تفشي "الجرب" في سجون الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن أزمة إنسانية متفاقمة وسط اتهامات بالإهمال وتدهور الخدمات الصحية

تفشي "الجرب" في سجون الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن أزمة إنسانية متفاقمة وسط اتهامات بالإهمال وتدهور الخدمات الصحية

كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن تفشي واسع لمرض الجرب بين السجناء الأمنيين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، في ظل اتهامات متصاعدة لمصلحة السجون بالتقصير الطبي وسوء المعاملة، ما يعكس انهيارًا خطيرًا في البنية الصحية داخل تلك المرافق.

وأوضحت أمينة قمبر، المحامية في منظمة "هموكيد" لحقوق الإنسان، أن موجة ثانية من الجرب بدأت في أبريل الماضي، وسط أوضاع احتجاز وصفتها بـ"الصعبة للغاية". وتحدثت عن شهادات مباشرة لسجناء اشتكوا من تجاهل طلباتهم بالحصول على العلاج، ليتلقوا لاحقًا أدوية غير كافية، مثل قرص أسيتامينوفين ومرهم موضعي لمرة واحدة خلال أشهر.

ويُعد الجرب مرضًا جلديًا معديًا تسببه طفيليات دقيقة، وتؤدي إلى حكة شديدة قد تسبب جروحًا وأرقًا، ويُعتقد أن تفشيه بهذا الشكل غير المسبوق في السجون الإسرائيلية بدأ عقب اندلاع الحرب في غزة.

ووفقًا للبيانات التي قدمتها مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة "هموكيد"، بلغ عدد السجناء الأمنيين حتى يوليو 2025 أكثر من 10، 700، غالبيتهم من الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويُحتجز هؤلاء في أقسام منفصلة عن السجناء الجنائيين، ويحرمون من امتيازات عدة، مثل تخفيض الأحكام أو الحصول على إجازات.

وتقول جيسيكا مونتيل، المديرة التنفيذية لـ"هموكيد"، إن التصنيف العسكري الإسرائيلي يشمل طيفًا واسعًا من الأفعال كمخالفات أمنية، من بينها رشق مركبات بالحجارة وحتى التخطيط لهجمات، مشيرة إلى أن هذه التهم تُستخدم على نطاق واسع ضد الفلسطينيين.

وكشفت البيانات الرسمية أن عدد الإصابات بالجرب ارتفع من 500 حالة في مارس إلى 3، 000 حالة في يونيو، ثم انخفض إلى نحو 1، 400 حالة في يوليو، وهو رقم يعادل الذروة السابقة في نوفمبر 2024. بينما سجل سجن كتسعوت وحده 2، 500 إصابة في مايو، رغم إعلان مصلحة السجون سابقًا تسجيل 49 حالة فقط.

وفي شهادتها أمام المحكمة العليا، قالت المحامية عدي لوستيغمان، ممثلة "أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل"، إن الدولة "تخفي الحقائق" بشأن حجم الأزمة، مشيرة إلى أن البيانات المقدمة لا تعكس الواقع داخل السجون.

في المقابل، تؤكد مصلحة السجون أنها تتبع البروتوكولات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة، مشيرة إلى أنها عزلت المصابين، وقدمت العلاج، وبدأت بإنشاء منطقة مخصصة للعزل داخل سجن كتسعوت، إضافة إلى تعقيم الأسرّة والملابس، وتنفيذ حملة توعية بين السجناء لرصد الأعراض مبكرًا.

ومع ذلك، تقول منظمات حقوقية إن أزمة الجرب ما هي إلا وجه من أوجه التدهور العام في أوضاع السجون، حيث يتعرض السجناء لسوء المعاملة، ويُمنعون من الزيارات، ويُحتجزون في بيئة مكتظة تفتقر للرعاية الطبية والمياه النظيفة والغذاء والكهرباء.

وتطالب تلك المنظمات بتدخل فوري لتحسين أوضاع السجون، ومساءلة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات المتواصلة بحق السجناء، في ظل غياب الشفافية والرقابة الفعالة

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار