العالم يترقب افتتاح أعظم صرح حضاري في القرن الحادي والعشرين: المتحف المصري الكبير.. بوابة مصر إلى المستقبل

تتزين سماء مصر - وتحديدا محافظة الجيزة - بملوك الفراعنة في عرض ضوئي مبهر يجمع بين عبقرية الماضي والتكنولوجيا الحديثة.رسمته
أنوار الدرونز استعدادا لافتتاح المتحف المصري الكبير بجمهورية مصر العربية في مساء اليوم السبت الاول من نوفمبر، والذي يعد أكبر مشروع حضاري في القرن الحادي والعشرين،
يتميز المتحف بموقع فريد يطل على الأهرامات
بطريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، على بعد نحو كيلومترين فقط من هضبة الأهرام، ويرتبط المتحف بصريا بأهرامات الجيزة عبر واجهاته الزجاجية العملاقة، في مشهد بانورامي خلاب.

ويبعد المتحف عن مطار سفنكس الدولي نحو 37 دقيقة فقط، ما يجعله محطة رئيسية في منظومة السياحة الثقافية الجديدة التي أطلقتها مصر.
رحلة بناء المتحف استمرت عقدين وشارك في بناءه أكثر من 6000 مهندس وفني وعامل.. بتكلفة 1.5مليار دولار
بدأ العمل في المشروع عام 2002، واستمر بناؤه لما يقارب 20 عاما نتيجة مراحل التطوير والتحديث المتلاحقة، حتى اكتمل ليصبح تحفة معمارية عالمية بتكلفة بلغت نحو 1.1 مليار دولار أمريكي، بمساهمة كبيرة من الحكومة اليابانية من خلال قروض ميسرة.

ويمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع (نحو 120 فدانا)، تشمل المبنى الرئيسي، مركز الترميم، قاعات العرض، الساحات الخارجية والحدائق، إضافة إلى حرم أثري ضخم تبلغ مساحته حوالي 50 فدانا تم تصميمه كامتداد بصري وجغرافي للأهرامات.

تصميم عالمي برؤية مصرية
صمم المتحف مكتب Heneghan Peng Architects الأيرلندي، الذي فاز في المسابقة الدولية لتصميم المشروع بمشاركة أكثر من 1500 مكتب هندسي من 80 دولة.
ويعد التصميم تحفة معمارية تمزج بين الهندسة الحديثة وروح الحضارة الفرعونية، حيث تتيح الواجهة الزجاجية الشفافة رؤية الأهرامات من الداخل، وكأن الزائر يعبر من بوابة الحاضر إلى قلب التاريخ.
أعظم مجموعة أثرية في التاريخ
يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي جميع العصور المصرية القديمة، منها نحو 50 ألف قطعة مخصصة للعرض الدائم داخل 12 قاعة عرض رئيسية.
ويتصدر المشهد تمثال الملك رمسيس الثاني في البهو العظيم (Grand Staircase)، الذي يعرض فيه عدد من القطع الأثرية العملاقة التي تحكي تطور الحضارة المصرية عبر العصور.

كما سيشهد الافتتاح الكشف عن قاعة الملك توت عنخ آمون، التي تضم كامل كنوز الفرعون الذهبي لأول مرة في التاريخ — أكثر من 5، 000 قطعة، أبرزها القناع الذهبي، التابوت، والكرسي الملكي الشهير.
الأقسام الرئيسية داخل المتحف
المتحف مقسم إلى عدة مناطق عرض رئيسية تشمل: منطقة الملك توت عنخ آمون - أكبر عرض متكامل لمقتنياته على الإطلاق (حوالي 5، 000 قطعة). قاعة الملوك العظماء - تضم تماثيل ضخمة لملوك مصر القديمة مثل رمسيس الثاني.
قاعة الحضارة المصرية - تستعرض تطور الحضارة من عصور ما قبل التاريخ حتى العصرين اليوناني والروماني.
منطقة المعارض المؤقتة - لعرض مجموعات مختلفة من المتاحف المصرية والعالمية.

مركز الترميم والتراث - أحد أكبر مراكز الترميم في العالم.
مكتبة ومركز بحثي وتعليمي ومناطق للأطفال.
عدد القاعات والمعروضات
يضم المتحف أكثر من 100، 000 قطعة أثرية. تم تخصيص ما يزيد على 50، 000 قطعة للعرض الدائم.
يحتوي على نحو 12 قاعة عرض رئيسية مزودة بأحدث تقنيات العرض والإضاءة. العروض ثلاثية الأبعاد (3D) والتقنيات الحديثة توجد حجرات عرض ثلاثية الأبعاد (3D halls) تتيح للزائر تجربة تفاعلية تحاكي الحياة في مصر القديمة.
كما توجد تقنيات الواقع الافتراضي (VR) لزيارة مقابر الفراعنة والمواقع الأثرية القديمة بشكل رقمي.
شاشات عرض ضخمة بتقنية LED وHologram تظهر مشاهد من تاريخ الفراعنة بطريقة واقعية. الطاقة الاستيعابية والزوار يستوعب المتحف أكثر من 5 ملايين زائر سنويا بعد الافتتاح الكامل. يضم مرافق خدمية وسياحية تشمل مطاعم، محلات للهدايا التذكارية، وساحات انتظار ضخمة للحافلات والسيارات. الى جانب قرب المتحف من مطار سفكنس

تقنيات عرض غير مسبوقة
يتميز المتحف باستخدام أحدث تقنيات العرض في العالم، منها:
قاعات عرض ثلاثية الأبعاد (3D) وتجارب الواقع الافتراضي (VR).
شاشات LED وهولوجرام تحاكي الحياة في مصر القديمة.
أنظمة إضاءة ذكية تبرز التفاصيل الدقيقة لكل قطعة أثرية.
كما يضم مركز ترميم يعد من أكبر مراكز الترميم في العالم، مزود بمعامل متخصصة لحفظ وصيانة الكنوز الأثرية.

أنظمة أمان تفوق متاحف العالم
جهز المتحف بمنظومة أمنية تعد الأحدث من نوعها عالميا، تضم أكثر من 5، 000 كاميرا مراقبة بدقة 4K، ونظم تعرف على الوجوه، وحساسات حركة وليزر لحماية المعروضات.
كما وضع نظام إنذار واستشعار متصل مباشرة بوزارة الداخلية وغرفة عمليات أمن الجيزة، لضمان أقصى درجات الحماية.
الافتتاح: حفل أسطوري برؤية فنية عالمية
تستعد وزارة السياحة والآثار لحفل افتتاح غير مسبوق يقوده المخرجان مازن المتجول وأحمد المرسي — نفس الفريق الذي أبدع في موكب المومياوات الملكية — بمشاركة أكثر من 250 فنانا يمثلون 79 جنسية، بقيادة أوركسترا عالمي من تأليف الموسيقار هشام نزيه.
تم تصميم زي خاص للعازفين بالأبيض والأسود من شركة كونكريت العالمية، ليجسد فخامة الحدث وروح الحضارة المصرية.
سيتم تقديم عرض مبهر يمتد لنحو ساعة ونصف، وسيعلن الرئيس رسميًا افتتاح المتحف المصري الكبير - أعظم متحف على وجه الأرض - في لحظة تاريخية تجسد فخر المصريين بحضارتهم العريقة، وتؤكد للعالم أن مصر لا تزال منارة التاريخ وصانعة المستقبل.

كما تقرر بث فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير عبر شاشات عرض ضخمة توزع في مختلف ميادين ومحافظات جمهورية مصر العربية، ليتمكن المواطنون من متابعة هذا الحدث التاريخي لحظة بلحظة، ومشاركة العالم فخر افتتاح أعظم صرح حضاري يشهد على عظمة مصر وتاريخها الخالد.
ويعرض المتحف المصري الكبير العديد من مفاجآت العرض بقاعة الملك توت عنخ آمون وأبرزها: «القناع الذهبي، تابوت الملك، كرسي العرش الملكي، الأقراط الملكية، تمثال أنوبيس، إناء عطري علي هيئة أسد، إناء لحفظ الزيوت العطرية، الإكليل الملكي، التابوت الخارجى للملك، المقصورة الكانوبية، تمثال الكا، صندوق المجوهرات، مروحة ريش النعام، مسند رأس الملك توت عنخ آمون».
ومن المنتظر أن يستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا ملوك ورؤساء وقادة العالم الذين جاؤوا خصيصا إلى أرض الكنانة للمشاركة في الاحتفال بافتتاح هذا الصرح الاستثنائي الفريد.
انتهت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من استعداداتها لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير وتم اتخاذ كافة الخطوات لضمان استقرار التيار الكهربائي طوال فترة الاحتفال،
حيث تم الدفع بعدد كبير من ماكينات الديزل، وماكينات طوارئ لضمان تغطية جميع الاحتياجات الكهربائية في كافة مناطق الاحتفال.
كما تم الدفع بعدد كبير من الفنيين وفرق الصيانة للتعامل الفورى مع أى طوارئ قد تحدث أثناء حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، وذلك لضمان سرعة الاستجابة لأى أعطال محتملة.
وتتواصل بوتيرة متسارعة الاستعدادات والتجهيزات النهائية داخل المتحف المصري الكبير، استعدادا للافتتاح المرتقب في الأول من نوفمبر المقبل، والذي يترقبه العالم بأسره
أسعار التذاكر والخدمات
تم تحديد أسعار التذاكر لتناسب جميع الفئات:
للمصريين: 200 جنيه للبالغين، 100 جنيه للطلاب والأطفال.
للأجانب: 1، 450 جنيهًا للبالغين، 730 جنيهًا للطلاب والأطفال.
كما تتوافر جولات إرشادية خاصة تبدأ من 350 جنيهًا للمصريين و1، 950 جنيهًا للأجانب، ويمكن الحجز عبر الموقع الرسمي للمتحف المصري الكبير.

رسالة مصر إلى العالم
افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد حدث ثقافي، بل رسالة حضارية من أرض الكنانة إلى العالم كله، تؤكد أن مصر لا تزال مهد التاريخ وصانعة المستقبل، وأن حضارتها العريقة قادرة على الإبهار في كل زمان.
فمن قلب الجيزة، حيث تلتقي الأهرامات بالمستقبل، يولد المتحف المصري الكبير ليكون شاهدًا على عبقرية المصريين في تحويل الحلم إلى حقيقة، وليؤكد أن مصر ستظل بوابة الإنسانية إلى التاريخ.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك







