مراهق ضحية تنمر يقتل نحو عشرين تلميذا ..

بعد حادثة تكساس.. .السلاح في يد المراهقين يهدد حياة الأطفال في أمريكا

بعد حادثة تكساس.. .السلاح في يد المراهقين يهدد حياة الأطفال في أمريكا
علي مقلد

مراهق ضحية تنمر يقتل نحو عشرين تلميذا

بعد حادثة تكساس.. .السلاح في يد المراهقين يهدد حياة الأطفال في أمريكا

بايدن ونائبته يطالبان الكونجرس بمواجهة لوبي الأسلحة النارية

كتب- علي مقلد

تحول مراهق أمريكي من ضحية للتنمر والفقر وسلوك والدته مدمنة المخدرات بين عشية وضحاها إلى قاتل، تسبب في إزهاق أروح نحو عشرين تلميذا ومدرسا بمدرسة ابتدائية بولاية تكساس، قبل أن تقتله الشرطة لوقف نزيف دماء الأخرين الأبرياء، بعدها تصدر هذا المراهق ويدعى سلفادور راموس، يبلغ من العمر 18 عاما، ووذكرت وسائل إعلام أمريكية متعددة أنه كان يتعرض بشكل مستمر في صغره للتنمر من قبل زملائه في الفصل بسبب فقر عائلته ووضع كحل للعين كما كان يتعرض للتنمر على مواقع التواصل الاجتماعي وأثناء ممارسته ألعاب الفيديو بسبب مشاكل في النطق ولكنته، كما ترك منزل والدته بسبب تناولها المخدرات.

راموس من السكان المحليين والمدرسة المنكوبة تقع في حي سكانه من المتواضعين، وتبعد منطقتها 120 كيلومترا عن الحدود مع المكسيك، وهي مدرسة تضم 500 تلميذ، أعمارهم بين 7 إلى 10 سنوات، فيما استبعد "المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب" وجود خلفيات إرهابية واضحة للهجوم.

يقول حاكم ولاية تكساس جريج أبوت إن راموس قاد شاحنة بيك أب سوداء إلى حيث المدرسة التي كان يدرس بها ذات يوم حيث قام باقتحامها وإطلاق النار عشوائيا على التلاميذ وبعد مطاردة داخل أروقة المدرسة، أُردي قتيلاً،

فيما نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن دون ماكلولين، رئيس بلدية أوفالدي، قوله إنه أثناء إطلاق النار، أصبح راموس محصناً داخل المدرسة الابتدائية، وأضاف أن عميلاً في الوحدة التكتيكية لدوريات الحدود أطلق النار وقتل المسلح المشتبه به، وأصيب ضابطان بالرصاص في مكان الحادث.

إلى ذلك تداول البعض أن راموس نشر صوراً مريبة قبل ساعة واحدة من إطلاق النار عبر موقع إنستغرام، وأنه بعث على ما يبدو برسائل إلى فتاة حول خططه قبل أن ينفذ الهجوم المميت، لكن تم حذف الحساب فوراً كذلك، تداول نشطاء صوراً لأسلحة قيل إنه أرسلها لهذه الفتاة، والتي علقت على إحدى الصور قائلة: "أنا بالكاد أعرفك، لماذا تضع اسمي مع صور أسلحة.. أنا حائرة للغاية".

لكن لاتزال الشرطة تعتقد بأنه نفذ الجريمة بمفرده، وقال موقع "سي إن إن" إن معلومات أولية عن راموس تفيد بأنه كان يعمل في محل وجبات سريعة تابع لسلسة وينديز، وأن آخر دورية عمل له كانت "نوبة النهار"، حسب تصريحات منسوبة لمدير المطعم آدريان مينديز، والذي أضاف أن راموس "كان من النوع الهادئ.. لا يقول الكثير، لم يكن يتواصل مع الموظفين الآخرين، عمل للتو وحصل على شيك بأجره وغادر".

أما أكثر ما ذكرته "سي إن إن" إفصاحاً عن المأساة وراء هذه الجريمة المروعة، فكان ما نقلته عن زميل دراسة لراموس، أكد أنه أرسل له صور قبل أيام من الهجوم "لسلاح ناري وذخيرة" كانوا بحوزته، وأوضح الزميل، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، أنه كان مقرباً إلى حد ما من راموس، وأنهما كانا يلعبان أحياناً X box معاً حينها قال له الصديق: "أخي.. ما هذا ماذا لديك؟". فكان رد راموس: "لا تقلق.. أبدو مختلفاً جداً الآن، لن تعرفني".

وأوضح صديق راموس أنه كثيراً ما كان يتعرض للسخرية من قبل الآخرين، بسبب ملابسه والوضع المالي لأسرته، ولم يكن أحد يهتم لأمره في الفصل، لذلك لم يكن يرغب في الذهاب إلى المدرسة، وتركها تدريجياً، وأشار إلى أنه منذ تخرجه لم يتواصل مع راموس، الذي كان يرسل له رسالة نصية كل بضعة أشهر أغلبها ليطلب منه تشغيل X box.

يأتي إطلاق النار في أوفالدي بعد ما يقرب من حادثة مروعة حدثت قبل عقد من الزمان حيث قتل مسلح 20 طفلاً صغيراً وستة بالغين في مدرسة "ساندي هوك" الابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيتيكت، قبل أن ينتحر وبحسب تقرير لـ "نيويورك تايمز" يعتبر هجوم أوفالدي، ثاني هجوم جماعي على مدرسة هذا العام وهو على الأقل أصبح رقم 188 منذ عام 1970، وفقًا لتحليل وتتضمن قاعدة البيانات مئات الهجمات على المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية حيث يفتح المهاجمون النار على الطلاب في الحرم الجامعي. وباستثناء المسلحين، قُتل ما لا يقل عن 200 شخص في حوادث إطلاق النار هذه بالمدارس حتى الآن

زيزداد عدد المراهقين الذين يحملون أسلحة يدوية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، حيث يذكر تقرير لشبكة "ايه بي سي نيوز" إن النسبة الإجمالية لحاملي هذه الأسلحة زادت بنسبة 41 بالمئة بين الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و18 عاما ًمن 2002 إلى 2019 وقال التقرير إن الزيادة الأكبر كانت بين المراهقين البيض والأثرياء والريفيين وتعود الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة إلى تخفيف قوانين حيازة السلاح والانقسام السياسي وانتشار ما تسمى "ثقافة السلاح".

كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، نشرت تقريرا خلال فبراير 2021، يشير إلى أنّه تمّ بيع أكثر من مليوني قطعة سلاح في شهر يناير في الولايات المتحدة، بزيادة قدرها 80%، وهي ثاني أعلى نسبة مبيعات شهرية منذ عام 1998، بعد شهر مارس 2020.

من جانبه دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الأربعاء، الكونجرس الأمريكي إلى الوقوف في وجه لوبي الأسلحة النارية، وقال بايدن، إن الوقت حان لتحويل الألم إلى عمل من أجل كل مواطن في الولايات المتحدة، مضيفا أنه يجب التوضيح لكل مسؤول منتخب أن الوقت حان للتحرك، داعيا الكونجرس مجددا إلى تمرير تشريع بشأن الأسلحة وأضاف الرئيس الأمريكي أنه عندما تم تمرير حظر الأسلحة الهجومية انخفضت حوادث إطلاق النار، مشيرًا إلى أن فكرة دخول طفل يبلغ من العمر 18 عامًا متجر أسلحة نارية ويشترى سلاحين هجوميين هى فكرة خاطئة ومدمرة لبراءة الأطفال.

كما طالبت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس اليوم / الأربعاء / بضرورة التحرك لتقييد حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة ونددت هاريس بإطلاق شاب النار في مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، في مجزرة راح ضحيتها 19 طفلاً وبالغين برصاص شاب اقتحم مدرستهم وقالت هاريس "كفى يعني كفى، فقلوبنا ما زالت تتحطم بسبب عمليات إطلاق النار التي تشهدها المدارس الأمريكية باستمرار، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة للتحرك"، وذلك في مناشدة للكونجرس لإصدار تشريع يفرض قيوداً على بيع الأسلحة النارية وحيازتها.

أهم الأخبار