«هدية مصر للعالم».. المتحف الكبير يفتح أبوابه رسميًا غدًا السبت

الجمعة, 31 أكتوبر, 2025 - 1:50 م

تترقب أنظار العالم غدًا السبت، الحدث الثقافي الأبرز هذا العام، مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أضخم صرح أثري في تاريخ مصر الحديث، والمشروع الذي استغرق إنجازه أكثر من عقدين من العمل ليصبح منارة جديدة للحضارة المصرية القديمة.

يقع المتحف على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، ويُعد أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، إذ يمتد عبر ثلاثين سلالة فرعونية، ويضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية نادرة، في مقدمتها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد.وقد تجاوزت تكلفة إنشائه مليار دولار، مع توقعات باستقباله أكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا.

وأكدت وزارة الخارجية المصرية أن نحو 80 وفدًا رسميًا سيحضرون حفل الافتتاح، بينهم 40 وفدًا رفيع المستوى يتقدمهم ملوك ورؤساء دول وحكومات وشخصيات دولية بارزة. ومن المقرر أن يُفتح المتحف أبوابه أمام الجمهور اعتبارًا من الثلاثاء المقبل، ليتمكن الزوار من استكشاف 4500 قطعة جنائزية كانت موزعة سابقًا بين متحف التحرير وعدد من المواقع الأثرية الأخرى.

وخلال اجتماع عقد مؤخرًا، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن يعكس الاحتفال “مكانة مصر وريادتها الثقافية”، وأن يُظهر للعالم “عظمة الإنجاز وتطور الدولة المصرية الحديثة”. كما تفقد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي اللمسات النهائية للمتحف، مؤكدًا أن “العالم ينتظر ما ستقدمه مصر السبت المقبل”.

يأتي هذا الافتتاح بعد سلسلة من التأجيلات التي شهدها المشروع لأسباب سياسية وصحية، من بينها تداعيات “الربيع العربي” وجائحة “كوفيد-19”، إضافة إلى التوترات الإقليمية الأخيرة في الشرق الأوسط.

وفي خطوة لتعزيز الحضور العالمي للحدث، وقّعت مصر شراكة مع منصة "تيك توك" للترويج للمتحف ومحتواه الثقافي عالميًا، في إطار حملة تهدف لجذب الجيل الجديد من السياح وصُنّاع المحتوى حول العالم.

ويواكب الافتتاح طفرة كبيرة يشهدها قطاع السياحة المصري، إذ بلغت الإيرادات خلال السنة المالية 2023- 2024 نحو 14.4 مليار دولار بزيادة 34.6% عن العام السابق، فيما استقبلت البلاد 15 مليون سائح خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، مع توقعات بارتفاع العدد إلى 17.8 مليون سائح بنهاية العام.

وبهذا الافتتاح، تقدم مصر للعالم تحفة معمارية وثقافية فريدة تجسّد عبقرية الماضي وروح الحاضر، في رسالة حضارية تؤكد استمرار دورها كقلب الثقافة الإنسانية.