أزمة الكوادر الطبية في بريطانيا.. نقص الأطباء وهجرة العقول تهدد الـNHS

تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) أزمة غير مسبوقة، مع تفاقم نقص أطباء الأسرة والمقيمين، والاعتماد المتزايد على الكوادر الأجنبية، وسط تحذيرات نقابية من انهيار المنظومة الصحية.
ضغط متصاعد على أطباء الأسرة
تحليل لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) كشف أن الطبيب في إنجلترا بات يتحمل اليوم مسؤولية رعاية مرضى أكثر بنسبة 17% مقارنة بعام 2015، حيث تجاوز المتوسط 2300 مريض لكل طبيب، ليصل في بعض المناطق إلى أكثر من 3400 مريض.
الخبراء وصفوا الأعداد بأنها "غير قابلة للإدارة"، محذرين من أثرها المدمر على صحة السكان، خصوصًا في المناطق الفقيرة.
تراجع الرضا العام وتصاعد التحذيرات
تقرير "نوفيلد ترست" أشار إلى أن الفئات الأضعف هي الأكثر تضررًا، فيما تراجعت معدلات الرضا عن خدمات الأطباء إلى مستوى تاريخي متدنٍ.
في اجتماع استثنائي للجمعية الطبية البريطانية (BMA)، حذر رئيسها د.توم دولفين من أن المرضى يواجهون فترات انتظار قد تصل إلى "سنوات"، مؤكدًا أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى "وفيات يمكن تفاديها".
أزمة توظيف وإضرابات مرتقبة
الأطباء المقيمون يلوّحون بإضراب، إذ أظهرت بيانات الجمعية الطبية أن 34% من أطباء التدريب بلا وظائف مضمونة، لترتفع النسبة إلى أكثر من 52% بين فئة الـFY2. ومن المقرر إعلان نتائج تصويت على الإضراب في أكتوبر المقبل.
اعتماد متزايد على الأطباء الأجانب
عام 2024 شهد تسجيل 28، 564 طبيبًا جديدًا، تلقى ثلثاهم تدريبهم خارج بريطانيا. ومنذ 2016، ارتفع عدد الأطباء القادمين من دول خارج أوروبا بنسبة 400%، مقابل زيادة محدودة في أعداد المتدربين المحليين.
هذا التوجه أثار جدلاً حول معايير الكفاءة، إضافة إلى انتقادات أخلاقية تتعلق باستقطاب كوادر من دول تعاني أصلًا من عجز صحي.
خطط حكومية لإنقاذ المنظومة
استجابةً للأزمة، أعلنت الـNHS خطة لمضاعفة مقاعد كليات الطب بحلول عام 2032، فيما أكد وزير الصحة ويس ستريتنج أن النظام سيظل منفتحًا على الكفاءات الدولية، لكنه أقر بأن "الاعتماد المفرط على الهجرة خطر على استقرار المنظومة".
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك