الكويت تشارك العالم الاحتفال باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة

الكويت تشارك العالم الاحتفال باليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة
علم دولة الكويت

تشارك الكويت دول العالم الاحتفال بـ(اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة) الذي يصادف السادس من نوفمبر كل عام مستهدفا تسليط الضوء على الآثار المدمرة التي تخلفها الحروب على البيئة الطبيعية.

ويحيي المجتمع الدولي هذا اليوم من كل عام بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة اقترحته دولة الكويت في عام 2001 انطلاقا من حرصها على تسليط الضوء على التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن الاضرار بالبيئة واستغلالها في الحروب والنزاعات المسلحة.

وحرصت دولة الكويت على تقديم هذا الاقتراح بعد الكارثة البيئية التي تعرضت لها جراء الغزو العراقي الغاشم على أراضيها حين أقدم الغزاة على حرق نحو 737 بئر نفطية قبل اندحارهم عام 1991 مخلفين واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي شهدها العالم.

واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (4/56) لتسمية (اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات المسلحة) إدراكا لأهمية حماية البيئة باعتبارها ركيزة أساسية للحياة ورسالة تذكير للعالم بأنها مسؤولية مشتركة حتى في أوقات النزاع.

واختارت دولة الكويت تاريخ السادس من نوفمبر إذ يصادف اليوم الذي تم فيه بجهود جبارة إطفاء آخر بئر نفطية من الآبار التي اشعلتها قوات النظام العراقي السابق.

وتمثل تجربة إطفاء الآبار النفطية مثالا بارزا على قوة تلاحم أبناء الوطن في مواجهة الكوارث البيئية الناتجة عن الحروب حين أظهروا روحا وطنية عالية وتعاونا استثنائيا في إطفاء الآبار خلال وقت قياسي محطمين كل التوقعات التي قدرت أن هذه العملية ستستغرق ثلاث سنوات على الأقل.

وتولي دولة الكويت أهمية بالغة لدعم جهود التصدي للتحديات البيئية والحفاظ على البيئة خلال النزاعات المسلحة وقد تجلى ذلك في مناسبات عدة منها الكلمة التي ألقاها أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه في قمة الأرض (ريو دي جانيرو - البرازيل يونيو 1991) بعيد تحرير البلاد من براثن الغزو الغاشم حين شدد رحمه الله على الالتزام بإعادة إعمار بيئة الكويت التي تضررت جراء حرق الآبار النفطية ودعوة المجتمع الدولي إلى إصدار تشريعات تعتبر الدمار المتعمد للبيئة جريمة ضد الإنسانية.

وفي نوفمبر عام 2002 أعرب أمير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه حينما كان نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للخارجية في كلمة بمناسبة الذكرى الأولى لإعلان (اليوم الدولي لمنع استغلال البيئة في الحروب) عن تقدير دولة الكويت لاعتماد الأمم المتحدة هذا المناسبة قائلا إن "إعلان هذا اليوم يعد انتصارا على قوى الشر والعدوان ويؤكد لدول العالم أجمع ضرورة الحفاظ على البيئة وتوريثها للأجيال القادمة خالية من التلوث بشتى أصنافه وقابلة للعيش الآمن والمستقر".

وفي عام 2018 نظمت دولة الكويت مبادرة تعد الأولى من نوعها لمجلس الأمن الدولي حول تأثير النزاعات المسلحة على البيئة انطلاقا من حرصها على تسليط الضوء على التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن الإضرار بالبيئة مؤكدة أن الاحتفال بهذا اليوم يعد بمثابة تذكير سنوي بالتزام الأمم المتحدة بحماية البيئة.

وتحرص دولة الكويت كل عام على تنظيم فعاليات عدة بمناسبة هذا اليوم تشارك فيه العديد من الهيئات الوطنية والجهات الحكومية من خلال تنظيم معارض وعقد محاضرات تسلط الضوء على أهمية المناسبة تستهدف التوعية بالأضرار البيئية التي تسببها الحروب.

وفي نوفمبر من العام الماضي أكدت دولة الكويت في بيان لوزارة الخارجية بمناسبة الاحتفال بهذا اليوم الدولي "أهمية التزام المجتمع الدولي بحماية البيئة لما تشكله من ركيزة أساسية للسلام والتنمية المستدامة وضرورة المساهمة في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة واحترامها باعتبارها مصدر الحياة ومنهل الأجيال القادمة" مؤكدة حينئذ دعمها ومساندتها لمساعي الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والوكالات الدولية المتخصصة لمواجهة التحديات البيئية.

ورغم أن البشر يحصون دائما خسائر وأضرار الحروب بعدد القتلى والجرحى بين الجنود والمدنيين وبما تم تدميره من مدن وسبل الحياة فإن البيئة تبقى في معظم الأحيان ضحية غير معلنة لها.

وقد أثبتت التجارب التاريخية أن أضرار الحروب تمتد لتطال أمورا كثيرة منها التربة ومصادر المياه والهواء والنظم البيئية مسببة دمارا طويل الأمد مما يؤثر سلبا على التنمية المستدامة والأمن الغذائي وصحة الإنسان.

يذكر أن عددا من التقارير العالمية المعنية الصادرة في عام 2023 ومنها تقرير معهد الاقتصاد والسلام الأسترالي أفادت بأن 97 دولة شاركت في نحو 56 صراعا وحربا كلفت الاقتصاد العالمي حوالي 19 تريليون دولار أمريكي إضافة الى مشكلات النازحين واللاجئين المقدر عددهم بنحو 95 مليون شخص.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار