غزة بين نيران القصف وتعثر المبادرات.. نزوح جماعي وتضارب في المسارات السياسية

غزة بين نيران القصف وتعثر المبادرات.. نزوح جماعي وتضارب في المسارات السياسية

في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وتعثر الجهود السياسية والإنسانية، يدخل القطاع مرحلة جديدة من الانهيار، مع تفاقم المعاناة الإنسانية وتزايد أعداد النازحين، وسط مبادرات متضاربة تعكس هشاشة المسار الدبلوماسي.

نزوح واسع وتحذيرات أممية من "انهيار إنساني"

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 180 ألف فلسطيني نزحوا قسرًا خلال عشرة أيام فقط حتى 25 مايو/أيار، بفعل القصف الإسرائيلي المكثف. وأكدت، في بيان مشترك مع المجموعة العالمية لتنسيق المخيمات، أن مراكز الإيواء "توشك على الانهيار" نتيجة الاكتظاظ الحاد ونقص الإمدادات.

وأضاف البيان أن "الهجمات باتت لا تميّز بين الأحياء السكنية والملاجئ"، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع.

مبادرة أمريكية مثيرة للجدل تواجه اعتراضات

في محاولة لتقديم حل جزئي، أطلقت الإدارة الأمريكية مبادرة إنسانية تحت اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، لتوزيع المساعدات داخل القطاع، غير أن الخطوة قوبلت بانتقادات من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، الذي اعتبر أن المبادرة "تشوّش على الجهود الدولية الحقيقية وتضعف التنسيق الإنساني القائم".

وفي تطور لاحق، أعلنت المؤسسة عن استقالة مديرها التنفيذي جيك وود، وتعيين جون أكري خلفًا له، في ظل تقارير عن ضغوط وتهديدات ورفض أممي للاعتراف بها، بحجة عدم التزامها بمبادئ الحياد والاستقلالية.

مقترح ويتكوف.. توافق مبدئي من حماس وتشكيك إسرائيلي

سياسيًا، برزت مبادرة أمريكية جديدة عبر المبعوث ستيف ويتكوف، تقضي بوقف إطلاق النار لمدة 70 يومًا، مقابل إطلاق 10 رهائن إسرائيليين على مرحلتين، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بينهم محكومون بالسجن المؤبد.

حركة حماس أعلنت موافقتها على المقترح، حيث قال القيادي باسم نعيم: "المقترح يهدف لإنهاء الحرب، ووقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية"، مؤكداً أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل.

في المقابل، نفى مكتب ويتكوف التوصل إلى أي اتفاق رسمي حتى الآن، بينما عبّرت الحكومة الإسرائيلية عن تحفظها تجاه ما وصفته بـ"مطالب غير مقبولة أمنيًا"، منها انسحاب القوات وتوسيع دخول المساعدات.

ضغط داخلي واستياء أوروبي متزايد

في الداخل الإسرائيلي، صعّدت عائلات الرهائن من لهجتها تجاه الحكومة، متهمة إياها بـ"المماطلة السياسية" ومطالبة باتفاق فوري يعيد جميع الأسرى، مؤكدين أن "الحكومة قادرة على إنهاء الملف غدًا إن أرادت".

خارجيًا، اتخذت دول أوروبية مواقف أكثر حدة تجاه العمليات العسكرية. فقد دعا المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى "ضغط أوروبي فوري لإدخال المساعدات إلى غزة"، فيما استدعت السويد السفير الإسرائيلي مطالبة بضمانات إنسانية.

تسريبات لمبادرة جديدة ورفض إسرائيلي قاطع

تزامنًا مع هذه التطورات، كشفت تسريبات عن مبادرة جديدة قدّمها الوسيط الأمريكي- الفلسطيني بشارة بحبح، تقترح وقفًا طويلًا لإطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا إلى حدود ما قبل شهرين، ودخول مساعدات دون قيود، إضافة إلى تبادل رهائن وجثامين.

غير أن بندًا ضمن الخطة يطالب باعتراف أمريكي بحماس أدى إلى رفض إسرائيلي قاطع، ووصفت الحكومة الخطة بأنها "تتعارض مع متطلبات الأمن القومي".

وفي تصريحات لاحقة، أوضح ويتكوف أن المبادرة الأمريكية "ما تزال مطروحة"، وتشمل صفقة لتبادل الأسرى مقابل تهدئة مؤقتة تتبعها مفاوضات أوسع لإنهاء الحرب.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار