بـ100 مليون دولار.. واشنطن تلتفت إلى «السودان الجائع»
أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان يوم الأربعاء أن الولايات المتحدة ستقدم تمويلا إضافيا يتجاوز مئة مليون دولار لإغاثة الشعب السوداني في ظل الصراع الدائر على أراضيه.
وقالت «رويترز» إن الدعم الأميركي الأخير يأتي فيما تسعى واشنطن لحشد مزيد من الأموال خلال مؤتمر دولي للمانحين عن الأزمة الإنسانية هذا الشهر.
ويأمل المبعوث الخاص توم بيرييلو لـ «رويترز» في أن يعطي الشركاء في أنحاء العالم أولوية أكبر للحرب الأهلية في السودان وأن يشارك المزيد من الدول في مؤتمر للمانحين في باريس يوم 15 أبريل.
⭕️ #شاهد
كلمة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام الحشد الكبير لمواطني وطلاب خلاوي همشكوريب .
همشكوريب ١٠-٤-٢٠٢٤م#السودان #القوات_المسلحة_السودانية pic.twitter.com/PisqiB3BTz— 🅚🅐🅜🅐🅛 (@kamalgoga) April 11, 2024
مؤتمر دولي لإنقاذ السودان والاستجابة ضعيفة
ويتزامن بدء المؤتمر مع مرور سنة كاملة على اندلاع الصراع، عندما تحول التوتر الذي ظل يعتمل لمدة طويلة إلى قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال بيرييلو «الاستجابة الدولية ضعيفة للغاية. حصلنا على خمسة بالمئة من المبلغ المطلوب»، مضيفا أن الولايات المتحدة خصصت بالفعل أكثر من مليار دولار في شكل مساعدات إنسانية للصراع.
وأضاف دون الخوض في تفاصيل «سنقدم دفعة أخرى بمبلغ من تسعة أرقام (أكثر من مئة مليون دولار) ».
ودفعت الحرب الملايين إلى الجوع الحاد، وتسببت في أكبر أزمة نزوح في العالم، وأثارت موجات من أعمال القتل والعنف الجنسي على أسس عرقية في منطقة دارفور بغرب السودان.
وقال بيرييلو إن الولايات المتحدة ستواصل النظر فيما يجري على الأرض والتصرف وفقا لذلك لرفع التكلفة من خلال العقوبات وغيرها من الوسائل كلما كان ذلك مناسبا. ومنذ بدء الحرب، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع، وشركات كبرى يملكها الجانبان وكيانات أخرى.
وقال بيرييلو أيضا إن من غير المرجح أن تُستأنف محادثات السلام في 18 أبريل نيسان، وهو التاريخ الذي قال في وقت سابق إن واشنطن تتطلع إليه.
#السودان على أعتاب مجاعة كبرى مع أزمة نزوح عالمية بإجمالي 6 ملايين شخص.. والمعارك تتواصل في الخرطوم وأم درمان#العربية#العالم_الليلة pic.twitter.com/jso0SddGfM
— العربية (@AlArabiya) April 10, 2024
وساطة سعودية وهدنة فاشلة
وكانت السعودية والولايات المتحدة قادتا محادثات باءت بالفشل في جدة العام الماضي في محاولة للتوصل إلى هدنة.
وقال «لا أعتقد أننا سنشهد اجتماعات في جدة يوم 18»، مضيفا أن واشنطن لا تتوقع بدء المحادثات الرسمية لكن المفاوضات تجري في كل يوم.
وأضاف «نرغب صراحة في بدء المحادثات بأسرع ما يمكن. لكن ما نعرفه هو أن السعوديين ملتزمون بالمحادثات.. محادثات تشمل مجموعة أكبر من الجهات الفاعلة الرئيسية، ونأمل أن يلتزموا بموعد محدد».
المسيرات الإيرانية تغير مسار الحرب في السودان
على صعيد الحرب الداخلية قال مصدر كبير بالجيش السوداني لرويترز إنه مع مرور عام على بدء الحرب في السودان، تساعد الطائرات المسيرة المسلحة إيرانية الصنع «التي طورها الجيش السوداني» على تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الدعم السريع، التي يحاربها واستعادة أراض حول العاصمة.
كما قالت 6 مصادر إيرانية ومسؤولون ودبلوماسيون بالمنطقة طلبوا، شأنهم شأن المصدر العسكري، عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المعلومات، لرويترز إن الجيش حصل على طائرات مسيرة إيرانية الصنع خلال الأشهر القليلة الماضية.
وذكر أكثر من 10 من سكان الخرطوم أن القوات المسلحة السودانية استخدمت بعض الطائرات المسيرة القديمة في الأشهر الأولى من الحرب إلى جانب بطاريات صواريخ وطائرات مقاتلة، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر في القضاء على مقاتلي قوات الدعم السريع.
طائرات مسيرة أكثر فاعلية
وقال 5 شهود من السكان إنه في يناير، أي بعد 9 أشهر من اندلاع القتال، بدأ استخدام طائرات مسيرة أكثر فاعلية من قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمالي الخرطوم.
وكشف السكان أن الطائرات المسيرة بدا أنها تراقب تحركات قوات الدعم السريع وتستهدف مواقعها وتحدد بدقة ضربات المدفعية في أمدرمان وهي واحدة من ثلاث مدن على ضفاف نهر النيل تضم العاصمة الخرطوم.
يقترب من دخول المرحلة الخامسة والخطرة من تصنيف الأمم المتحدة.. برنامج الغذاء العالمي: نحذر من مجاعة غير مسبوقة في #السودان مع بدء موسم الأشهر العجاف#العربية pic.twitter.com/RvzcbLFxEX
— العربية (@AlArabiya) April 6, 2024
صناعة أسلحة بمساعدة إيران
من جهته، أبرز أمين مجذوب، وهو جنرال سابق بجهاز المخابرات السوداني، أن السودان كان يصنع في السابق أسلحة بمساعدة إيران، وأعاد تهيئة طائرات مسيرة كانت بحوزته بالفعل لجعلها أكثر فاعلية خلال الحرب.
ولم يعلق المجذوب تحديدا على مصدر الطائرات المسيرة التي استخدمت مؤخرا في القتال.
وذكر مصدر إقليمي مقرب من الدائرة الحاكمة في إيران أن شركة الطيران الإيرانية (قشم فارس إير) نقلت طائرات مسيرة إيرانية من طرازي مهاجر وأبابيل للسودان عدة مرات منذ أواخر العام الماضي. وطائرات مهاجر وأبابيل المسيرة تصنعها شركات تعمل تحت إشراف وزارة الدفاع الإيرانية، والتي لم ترد بعد على طلب للتعقيب.