شباب الأطلس يرفع رأس العرب

في لحظة تجسد ذروة العطاء والإصرار، وتغنت فيها حناجر الملايين في المغرب والعالم العربي، استطاع منتخب شباب الأطلس أن يحصد كأس العالم للشباب، منجز يعكس ليس فقط قدرات كرة القدم المغربية، بل روح الشباب العربي كله وتطلعاته نحو المجد والريادة، وهو الأمر الذي أدخل على قلبي السرور، فلا فرق بين كويتي ومغربي اليوم فلطالما قلنا «في الهم كلنا عرب»، ودعونا نقول اليوم ولله الحمد «كلنا في الفرح عرب».
هذا الانتصار الذي تحقق على أرض المنافسة الكبرى يرفع قيمته ليس في العدد أو الأحرف فقط، بل في معانيه العميقة التي تمثل رمزا للأمل والعزيمة والقدرة على الانتقال من المراهنة على الحلم إلى تحقيقه على أرض الواقع.
لقد إستطاع شباب المغرب تحت قيادتهم الفنية والرياضية التفوق عالياً على منتخبات عريقة ومتعددة من مختلف القارات، ليعلن للعالم أن الكرة المغربية قادرة على صناعة الفارق وترك بصمة مميزة في أعلى الواجهات.
وهذا النجاح الرياضي الكبير ما كان ليتحقق لولا الإرادة الحازمة والمتابعة الدؤوبة من القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، الذي لطالما اعتبر الرياضة ركيزة أساسية في بناء الإنسان والتنمية الوطنية.
إن رسالة التهنئة التي صدرت عن جلالته، وتعبير الشعب المغربي بكل أطيافه عن الفرح والفخر، كل ذلك يشكل إضافة نوعية ترفع من معنويات الشباب المغربي وترسخ فكرة العزيمة التي لا تقهر، خاصة في هذا التوقيت الذي يشهد فيه المغرب مشاريع تنموية كبرى ورؤية واضحة نحو المستقبل.
ولا يمكن الحديث عن هذا الانتصار دون الإشادة باللاعبين الذين حملوا على أكتافهم آمال الوطن، وأجادوا اللعب بمهارةٍ وإصرار، مقدمين عروضاً كروية فنية متألقة تعكس مدى الاحترافية وروح الفريق الواحد، كما يجب أن نثمن الدور المحوري للجهاز الفني الذي وضع خططاً تكتيكية متقنة، وأظهر قدرة عالية على قراءة مباريات المنافسين والتكيف السريع، إضافة إلى الأجهزة الطبية التي حافظت على لياقة اللاعبين وسلامتهم طوال فترة المنافسة.
كذلك كان لمحللي الأداء دور كبير في دراسة تحركات الفرق المنافسة وتحليل بيانات المباريات بدقة عالية، مما ساعد الطاقم الفني على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة.
وأقولها بكل يقين إن التنسيق الرائع بين جميع هذه الأجهزة المعاونة يعكس حسن التخطيط والتنظيم داخل منظومة الكرة المغربية، التي تعمل بكل جهد لبناء فرق قادرة على المنافسة في أعلى المستويات وتحقيق الإنجازات التي ترفع راية المغرب عاليا.
في هذا الإطار فإننا نوجه أسمى آيات التهاني إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه، على قيادته الحكيمة التي أوجدت بيئة متكاملة لدعم الرياضة الوطنية، إلى جانب تقديرنا الكبير لكل لاعبٍ وكل عنصر في الجهازين الفني والإداري الذي تفانوا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي، والذين رفعوا اسم المغرب عاليا في المحافل الدولية، كما لا يفوتنا أن نبارك للشعب المغربي العظيم، الذي احتفل بهذا الفوز كأنه انتصار لكل عربي يتوق لرؤية رسم جديد للمكانة العربية عالمياً في مجال الرياضة.
وبينما نعيش فرحة هذا الإنجاز الرياضي الباهر نؤمن بأن هذه البداية ليست نهاية بل هي مرحلة انطلاق نحو آفاق أكبر وأوسع، لذلك نؤكد على دعمنا الكامل وطموحاتنا العريضة لتحقيق حلم الفوز بكأس العالم 2030، فعلى أرض المغرب نأمل أن نشهد تنظيمًا عالميًا متميزًا يليق بتاريخ البلد وإمكاناته، ويُبرز الوجه الحضاري والثقافي والرياضي للمغرب والعالم العربي.
وخلاصة القول.. فوز شباب الأطلس بكأس العالم للشباب هو تجسيد حي لقوة الإرادة المغربية والعربية، شهادة على أن الشباب قادرون على صنع المجد وأمل الأمة في مستقبل مشرق، ولعل هذا الإنجاز يشكل جرس إنذار لكل من لا يؤمن بقوة الرياضة كرافعة للتنمية والتغيير الإيجابي. فلنحافظ على هذا الزخم ولنواصل دعم أبنائنا وشبابنا، فهم الحلم الذي يتجسد والروح التي لا تهزم.
مجد جديد لشباب المغرب، وفخر دائم للعرب كافة.
د/ يوسف العميري
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك