سلوكيات غير مألوفة قد تنذر بمرض دماغي خطير لدى الشباب.. يجب عدم تجاهلها

سلوكيات غير مألوفة قد تنذر بمرض دماغي خطير لدى الشباب.. يجب عدم تجاهلها

في وقت تتزايد فيه حالات الخرف المبكر بين الشباب، يسلّط العلماء الضوء على نمط سلوكي مقلق قد يكون بمثابة جرس إنذار مبكر لمرض دماغي نادر ومدمّر يُعرف باسم الخرف الجبهي الصدغي (FTD).

وبخلاف الصورة الشائعة للخرف المرتبط بالتقدم في السن وتدهور الذاكرة، يستهدف هذا النوع مناطق التحكم في السلوك والشخصية في الدماغ، ويُعد ثالث أكثر أنواع الخرف شيوعاً لدى الأشخاص دون سن الستين.

تغيرات سلوكية مفاجئة

من أبرز علامات هذا المرض تحولات جذرية في السلوك قد تبدو في البداية غير مقلقة، مثل الإفراط المفاجئ في شرب الكحول، أو نوبات من التهور، أو فقدان الإحساس الاجتماعي، وحتى الإدمان غير المبرر. وغالباً ما تُفسر هذه السلوكيات على أنها نتيجة ضغوط الحياة أو أزمات نفسية، مما يؤدي إلى تشخيص خاطئ يستمر أحياناً لسنوات.

ويحذر الباحث بول ليتل، المتخصص في دراسات الخرف، من أن بعض المرضى الذين لم يتجاوزوا الثلاثين من العمر يُخطئون تشخيصهم على أنهم يعانون من اكتئاب حاد أو اضطرابات سلوكية، بينما الحقيقة أنهم مصابون بمرض عصبي يدمّر أدمغتهم بصمت.

أعراض مربكة وتأخر في التشخيص

يشير الأطباء إلى أن الخرف الجبهي الصدغي لا يبدأ بفقدان الذاكرة، بل يظهر في صورة فقدان للتعاطف، وتراجع القدرة على التواصل الاجتماعي، وظهور سلوكيات غير مألوفة، مثل السرقة دون دافع، أو التلفظ بعبارات جارحة، أو إهمال النظافة الشخصية. وغالباً ما تُفسر هذه الأعراض على أنها "أزمة منتصف العمر"، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص بشكل خطير.

ويُعد هذا المرض غير قابل للعلاج حتى اليوم، ومتى بدأت الأعراض، فإن متوسط البقاء على قيد الحياة يتراوح بين سنتين إلى 12 سنة فقط.

أهمية الكشف المبكر

في ظل غياب العلاج، يبقى التشخيص المبكر هو الأمل الوحيد، حيث يُنصح بعدم تجاهل أي تغير مفاجئ في الشخصية بعد سن الثلاثين، خصوصاً إذا ترافق مع سلوكيات غير مألوفة أو إدمان كحولي مفاجئ.

ويمكن للفحوصات العصبية المتقدمة أن تكشف عن المرض قبل استفحاله، ما يمنح العائلات وقتاً للاستعداد للتحديات النفسية والاجتماعية والمادية التي يفرضها هذا المرض القاسي.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار