هجوم الضالع يكشف الصلة الوثيقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي باليمن

هجوم الضالع يكشف الصلة الوثيقة بين تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي باليمن
ميلشيات الحوثي
سمر اللبودي

حالة من الصراع والقتال تقودها الجماعات المسلحة إعلاميا، لكنها في الظلام تسعى إلى تحقيق منافع متبادلة تنفذها من أجل استمرار اشعال حرب اليمن.

أصبح هذا هو حال تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي يشمل قوى فاعلة وحيوية نجحت في تلقين الإرهاب والانقلاب هزائم مدوية منذ أواخر 2014

فيما راى خبراء يمنيون أن العمليات الإرهابية مؤخرا جاءت دليلا على وجود شراكة بين تنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات الحوثي وذلك من خلال تحويل مناطق الانقلاب بؤرة محصنة لاستهداف المناطق المحررة لإعاقة وعرقلة الاصطفاف اليمني تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي.

ولعل هجوم الضالع الذي وقع قبل أيام الا دليلا على استمرار سلسلة العمليات الإرهابية التي تنوعت بين الاختطافات والتفجيرات والهجمات المسلحة والتي جاءت قبل وبعد مشاورات الرياض، الحدث السياسي التي ساعد على توحيد جبهة الشرعية وانتهي بتسليم السلطة لمجلس قيادة رئاسي بـ7 أبريل/نيسان الماضي.

الرمزية العسكرية والسياسية للقوات الجنوبية.

وعلى الرغم من خسارة التنظيم 7 من عناصره على رأسهم القيادي البارز "سليم المسن"، غير أن الهجوم المباغت الذي تسبب بمقتل العقيدين "وليد الضامي" و "محمد الشوبجي"، وهما من كبار قادة القوات الجنوبية، يمثل مؤشر خطير على عودة القاعدة للساحة اليمنية.

مهام مختلفة في المناطق المحررة.

ويرى الشعيبي أن الخلية الإرهابية التي يقودها الإرهابي البارز "سليم المسن" كانت تسعى لتنفيذ مخططات إرهابية أخرى كثيرة داخل المناطق المحررة.

كما أعرب عن أسفه بشأن قدرة التنظيم الإرهابي على تحقيق جانب من مخططها بعد مقتل نائب قائد الحزام الأمني في الضالع عقيد "وليد الضامي" وقائد اللواء السادس مقاومة جنوبية، قائد مكافحة الإرهاب في المحافظة العقيد محمد الشوبجي.

تنسيق مشترك

فيما يمثل عودة نشاط تنظيم القاعدة الإرهابية في ساحة المحافظات المحررة مظهرا من مظاهر تنسيق مشترك لتبادل المنافع مع مليشيات الحوثي، يحرك من خلاله الانقلابيون ورقة الإرهاب لخدمة مشروعهم الطائفي.

أما وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة سابقا د.عبد الرقيب فتح فيؤكد أن مليشيات الحوثي وضعت خطة بالتنسيق مع تنظيم القاعدة الإرهابي لمواجهة مجلس القيادة الرئاسي تجلت نتائجها في الضالع، من خلال الهجوم الإرهابي على مقر الحزام الأمني.

وقال فتح، في تصريحات سابقة إن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل الماضي جاء بناء على الحوار التشاوري في الرياض وكذلك دعم الاقتصاد اليمني من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والذي كان خطوة فعالة ودعم لخيارات الشعب اليمني.

وحول تنسيق الحوثي والقاعدة، أشار المسؤول اليمني السابق من خلال البيان الرسمي الصادر عن التنظيم الإرهابي إلى رفض وتوعد بمواجهة مجلس القيادة الرئاسي بالتزامن مع إطلاق مليشيات الحوثي 31 عنصرا إرهابيا من سجونها كتنسيق واضح بين رعاة الإرهاب.

ولم تكن تلك هي المرة الأولى، حيث كشفت العديد من الهجمات الإرهابية سابقا عن تنسيق مشترك للتنظيمات الإرهابية المتطرفة مع مليشيات الحوثي، منها: الهجوم والتفجيرات المزدوجة على فندق القصر مقر الحكومة اليمنية ومعسكر قوات التحالف العربي في عدن 2015.

وأوضح أن عملية اغتيال قائد قاعدة العند اللواء ركن ثابت جواس الشهر الماضي، ظهرت كأحد أكثر العمليات الإرهابية المنسقة بين المليشيات وتنظيمات الإرهاب في تصفية الخصم التاريخي والمطلوب الأول للانقلابيين.

وتابع بقوله"نستطيع متابعة التنسيق بين الحوثي والقاعدة من خلال تكرار العمليات الإرهابية للتنظيم المتطرف في المحافظات المحررة فقط"، اذ يعد تنسيقا مشتركا ليس غريبا على جماعات ترفض تحقيق السلم وتقاوم أي توحد وطني لفرض السلام في هذا البلد الغارق بحرب الانقلاب.

ويرى الوزير السابق أن دعوة مجلس القيادة الرئاسي للسلام وسعيه إلى فرض السلم بكافة الوسائل ينبع من إدراكه طبيعة مليشيات الحوثي، الى جانب إدراكه أبعاد معركة الانقلاب قوميا ووطنيا.

وأشار إلى وجود الدعم الشعبي لمجلس القيادي الرئاسي والذي لا يقتصر على المناطق المحررة، ولكنه يمتد إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.

ودعا فتح القوى المحبة للسلام إلى مواصلة دعم الهدنة والمبادرة السعودية للحل السلمي في اليمن والتي تقوم على المرجعيات المقرة والمتوافق عليها وطنيا وعربيا ودوليا".

ولفت فتح إلى أن "الشعب اليمني يسعى للوصول إلى حلول تمهد لاقامة سلام مستدام وإنهاء الحروب لا تأسيس حروب مقبلة"، أي حروب مؤجلة في مستقبل البلد.

تحذيرات

وفي ظل استمرار العمليات الإرهابية الأخيرة للقاعدة بإيعاز حوثي، قام مجموعة من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي باطلاق تحذيرات من وقوع هجمات إرهابية وشيكة جنوبي اليمن.

فيما وجه المحامي والناشط السياسي أحمد الوافي تحذيراته من وقوع هجمات محتملة تتطلب معها رفع مستوى الحيطة والتأهب الأمني عقب الهجمات الإرهابية للقاعدة في أبين والضالع.

وكانت مليشيات الحوثي قد أطلقت سراح عناصر إرهابية خطرة من سجونها في صنعاء شمالا، فضلا عن هروب عناصر لتنظيم القاعدة من أحد سجون سيئون شرقا، وفقا للمحامي اليمني على حسابه في موقع "فيسبوك".

وأكد أن التوقيت الواحد لهذه العمليات يشير إلى أن "رعاة الإرهاب يستهدفون المحافظات الجنوبية كعادتهم" وعلى كل القوات العسكرية والأمنية الانتباه والحذر والبقاء في حالة من الاستنفار والجاهزية

يأتي هذا في الوقت الذي كان قائد وحدات مكافحة الإرهاب في القوات الجنوبية اللواء شلال شائع قد أكد على الارتباط الوثيق بين رباعية القاعدة وداعش والإخوان والحوثي، مشيرا إلى أن استهداف رجاله "ردة فعل لما لاقوه على أيدينا".

وكشفت أدلة أمنية رسمية العام الماضي على استخدام مليشيات الحوثي للقاعدة كذراع ضدّ معارضي مشروعهم جنوبا، في مقابل منح تسهيلات للتنظيم كتوفير ملاذ آمن في البيضاء وإطلاق سراح عناصره من سجون الانقلاب

أهم الأخبار