رئيس الأكاديمية العربية.. نموذج للريادة والإبداع في خدمة الشباب

تلقيت دعوة كريمة من الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لحضور قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي في ختام أعمال نسختها الثانية بمدينة العلمين الجديدة بمصر.
وهذه بعض الانطباعات التي أدونها بأمانة وصدق، ليس من باب النقد لمجرد النقد، بل بدافع الحرص على إنجاح مثل هذه المبادرات المهمة، وإبراز قيمتها الحقيقية للشباب العربي، حتى تخرج بأفضل صورة تليق بمكانة مصر وريادتها، وتواكب الرسالة النبيلة التي عقدت من أجلها القمة، وهي دعم الإعلام والإبداع العربي.
من رماد الحرب إلى شعلة النهضة
لو عدنا بالزمن إلى سنوات مضت، لكان اسم العلمين يرتبط في الأذهان بالحروب والمعارك العالمية، وبالخراب والدمار والضحايا. فقد كانت هذه البقعة من أرض مصر رمزا للمآسي العسكرية والدمار الإنساني.
لكن المشهد تغير تماما. اليوم، أصبحت العلمين الجديدة واحدة من أبرز المدن الساحلية على مستوى العالم، مدينة حديثة متلألئة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تجمع بين الحداثة والجمال الطبيعي والبنية التحتية المتطورة. إنها تجسيد حي لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء مدن عصرية لا تقل في روعتها عن كبريات المدن العالمية.
حيث تتميز مدينة العلمين السياحية:
بموقع استراتيجي على ساحل المتوسط، يجعل منها وجهة سياحية عالمية.
شواطئ خلابة برمال بيضاء ومياه صافية تجذب الزوار من مختلف الجنسيات.
تصميم عمراني حديث يضم أبراجا سكنية وسياحية، ومرافق ترفيهية متكاملة.
مناخ معتدل وبنية تحتية متقدمة تشمل شبكة طرق، ومناطق خدمات، وممشى سياحي فاخر.
مراكز ثقافية وترفيهية، مثل المتاحف المفتوحة والمناطق الترفيهية المصممة بمعايير عالمية.
القدرة على استضافة الفعاليات الكبرى، مما يعزز مكانتها كمدينة للمستقبل.
العلمين الجديدة هي شهادة حية على أن مصر قادرة على تحويل ذاكرة الألم إلى ذاكرة أمل، وميادين الحرب إلى ساحات للنهضة والعمران.
رجل بحجم مؤسسة
أما صاحب الدعوة، الدكتور إسماعيل عبد الغفار، فهو نموذج فريد يستحق التوقف أمامه. فهو ليس مجرد أكاديمي أو إداري ناجح، بل هو عقل وقلب ومؤسسة متكاملة، يقود الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا برؤية واسعة، ويدير ما يقارب سبع كليات وعدة صروح تعليمية كبيرة تمتد من مصر إلى الشارقة وغيرها من العواصم العربية.
من يعرفه يلمس فيه روح العالم المتواضع، الذي يفتح قلبه قبل مكتبه للطلاب، ويستقبل الضيوف والزملاء بكل ترحاب وكرم.
شخصية بمثل هذا الرصيد العلمي والإنساني تمثل مكسبا حقيقيا للأكاديمية، ومن المهم الحفاظ على استمراريته في موقعه أطول فترة ممكنة، لما يمثله من قيمة مضافة للتعليم والحياة الأكاديمية في العالم العربي.
القمة.. شباب وحضور لكن.. .
شهدت النسخة الثانية من قمة الإبداع الإعلامي للشباب العربي لقاء مهما بين أجيال مختلفة من الإعلاميين، وفرصة لتبادل الخبرات والانفتاح على التجارب الجديدة، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الإعلام بفعل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
كان الحضور الشبابي المصري لافتا ومشرفا، حيث عكست القمة صورة مصر كحاضنة للمبادرات الشبابية. غير أن الحضور العربي لم يكن بالزخم المتوقع، رغم التمثيل المميز من دولة الإمارات، خاصة من جمعية الصحفيين الإماراتية، إلا أن بقية الدول العربية لم يظهر تمثيلها بما يتناسب مع طموح القمة ومكانتها تحت مظلة جامعة الدول العربية. لذا، بدت القمة أقرب إلى كونها مصرية الطابع أكثر من كونها عربية شاملة.
التنظيم.. بين نجاح الفكرة وإخفاق التفاصيل
رغم أهمية الفكرة ووضوح أهدافها، فإن النسخة الثانية من القمة لم تكن بنفس مستوى النسخة الأولى من حيث التنظيم. ظهرت بعض الملاحظات، مثل:
تأخر في مواعيد الندوات والورش.
ارتباك في ترتيب الجلسات.
ضعف التنسيق مع كثافة الحضور.
وكان من الملفت أيضا عدم الاهتمام الكافي بمشاركة فرقة الجهراء الكويتية، التي قدمت خصيصا من الكويت، ولم تحظَ بالاهتمام اللائق، وهو ما قد يفقد القمة جزءا من رسالتها في دعم المواهب العربية.
ورغم هذه الملاحظات، فإن الجهد المبذول كبير، والقائمون على الحدث يستحقون التقدير. إلا أن التفاصيل التنظيمية تظل مهمة وأساسية لنجاح مثل هذه الفعاليات.
كلمة أخيرة
من العلمين الجديدة، المدينة التي ولدت من رحم التاريخ، إلى شباب الإعلام العربي الذين يمثلون المستقبل، كان المشهد ملهما رغم بعض العثرات.
كل الشكر للدكتور إسماعيل عبد الغفار على الدعوة الكريمة، وعلى جهوده المستمرة التي تعكس إيمانا حقيقيا بدور الشباب العربي. كل الأمل أن تتحول النسخ القادمة من القمة إلى نموذج متكامل يحتذى به، حيث يلتقي الإبداع بالتنظيم، والحلم بالواقع، في خدمة إعلام عربي أكثر تأثيرا وإشراقا.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك