وزير خارجية اليابان: التزامنا والكويت بالقيم والمبادئ المشتركة يزداد أهمية وسط البيئة الدولية المضطربة

أكد وزير خارجية اليابان تاكيشي إيوايا أن التزام بلاده ودولة الكويت بما يجمعهما من القيم المشتركة بمبادئ سيادة القانون والتعددية والحل السلمي للنزاعات وهو امر ينطوي على أهمية متزايدة وسط البيئة الدولية المضطربة مشيدا بالكويت "لقيادتها الفعالة ودعمها للأنشطة الحيوية لمجلس التعاون الخليجي بصفتها تتولى رئاسة المجلس هذا العام".
وأعرب الوزير ايوايا في بيان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين قبل مشاركته في الاجتماع الثاني لوزراء خارجية اليابان ومجلس التعاون الخليجي عن الامتنان العميق للكويت لاستضافتها هذا الاجتماع "حيث ستتيح لنا هذه الفرصة القيمة تبادل وجهات النظر بصدق وصراحة مع دول مجلس التعاون الخليجي حول كيفية معالجة القضايا الشائكة على المستويين الإقليمي والدولي".
وقال "إننا نهدف إلى المضي قدما في المفاوضات نحو الانتهاء المبكر من اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين اليابان ودول مجلس التعاون الخليجي".
ولفت إلى "الزيارة التاريخية التي قام بها سمو ولي عهد دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في مايو الماضي إلى اليابان حيث أعلن سموه مع رئيس الوزراء الياباني إيشيبا شيغيرو رفع مستوى العلاقات اليابانية - الكويتية إلى "الشراكة الاستراتيجية الشاملة".
وأفاد الوزير ايوايا بأن "الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة من شأنه أن يعزز تعاوننا سواء في العلاقات الثنائية أو على الساحة الدولية".
وذكر أن اليابان والكويت تتفقان على موقف مشترك يتمثل في إعطاء الأولوية للحوار لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في منطقة الشرق الأوسط ودعوة جميع الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي وضمان تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للوضع في غزة.
وقال الوزير ايوايا "إننا نعتزم مواصلة التنسيق الوثيق مع دولة الكويت بوصفها تترأس مجلس التعاون الخليجي هذا العام".
وأعرب عن سعادته بزيارة الكويت وعن خالص امتنانه لحكومة دولة الكويت والشعب الكويتي لحفاوة الاستقبال لافتا إلى أن المثل العربي القائل (الصديق وقت الضيق) يصف العلاقة بين اليابان والكويت.
وأضاف أن الكويت واليابان دولتان صديقتان قامتا بمساندة بعضهما البعض خلال تحديات تاريخية مثل حرب تحرير الكويت وزلزال شرق اليابان الكبير بالنسبة لليابان.
وأوضح أنه خلال التاريخ الطويل من الصداقة بين اليابان والكويت فإننا نهدف من خلال هذه الزيارة إلى رفع أشرعتنا عاليا مثل السفينة الشراعية المهيبة (الداو) رمز الكويت لتحقيق المزيد من التقدم ليس فقط في علاقاتنا الثنائية ولكن أيضا في تعاوننا مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
واستذكر أن شركة سكك حديد سانريكو قامت بشراء عربات قطار جديدة بعد تلقيها منحة مالية من الكويت بعد تلك الكارثة وقامت بتشغيل عربات صممت خصوصا لتكريم الكويت تعبيرا عن تقديرها للدعم الكويتي لإعادة الإعمار وإحياء للذكرى العاشرة لزلزال شرق اليابان الكبير في 11 مارس 2021.
وتابع أن اليابان تستضيف حاليا معرض ( أوساكا - كانساي) وقد حظي جناح الكويت المصمم بأجنحة ترمز إلى التقدم والتسامح بإقبال كبير حيث تقوم حشود كبيرة من اليابانيين بزيارة الجناح يوميا مما أتاح لهم فرصة التعرف على الكويت عن كثب من خلال عروض مثل عرض الرمال التي تم إحضارها من الكويت وفي 19 يونيو أقيمت فعالية بمناسبة اليوم الوطني الكويتي وقد كانت ناجحة للغاية.
وبين الوزير ايوايا أن معرض (إكسبو) يتيح فرصا لتعزيز التبادل الثقافي الدولي وقد ساهم كينزو تانجه المهندس المعماري الذي صمم المخطط العام لمعرض أوساكا عام 1970 بشكل كبير في تعميق الصداقة بين اليابان والكويت بتصميمه السفارة الكويتية في طوكيو ومطار الكويت الدولي.
وقال إنه من خلال هذا المعرض نأمل تعزيز التبادلات الشعبية والتفاهم المتبادل بين بلدينا لفتح صفحة جديدة في تاريخنا المشترك وفي الوقت نفسه تعتزم الحكومة اليابانية الاستفادة من هذا الزخم لدفع مشاريع ملموسة في مجالات مثل إزالة الكربون والطاقة والتبادل الثقافي.
وأكد أن دولة الكويت تعد ثالث أكبر موردي النفط لليابان وشريك أساسي لأمن الطاقة لدينا ونأمل أن تواصل الكويت دورها المحوري في سوق الطاقة العالمي مشيرا إلى أن اليابان ستدعم جهود الكويت في ضمان استقرار إمدادات الطاقة والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أن اليابان والكويت دولتان بحريتان مما يجعل الأمن البحري في غاية الأهمية لكلا البلدين "وانطلاقا من إيمانها بأن حرية وانفتاح البحار التي تربطنا ضرورية للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم بأسره تدعو اليابان باستمرار إلى جعل "منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة".
وقال إن المثل الكويتي القائل (البحر يجمع ولا يفرق) "يتوافق تماما مع مبدأ منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة".
وأفاد بأن سيادة القانون أمر بالغ الأهمية لضمان قدرة الجميع على استخدام البحر والاستفادة منه دون أي تعد ونهدف إلى تعزيز تنسيقنا مع الكويت بشكل أكبر للحفاظ على حرية الملاحة والأمن التي تدعم سلسلة التوريد العالمية.
وعن الساحة العالمية أفاد الوزير ايوايا بأن العالم يمر حاليا بمنعطف تاريخي حاسم "فالنظام الدولي الحر والمفتوح القائم على سيادة القانون والذي عزز السلام والازدهار في العالم يواجه تحديات جسيمة نتيجة للتحول التاريخي في ميزان القوى وتصاعد التنافس الجيوسياسي".
وقال إنه بالنظر إلى الوضع الحالي في الشرق الأوسط "لا تزال الظروف متوترة ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الإنساني الحرج في غزة وتقوم اليابان ببذل جهودا متعددة بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان في غزة في أقرب وقت ممكن وتحث جميع الأطراف بشدة على العمل الدؤوب من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن وتحقيق وقف إطلاق نار دائم".
وأكد أنه "لا يمكن تحقيق سلام حقيقي في المنطقة دون تسوية القضية الفلسطينية ويظل دعم اليابان لحل الدولتين راسخا وسنواصل دعم جهود بناء الثقة وتحقيق الاستقلال الاقتصادي الفلسطيني وإعادة هيكلة السلطة الفلسطينية والتي تشكل أساس عملية السلام".
واستطرد الوزير ايوايا بأنه "من خلال مؤتمر التعاون بين دول شرق آسيا من أجل التنمية الفلسطينية (سيباد) تعمل اليابان بنشاط على هذه القضية بدعم من شركائها في منطقة شرق آسيا".
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك