متى تتحول القهوة من منشط إلى خطر صحي؟

متى تتحول القهوة من منشط إلى خطر صحي؟

رغم أن فنجان القهوة الصباحي يُعد بالنسبة لكثيرين طقسًا لا غنى عنه لبداية اليوم بنشاط، إلا أن الإفراط في استهلاك الكافيين قد يحوّل هذا المشروب المحبوب إلى عامل مهدّد للصحة.

في هذا السياق، تحذّر الدكتورة إيرينا ليالينا، عميدة كلية العلوم بجامعة التعليم الروسية، من مخاطر تناول القهوة على معدة فارغة، خاصة في الطقس الحار، مشيرة إلى أنها قد تسبب اضطرابات في النوم، وإرهاقًا للغدد الكظرية، بالإضافة إلى الجفاف.

وتوضح ليالينا أن الكافيين يعمل كمنشط للجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وتدفق الدم بشكل أسرع، وهو ما ينعكس بشعور فوري بالحيوية والنشاط. كما يحفز الكافيين إفراز هرموني الدوبامين والكورتيزول، وهو ما يفسر حالة "الانتعاش المزيف" والاعتماد النفسي على القهوة، خصوصًا لدى الرياضيين الذين يلجؤون إليها لتحسين الأداء البدني.

لكنها تحذر من أن الاستهلاك المفرط للكافيين، خاصة في حالات الإجهاد البدني أو الذهني، قد يأتي بنتائج عكسية، مثل الإرهاق المزمن واضطراب عمل الغدد الصماء، إضافة إلى تأثر الجهاز الهضمي بسبب الجفاف الناتج عن التأثير المدرّ للقهوة.

وفيما يتعلق بالجرعة الآمنة، تؤكد ليالينا أن الكمية المثالية لا يجب أن تتجاوز 300 ملغ يوميًا، أي ما يعادل كوبين من القهوة في اليوم. لكنها تلفت إلى أن الجرعة تختلف بحسب الوزن، فمثلًا، يمكن لرجل يزن نحو 95 كلغ أن يستهلك ما يصل إلى أربعة أكواب، بينما يُنصح من يملكون بنية جسمانية أخف بالاكتفاء بكوبين فقط.

وتضيف أن تجاوز الجرعة الموصى بها قد يؤدي إلى زيادة التوتر، ضعف التركيز، تراجع امتصاص الفيتامينات والمعادن، واضطرابات في النوم، إذ تُقلل القهوة من عمق النوم وتسبب الأرق.

وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تنبّه الخبيرة إلى أن القهوة تفاقم من فقدان الجسم للسوائل بسبب تأثيرها المدرّ للبول، وتعيق امتصاص الصوديوم، مما يعزز خطر الجفاف. وتوصي بالاكتفاء بتناول القهوة في ساعات الصباح، دون إضافة السكر أو الحليب، تجنبًا لزيادة الأضرار الصحية.

الخلاصة: القهوة مشروب محفز ومحبوب، لكنها تحتاج إلى توازن ووعي بالجرعة والتوقيت، لتظل عنصر دعم للصحة لا مصدر خطر يهددها.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار