الكويت.. مواقف راسخة للحفاظ على وحدة واستقلال محيطها العربي الخليجي

الكويت.. مواقف راسخة للحفاظ على وحدة واستقلال محيطها العربي الخليجي
سمر اللبودي

لازالت دولة الكويت تثبت من خلال موقفها التاريخى والمبدئى من القضية الفلسطينية ورفضها الكامل لكل الممارسات، التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل مناصرتها للحق، ودعمها لأشقائها في كل المحن والأزمات

وجاء الموقف الرسمى المتجدد للكويت من أميرها فقد أكد ولازال الشيخ نواف الأحمد مرارا وتكرارا على وقوف الكويت الثابت مع حق الشعب الفلسطينى فى عاصمته القدس وفى المسجد الاقصى، حيث أعرب مؤخرا عن رفضه عمليات التصعيد المأساوى التي تمارسها قوات الاحتلال ضد المصلين فى المسجد الاقصى، فى ظل استمرار قوات الاحتلال أعمال قصفها الجوى والبحرى على قطاع غزة ما أسفر عن استشهاد العشرات معظمهم من المدنيين لترد الفصائل الفلسطينية بإطلاق مئات الصواريخ على مستوطنات قرب غزة.

موقف مبدئي

في موقف مبدئي طالب الشيخ نواف الأحمد سلطات الاحتلال بالتوقف الفوري عن ممارساتها الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني، واحترام حق الفلسطينيين بممارسة شعائرهم فى القدس الشريف. كما جدد موقف بلاده على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطينى ودعم جميع الجهود الساعية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يسمح للشعب الفلسطينى بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

إجراءات باطلة

وكان وزیر الخارجية وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء الكويتى الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح قد أكد فى وقت سابق أن كافة الإجراءات والقرارات الإسرائیلیة الأحادیة التى تستهدف تغییر الوضع القانونى والتاریخى القائم فى الأراضى المحتلة أو فرض واقع جدید علیها تعتبر «لاغیة وباطلة ولن توجد حقًا ولن تنشئ التزامًا.

مقاطعة برلمانية وشعبية

ولم يكن الموقف الكويتى رسميًا فقط وإنما برلماني وشعبي، حيث كان عدد من أعضاء مجلس الأمة من بينهم رئيسه مرزوق الغانم قد تقدموا فى وقت سابق بطلب للتعجيل بقيام المجلس ولجانه بنظر القوانين المقترحة المقدمة حول «مقاطعة إسرائيل، وحظر التعامل أو التطبيع مع الكيان الصهيوني».

كما وقع 41 نائبًا (من أصل 50) فى وقت سابق على بيان أكدوا فيه موقف الكويت الثابت الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيونى، مشددين على أن الكويتيين لن يقبلوا أى تراجع عن التزام حكومة بلادهم بقضية العرب والمسلمين الأولى. وشدد البيان على أن الشعب الكويتى سيبقى بجانب القيادة السياسية فى موقفها «الشجاع والثابت» تجاه القضية الفلسطينية على مر السنين، مشيرًا إلى أن جرائم الاحتلال لا يمكن نزعها من نفوس أبناء الكويتيين.

دعم سياسي

وكان للكويت دعمٌ سياسى غير مسبوق، تمثل في خروج رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ليهاجم وفد الكنيست الإسرائيلى، فى المؤتمر الـ137 للاتحاد البرلمانى الدولى، فى أكتوبر 2018، بروسيا. كما سارعت قوى سياسية وطلابية كويتية مختلفة في إصدار بيانات استنكار، وتنظيم فعاليات ومهرجانات افتراضية عدة، معلنة عن رفضها التطبيع، وأكدت على دعم الموقف الكويتى المساند للقضية الفلسطينية. وكثيرًا ما نظم مواطنون كويتيون وقفة احتجاجية أمام السفارة الفلسطينية للتأكيد على تضامن الكويتيين مع حقوق الشعب الفلسطينى المنتهكة..

إلى جانب كل ذلك قدمت الكويت بصمات واضحة فى عملية دعم الفلسطينيين فى قطاع غزة، خاصة إعادة الإعمار بعد الاعتداءات الإسرائيلية المدمرة على غزة عام 2008، 2012، 2014. كما تنبت الكويت في الأمم المتحدة، موقفا منحازا إلى الحق الفلسطينى، حيث قال مندوبها ذات مرة: «إن دولة الكويت تعهدت قبل أن تتسلم مقعدها غير الدائم فى مجلس الأمن مطلع العام 2018 ببذل كافة الجهود لدعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين، وأن هذا التعهد يأتى انطلاقًا من التزام الكويت فى حمل هموم وتطلعات الشعب الفلسطينى».

مواقف شعبية

ولم يتوقف الموقف الكويتي عند هذا الحد وانما تبنت الجمعيات الكويتية تنظيم مناسبات فلسطينية كيوم الأسير ويوم الأرض واليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، كما تم تشكيل لجان تختص بالقضية الفلسطينية داخل جهات رسمية وجمعيات من مثل لجنة فلسطين فى مجلس الأمة، ولجنة فلسطين فى جمعية المحامين، ولجنة فلسطين فى الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية وغيرها.

كما اطلقت جمعیة الهلال الأحمر الكویتى حملات للتبرع عبر موقعها الإلكترونى تحت شعار (معك یا فلسطین) وذلك لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطینى الذى یتعرض لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائیلى.

تقوم العلاقات بين الكويت وطهران على أساس الحذر الدائم، خاصة في ظل سياسات الجانب الإيراني التي تمثل خطراً على أمن الخليج والمنطقة، إلى جانب تحركاته المختلفة التي خلفت ذلك الحذر الذي تعززه العديد من المواقف التجسسية، والتي تجلت في شبكات التجسس الإيرانية التي تم الكشف عنها في الكويت والعمليات الإرهابية المدعومة من إيران وحلفائها وأذرعها المختلفة.

محطات

كما مرت العلاقات الإيرانية الكويتية بالعديد من المحطات على الصعيد الرسمي، ما بين تقارب وتوتر وفتور، غير أن السمة الأبرز أن الحيطة والحذر غلبت تلك العلاقات التي اتسمت في فترة من الفترات بالقوة على العديد من الصعد المختلفة.

وبدأ ذلك الحذر يتجلى في أشكال من المواجهات الدبلوماسية والسياسية والأمنية بين البلدين من خلال العديد من المواقف والأزمات التي اشتعلت بين الكويت وطهران على امتداد العلاقات بين البلدين، خاصة بعد تورط إيران في بناء شبكات التجسس تسعى إلى تخريب الكويت، في ظل المشروع الإيراني التوسعي الذي يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الخليج بصفة عامة.

وقد عانت الكويت منذ بداية تأسيسها من تدخلات أو أطماع إيران، وهي التدخلات والأطماع التي يتم نفيها من قبل النظام الإيراني رغم ثبوتها ووضوحها أيضًا».

خلايا تجسس

وعقب الغزو العراقي للكويت تبنت إيران موقفًا مدافعًا عن الكويت ودعت طهران بغداد لسحب قواتها من الكويت وطالبت بفرص عقوبات اقتصادية على العراق، غير أن الموقف الإيراني لم يستمر طويلاً، فتبين بعدها انها تسعى من خلال موقفها إلى زرع شبكات التجسس في الكويت التي سرعان ما اكتشفت في العام 2010 خلية إيرانية للتجسس داخل الكويت، وصدرت آنذاك أحكام دانت إيرانيين اثنين وآخرين بعد أن وجهت إليهما اتهامات بالتجسس لصالح الحرس الثوري الإيراني.

وفي العام 2011 قررت الكويت طرد دبلوماسيين إيرانيين بتهمة التورط في قضية تجسس. جاءت شبكة التجسس الإيرانية في ظل التدخلات الإيرانية والخلايا التي سعت طهران إلى زرعها في دول المنطقة لتحقيق أهدافها التوسعية والتمهيد لمشروعها. وشهدت تلك الفترة تصاعد أزمة «الجرف القاري» المرتبطة بالحدود البحرية بين البلدين.

«خلية العبدلي» تكشف تورط حزب الله في الكويت

واصلت إيران مساعيها في تحقيق أهدافها في اختراق الكويت في ظل أهدافها التوسعية في المنطقة واستهدافها للخليج العربي ككل، وقد كشفت الخلايا التجسسية الإيرانية عن حجم المكائد والمؤامرات التي دبرتها إيران ضد الكويت سعيًا لتمزيقها وإرباك الأوضاع فيها بما يحقق مصلحة المخطط الإيراني الهادف لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية.

الموقف الكويتي في أمن ليبيا

تبنت الكويت موقفا داعما لوحدة ليبيا واستقلالها منذ بداية الأزمة الليبية، كما سارعت الكويت في اعلان رفضها كافة اشكال التدخل الأجنبي في الأراضي الليبية

كما أكد وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، في كلمته في مستهل مؤتمر طرابلس الدولي، رفض الدول العربية كل أشكال التدخل في الشأن الليبي.

ولم تتوقف مساعدات الكويت لليبيا عند هذا الحد وانما سارعت الجمعيات والمؤسسات في تقديم العديد من القوافل التي تضمنت مواد غذائية ومساعدات لليبيا وشعبها، من خلال اللجان المشتركة وجمعيات الهلال الأحمر الكويتي التي قدمت ملايين الأطنان من المساعدات الغذائية، فضلا عن الوفود الطبية لمساعدة المرضي

أهم الأخبار