موجات الحر تدفع المملكة المتحدة لتعزيز أمنها البيولوجي باستثمار ضخم.. ما التفاصيل؟

في ظل تصاعد تأثيرات التغير المناخي واشتداد موجات الحر، أعلنت المملكة المتحدة عن رفع مستوى استعدادها لمواجهة التهديدات البيولوجية، من خلال إطلاق استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الأمن البيولوجي، تتضمن استثمارًا بقيمة مليار جنيه إسترليني في مركز وطني جديد متطور بمحافظة سري.
ويأتي هذا التوجه في وقت حرج، حيث تتزايد المخاوف من تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ، والتي تمثل أكثر من 60% من مسببات الأمراض البشرية وفقًا لمعاهد الصحة الوطنية (NIH). وتشمل هذه الميكروبات طيفًا واسعًا من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، التي تنتقل بين البشر والحيوانات، لا سيما مع ازدياد فرص التلامس نتيجة الأنشطة البشرية.
خطة استراتيجية بأبعاد متعددة
وتهدف الحكومة البريطانية من خلال هذا المشروع إلى تعزيز قدرات الدولة على الرصد المبكر وتتبع والسيطرة على الأمراض الحيوانية الخطيرة مثل الحمى القلاعية، إنفلونزا الطيور، وحمى الخنازير الأفريقية، بما يوفر حماية فعالة للثروة الحيوانية والغذاء والصحة العامة، ويدعم قدرة البلاد على التصدي لأي جائحة محتملة مستقبلًا.
ويمثل هذا الاستثمار أيضًا ركيزة أساسية في خطة الحكومة لتحقيق "التغيير"، عبر خلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي، إلى جانب كونه خطوة وقائية لضمان استقرار القطاعات الزراعية والغذائية التي تشكّل ركيزة اقتصادية رئيسية، وتبلغ قيمة صادراتها نحو 16 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
تهديدات متزايدة بفعل التغير المناخي
وتتزامن هذه الخطوة مع تصاعد تأثيرات الاحترار العالمي، حيث سجّل عام 2024 ارتفاعًا قياسيًا في درجات الحرارة بلغ 1.55 درجة مئوية مقارنة بمعدلات ما قبل الثورة الصناعية، مما يهدد فرص الالتزام بأهداف "اتفاق باريس" للمناخ.
ويرى الخبراء أن الحرارة المرتفعة تُعد بيئة خصبة لنمو وانتشار مسببات الأمراض، ما يرفع من مخاطر التفشي الوبائي. وقد شهدت المملكة المتحدة بالفعل أعدادًا متزايدة من الوفيات المرتبطة بموجات الحر، ما يسلط الضوء على الترابط بين تغير المناخ والصحة العامة.
الوقاية بدل المعالجة
ويعكس إنشاء المركز الوطني للأمن البيولوجي تحولًا نوعيًا في سياسات الصحة والبيئة بالمملكة المتحدة، حيث تراهن الحكومة على الاستباق العلمي والتقني لمواجهة أخطر التهديدات البيولوجية، والحد من الخسائر الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن تفشي الأمراض.
وبحسب مراقبين، فإن هذا الاستثمار يمثل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، ليس فقط لحماية الأمن الصحي، بل لحماية الاقتصاد الوطني من الانهيار المحتمل في حال تفشي أمراض وبائية تؤثر على الإنتاج الحيواني والزراعي وسلاسل الإمداد.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك