دراسة تربط بين الومضات السماوية الغامضة في الخمسينيات وتجارب الأسلحة النووية

كشفت دراسة علمية حديثة عن مصدر غير متوقع لما عُرف في خمسينيات القرن الماضي بـ"الومضات السماوية الغامضة" — وهي نقاط ضوئية لامعة شُوهدت فجأة في صور فلكية ثم اختفت دون أثر، ما أثار حينها تكهنات واسعة حول علاقتها بالأجسام الطائرة المجهولة (UFOs).
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة Scientific Reports، فإن هذه الومضات، التي لم تدم عادة أكثر من 50 دقيقة، ظهرت في صور مسح مرصد بالومار للسماء (POSS-I) بين عامي 1949 و1957، أي قبل إطلاق أول قمر صناعي "سبوتنيك".
الباحثون قاموا بتحليل آلاف الصور الأرشيفية وجمع بيانات تمتد على مدار 2718 يوماً، ثم قارنوا تواريخ ظهور هذه الومضات مع مواعيد اختبارات الأسلحة النووية فوق سطح الأرض، إلى جانب تقارير رصد الظواهر الجوية غير المحددة (UAPs).
النتائج كانت لافتة، إذ تبين أن احتمال رصد هذه الومضات كان أعلى بنسبة 45% في الأيام التي أعقبت مباشرة إجراء اختبار نووي، مقارنة بباقي الأيام. وكتب العلماء في تقريرهم: "البيانات تشير إلى وجود ارتباط واضح بين النشاط النووي والظواهر الضوئية العابرة التي تم رصدها في تلك الحقبة."
وأوضح الباحثون أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا نفذت ما لا يقل عن 124 اختباراً نووياً فوق الأرض خلال الفترة من 1951 حتى 1957، وهي نفس المدة التي سجلت فيها أعلى معدلات لتلك الومضات الغامضة، بالتوازي مع زيادة تقارير المواطنين حول مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.
ووفق الدراسة، فإن النشاط الضوئي العابر ارتفع بنسبة 8% تقريباً مع كل بلاغ إضافي عن الأجسام الطائرة، ما يعزز فرضية وجود علاقة بين الظواهر الجوية الغامضة والتجارب النووية.
ورغم أن الباحثين لم يحسموا طبيعة هذه الومضات أو ماهية الأجسام التي أثارتها، فإنهم استبعدوا فرضيات تقليدية مثل عيوب الألواح التصويرية أو الحطام الجوي الناتج عن التفجيرات، مشيرين إلى أن الظهور المتأخر للومضات — بعد نحو يوم من الاختبارات — يدل على تفاعل جوي معقد ما زال غير مفهوم تماماً.
وتختتم الدراسة بالتأكيد على أن بعض الظواهر الجوية غير الموثقة الناتجة عن التفجيرات النووية أو تداعياتها الإشعاعية قد تكون وراء جزء من تقارير الظواهر الشاذة في منتصف القرن الماضي، مما يفتح الباب أمام أبحاث أعمق لفهم العلاقة بين النشاط النووي والغلاف الجوي للأرض.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك





