خبيرة أممية تدعو إلى تحرك دولي ضد الإبادة الجماعية للنساء والفتيات في غزة

دعت المقررة الأممية الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات ريم السالم اليوم الخميس إلى تحرك دولي فوري لإيقاف ما وصفته "بالإبادة الجماعية ضد النساء" التي تتكشف فصولها في غزة.
وحذرت السالم في بيان صادر من جنيف من "أن حجم وطبيعة الجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات الفلسطينيات على يد قوات الاحتلال بلغت درجة من الشدة التي لم تعد حتى المفاهيم القانونية والجنائية القائمة قادرة على وصفها أو الإحاطة بها بدقة".
وقالت إن "ما يحدث للنساء والفتيات الفلسطينيات ليس ضررا جانبيا ناجما عن الحرب بل هو تدمير متعمد لحياتهن وأجسادهن فقط لكونهن فلسطينيات ونساء".
وجددت المقررة الخاصة التأكيد على ما ورد في تقريرها الأخير الذي قدمته إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والذي خلص إلى "أن الاحتلال يقتل النساء والفتيات الفلسطينيات عمدا بقصد تدميرهن وتقويض استمرارية الشعب الفلسطيني" واصفة ذلك بأنه "إبادة نسائية" حيث تشير التقديرات إلى أن النساء والفتيات يشكلن 67 في المئة من إجمالي 680ر57 فلسطينيا استشهدوا حتى التاسع يوليو الجاري.
وأكدت السالم "أن التدمير النفسي جزئيا أو كليا هو وسيلة لإخضاع شعب للإبادة الجماعية" مضيفة "أن الأهوال التي تواصل الأمهات الفلسطينيات معاناتها وعلى وجه الخصوص رؤية أطفالهن وهم يتضورون جوعا أو يقتلون أو تبتر أعضاءؤم أو يدفنون أحياء تقتلهن مرارا في اليوم الواحد فضلا عن أن العديد منهن لقين حتفهن أثناء محاولتهن تأمين الغذاء والماء لأسرهن." وأكدت السالم على استخدام العنف الإنجابي كجزء من الحملة الممنهجة للاحتلال قائلة "لقد أدى تدمير البنية التحتية الصحية في غزة إلى حرمان 150 ألف امرأة حامل ومرضعة من الرعاية الأساسية حيث تشير التقديرات إلى أن 17 الف امرأة بالإضافة إلى 60 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون الآن من سوء التغذية الحاد".
وقالت إن ما لا يقل عن 60 طفلا قتل نتيجة الجوع منذ مارس 2025 عقب الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على الغذاء والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية" مضيفة أن 50 ألف طفل آخرين أبلغ عن مقتلهم أو إصابتهم منذ أكتوبر 2023.
وأدانت المقررة الخاصة قرار سلطات الاحتلال الأخيرة بحظر دخول حليب الأطفال محذرة من أن النقص المستمر في الوقود يهدد حياة الأطفال حديثي الولادة في الحضانات.
ولفتت إلى أن عشرات الأطفال ولدوا قبل أوانهم وتوفوا بعد الولادة بوقت قصير في حين ولد آخرون بتشوهات جينية غير مسبوقة يعتقد أن أسبابها تعود إلى الجوع والصدمات وتعرض الأمهات الى المواد المشعة والسامة.
كما أعربت السالم عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن ارتكاب قوات الاحتلال لأعمال عنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب.
وقالت السالم "لقد أصبح العنف والفظائع التي تتعرض لها النساء الفلسطينيات أمرا طبيعيا إلى درجة أنها أصبحت واقعا مقبولا حتى في النزاعات الأخرى".
وأضافت "مع انهيار النظام القائم على القانون وما يضمنه من حماية للمدنيين فإن وضع النساء والفتيات في غزة يتحول إلى حالة كارثية تمتد آثارها المدمرة خارج حدود فلسطين." وفي هذا السياق دعت المقررة الأممية الخاصة الدول إلى بذل الجهود لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة وضمان العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي تمر بها النساء والفتيات.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك