عظمة على عظمة على عظمة يا مصر

بصوت أم كلثوم الخالد سمعنا حافظ إبراهيم يقول: وقف الخلق ينظرون جميعا.. كيف أبني قواعد المجد وحدي.
أمس، وأنا أتابع حفل افتتاح المتحف المصري الكبير من منزلي في حي الدقي المصري الدافئ، الحي الذي أعشقه بذاكرته وشوارعه وأهله، شعرت أنني أمام مشهد يتجاوز حدود الفن والتنظيم إلى حدود الدهشة نفسها.
لم أعرف ماذا أقول أو أكتب، فقد عجزت الكلمات أمام عظمة ما شاهدت، فالعين لم تكتف بالمشاهدة إنما امتلأت يا سادة بالفخر، والفؤاد امتلأ بحب هذا الوطن العربي الذي يجمعنا من المحيط إلى الخليج، والذي يعلم العالم في كل مرة كيف تصنع الحضارة من جديد.
كان الافتتاح أشبه بعزف أوركسترالي على أوتار التاريخ والحداثة معا.
النقل الحي من عواصم الدنيا: طوكيو وباريس وبرازيليا وواشنطن إلى أسوان.. كأن العالم كله التف حول مصر في لحظة واحدة، ينظر إليها بإجلال، ويصفق لها كما يصفق لتاريخها الممتد آلاف السنين.
الموسيقى التي صاحبت العرض كانت حكاية أمة، والإضاءة التي رسمت على واجهة المتحف لم تكن مجرد ديكور بل لوحة من نور تحكي مجد الفراعنة وسواعد المصريين الذين أعادوا بعث التاريخ بحاضرهم.. حتى الألعاب النارية والليزر لم تكن استعراضا عابرا، إنما إعلانا واضحا أن مصر لا تزال «أم الدنيا».. .وستظل كذلك.
تحية إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي آمن بأن الحضارة ليست ماض نفاخر به فقط، بل مشروع مستقبل نشيده بسواعدنا.
تحية إلى الشعب المصري العظيم، إلى كل طفل وشاب وفتاة وإعلامي وفنان وفنانة ساهموا في كتابة هذه الصفحة المضيئة من تاريخ العرب جميعا.
لقد أبهرتم العالم كما أبهرت أجدادكم الدنيا من قبل، حين نقشوا المجد على جدران المعابد وصنعوا الخلود بحروف من حجر. واليوم تعيدون صياغة هذا المجد بلغة الضوء والفكر والتنظيم والإبداع.
نعم، ما حدث ليس مجرد افتتاح متحف.
إنما هو في حقيقته إعلانا جديدا أن مصر لا تعرف المستحيل، وأنها كلما تعثرت نهضت، وكلما انحنى الزمن أمام غيرها، وقفت هي شامخة تقول للعالم: «أنا مصر.. .عظمة على عظمة على عظمة».
حفظ الله مصر وكل أمتنا العربية.. أمة واحدة شامخة
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك






