شظايا حرب غزة تصيب مؤتمر «كوب 28»

أصابت توابع زلزال الحرب المستعرة في قطاع غزة منذ شهرين قاعات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) في دبي، رغم انشغال أطراف المؤتمر بالمفاوضات الصعبة بشأن خفض الغازات التي تؤدي إلى احترار الأرض.

في الجناح الفلسطيني في مدينة «إكسبو دبي»، وهو الأول من نوعه في مؤتمر دولي للمناخ، كُتب على الجدران «حقوق المناخ: على الطرف الآخر»، في إشارة إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن عدوانا على قطاع غزة منذ شهرين.

وقالت عضو الوفد الفلسطيني في المؤتمر خبيرة المناخ هديل خميس لوكالة فرانس برس «خطط مكافحة تغير المناخ وُضعت بناء على ما كان موجودًا على الأرض»، لكن منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، «لم يتبقَ أي شيء» في قطاع غزة. وأضافت «هُدمت البنية التحتية من محطات تحلية مياه البحر ومحطات معالجة المياه العادمة ومحطات حصاد مائي وآبار».

ويؤكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني أن «بعض المشاريع الصغيرة المدعومة من اللجنة ساعدت في السنوات الماضية المجتمعات المحلية في مواجهة عواقب تغير المناخ»، مضيفًا «للأسف، توقفت هذه المشاريع الآن« نتيجة الحرب. وأشار إلى أن «قطاع غزة هو المكان الذي تشكّل فيه موارد المياه المتضائلة وتردّي جودة المياه والظواهر المناخية غير المتوقعة تحديًا فعليًا». وأوضحت خميس أن هذا يؤثر على «جودة المحاصيل الزراعية والأمن الغذائي».

«الفوسفور الأبيض» والمناخ

في فعالية على هامش المؤتمر، رفض المبعوث الإسرائيلي للمناخ جدعون بحار الربط بين الحرب والمسائل المناخية، زاعما «التفرّيق بين القضايا الجيوسياسية والمناخية»، داعيًا للتركيز خلال المحادثات على حلّ أزمة المناخ.

وتعرّض المواجهات شبه اليومية التي تشهدها المنطقة الحدودية الجنوبية اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، الأراضي الزراعية لحرائق وأضرار بيئية أخرى. في كلمته في «قمة القادة» خلال كوب28، أكد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن استخدام الفوسفور الأبيض أدى إلى «إلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها بأكثر من خمسة ملايين متر مربع من الغابات والأراضي الزراعية وآلاف أشجار الزيتون».

وتُعتبر الذخائر التي تحتوي على الفوسفور الأبيض أسلحة حارقة تدمّر المحاصيل الزراعية والماشية، لكنها غير محظورة.

تظاهرة داعمة لفلسطين

في هذه الأثتاء، شارك عشرات النشطاء في مظاهرة داعمة لفلسطين على هامش «كوب 28». ويوم الأربعاء كتب النشطاء عبارات تصامنية مع «غزة»، على لافتات سوداء، منددين بالانتهاكات وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الأعزل، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يشن غارات مكثفة، على القطاع، وسط صمت تام من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية المعنية.

وأكد النشطاء أن الكفاح العادل ضد التغير المناخي، مستحيل تحقيقه بدون تحقيق العدالة في مختلف المجالات، وسط هتافات مدوية «فلسطين حرة». وكتب المتظاهرون أسماء بعض الشهداء والأسرى الفلسطينيين على أيديهم باللون الأحمر «لون الدم»، رافعين إعلام فلسطين.

وفي لفتة رمزية خلال افتتاح أعمال المؤتمر في 30 نوفمبر الماضي، سلّم رئيس «كوب27» وزير الخارجية المصري سامح شكري، رئاسة المؤتمر إلى الإماراتي سلطان الجابر، ودعا الوزير المصري إلى الوقوف دقيقة صمت على أرواح جميع المدنيين الذين قُتلوا في غزة.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك