهمًا في الوصول للحياد الكربوني، فمن المقرر أن تعمل على الحدّ من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وهو ما يعني إزالة 3.2 مليون سيارة من طرق الدولة كل عام.

بداية الانطلاق

وكانت الإمارات قد أصدرت في عام 2008 وثيقة تكشف فيها عن سياستها الهادفة لتطوير الطاقة النووية السليمة، والتي ترتكز على 6 مبادئ أساسية.

وفي 2009 أصدرت الامارات قانون الطاقة النووية، إلى جانب تشكيل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والتي تتولى الإشراف على تنفيذ برنامج البلاد النووي السلمي.

وقد وقع اختيار الإمارات في العام نفسه على الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو)، باعتبارها مقاولًا رئيسًا لمحطات الطاقة النووية السلمية في البلاد، حيث تتولى مسؤولية تصميم المحطات وإنشائها والمساعدة في تشغيلها.

اختيار موقع براكة

وكانت الإمارات قد أعلنت عن اختيار موقع براكة الواقع بمنطقة الظفرة في إمارة أبو ظبي، جنوب غرب مدينة الرويس على بعد 52 كيلومترًا، لإنشاء مفاعلاتها الأربعة للطاقة النووية السلمية.

وفي عام 2010، قامت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بتقديم طلب ترخيص لإنشاء محطات براكة للطاقة النووية الأولى والثانية إلى الهيئة الاتحادية للرقابة النووية -التي أنشأتها البلاد، لتعمل كجهة رقابية على القطاع النووي.

وقد أصدرت الهيئة رخصتين للبدء في الأعمال الأولية في محطة براكة، وفي بداية عام 2011 انتهت بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تنفيذ أول مراجعة للبنية التحتية النووية في الإمارات.

بدء الأعمال الإنشائية

وقد شرعت الإمارات في تنفيذ الأعمال الإنشائية لأولى محطاتها النووية في عام 2021، بهدف إنتاج الكهرباء عبر استخدام الطاقة النووية.

وقد شهد عام 2012 إصدار رخصة إنشاء محطات براكة الأولى والثانية، لإنشاء مفاعلين بتصميم كوري يقوم على استخدام الماء المضغوط بطاقة إنتاجية 1400 ميغاواط من الكهرباء لكل منهما.

وفي 2015، تقدمت مؤسسة الإمارات بطلب للحصول على رخصة تشغيل المحطتين الأولى والثانية، وذلك بالتزامن مع إنشاء المحطة الرابعة.

كما وقّعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عام 2016 أول اتفاقية لشراء الكهرباء المنتجة من محطة براكة النووية، وذلك بالتعاون مع شركة أبو ظبي للماء والكهرباء.

كما أعلنت الإمارات في العام نفسه عن توقيع اتفاقية تهدف لتمويل مشروع براكة للطاقة النووية بقيمة 24.5 مليار دولار، مع الشركة الكورية -مقاول المشروع-.

وقد تمكنت الإمارات في 2016 من تركيب حاوية المفاعل بالمحطة الثالثة لبراكة ومولدات البخار، أما في 2017، فقد تسلّمت مؤسسة الإمارات رخصة تشغيل المحطة الثالثة والرابعة في موقع براكة للطاقة النووية.

وكشفت البيانات المتاحة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ان نسبة تنفيذ المحطة الثالثة بلغت نحو 95%، والمحطة الرابعة 91%.

وقد انتهت الإمارات في 2021 من تنفيذ الأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة بموقع براكة للطاقة النووية.

تشغيل أولى المحطات

شرعت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالإمارات، في اصدار رخصة تشغيل الوحدة الأولى لمحطة براكة للطاقة النووية، وذلك في عام 2020، وبعد ذلك تم استكمال تحميل أحزمة الوقود النووي، ونجاح استكمال عملية الربط الآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية مع شبكة الكهرباء الرئيسة، إلى جانب بدء إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء النظيفة عبر الطاقة النووية.

وجاء التشغيل التجاري لأولى محطات براكة للطاقة النووية في أبو ظبي، في أبريل 2021، وذلك بعد وصول المحطة إلى كامل طاقتها الإنتاجية.

أما المحطة الثانية لبراكة، فقد أصدرت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في ديسمبر 2020 رخصة تشغيل الوحدة الثانية من محطات براكة، وبدأ تحميل حزم الوقود النووي في المفاعل.

وفي أغسطس 2021، واصلت الإمارات بدء تشغيل مفاعل المحطة الثانية في براكة، ليبدأ اليوم 24مارس التشغيل التجاري لها.

أنواع المفاعلات

تضم محطة براكة للطاقة النووية 4 مفاعلات من الجيل الثالث من بين مفاعلات الطاقة النووية ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة (APR1400).

وقد أكدت الإمارات أن هذه المفاعلات تعد من أحدث التقنيات المتطورة من بين تصاميم مفاعلات الطاقة النووية عالميًا.

كما أوضحت مؤسسة الإمارات، أن مفاعل الطاقة المتقدم (APR1400) يعد من طراز مفاعلات الماء المضغوط، بطاقة إنتاجية للمفاعل الواحد تصل إلى 1400 ميغاواط من الكهرباء.

أهم الأخبار