قتيل في غارة إسرائيلية على مدخل بيروت الجنوبي.. وتل أبيب: استهدفنا "مهرّب أسلحة" لفيلق القدس

شهدت منطقة خلدة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الخميس، غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان رسمي.
ووقع الهجوم على الطريق السريع الرابط بين بيروت والجنوب اللبناني، في توقيت يشهد عادةً ازدحاماً مرورياً كثيفاً، مما أثار ذعراً واسعاً بين السكان. ورصدت عدسة وكالة "فرانس برس" سيارة زرقاء مدمرة بالكامل يتصاعد منها الدخان، فيما طوّق الجيش اللبناني الموقع، وسط حضور فرق الإسعاف والإنقاذ.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة، مؤكدًا أنه استهدف من وصفه بـ"مخرب يعمل على تهريب الأسلحة وتنفيذ مخططات إرهابية لصالح فيلق القدس الإيراني"، مشيراً إلى أن الهجوم يأتي في إطار "منع أي تهديد مباشر ضد مواطني إسرائيل وقواتها".
تصعيد متجدد في الجنوب
وبعد ساعات من الغارة، شهد الجنوب اللبناني سلسلة غارات جوية إسرائيلية، بحسب ما أفادت به "الوكالة الوطنية للإعلام"، التي ذكرت أن القصف طال مجرى نهر يحمر الشقيف، والمنطقة الواقعة بين بلدتي دير سريان ويحمر، إضافة إلى أطراف زوطر الشرقية ومناطق أخرى في قضاء جزين. ولم تُسجل إصابات حتى اللحظة.
وتأتي هذه التطورات رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله، عقب نزاع امتد لأكثر من عام، تطوّر لاحقًا إلى مواجهات مفتوحة بدأت في سبتمبر/أيلول 2024.
تل أبيب تواصل الضربات.. وحزب الله يرفض "الاستفزازات"
ورغم الاتفاق، تواصل إسرائيل شن غارات متقطعة داخل الأراضي اللبنانية، تقول إنها تستهدف مواقع تابعة لحزب الله أو قيادات ميدانية. وتؤكد تل أبيب أنها "لن تسمح بإعادة بناء القدرات العسكرية للحزب"، وتواصل الضغط على الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه، خاصة في الجنوب.
وفي المقابل، اعتبر نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في تصريح السبت الماضي، أن "الغارات الإسرائيلية الممنهجة أمر مرفوض ولا يمكن أن يستمر"، محذرًا من أن الحزب سيرد "في الوقت والمكان المناسبين".
ويُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار ينص على انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، مقابل انتشار الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل"، إضافة إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من مواقع تقدم إليها خلال الحرب، وهو ما لم يتم بشكل كامل، إذ لا تزال تل أبيب تحتفظ بخمسة مواقع استراتيجية تطالب بيروت باستعادتها.
التوتر مستمر بعد حرب الـ12 يومًا بين إيران وإسرائيل
وتأتي هذه الغارة بعد نحو أسبوع على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عقب نزاع استمر 12 يومًا شهد استهداف مواقع عسكرية ونووية، واغتيالات طالت قيادات عسكرية وعلماء، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة، وأبقى على احتمالية التصعيد قائمة في أي لحظة.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك