زيارة رسمية تاريخية لأمير البلاد تعزز العلاقات الكويتية الفرنسية الممتدة لعقود طويلة في شتى المجالات

شهدت العلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الكويت والجمهورية الفرنسية الممتدة على مدى سبعة عقود شراكة استراتيجية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية.
وتجسيدا لعمق هذه العلاقات التاريخية بين البلدين وحرص قياداتهما على تعزيزها وتطويرها في شتى المجالات يبدأ حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه زيارة رسمية الى الجمهورية الفرنسية الصديقة يوم غد الأحد هي الأولى له منذ تولي سموه مقاليد الحكم.
ويعود تاريخ اعتراف فرنسا باستقلال دولة الكويت الى الـ 28 من أغسطس عام 1961 عندما قررت باريس اعتماد سفيرها في بيروت سفيرا لدى الكويت كما قررت إنشاء تمثيل تجاري دائم لها في البلاد ثم إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1967.
وعلى مدار العقود السبعة الماضية تطورت العلاقات الكويتية - الفرنسية في كل المجالات وبلغت ذروتها عند وقوف فرنسا مع الحق الكويتي إبان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 حينما أعلن الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران في 26 أغسطس 1990 "أن سيادة الكويت غير قابلة للتفاوض" وقرر إرسال نحو 18 ألف جندي فرنسي للمشاركة في تحرير البلاد.
وشهدت العلاقات الثنائية زيارات متبادلة لقادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما إذ زار أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه فرنسا مرات عدة كان أبرزها في سبتمبر عام 1989 حيث أجرى مباحثات تناولت تطوير العلاقات الثنائية وتعزيزها في كافة المجالات.
وأعقب تلك الزيارة زيارتين الأولى في أكتوبر عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت والثانية في أكتوبر 1991 للتعبير عن شكر شعب الكويت وتقديره للموقف الفرنسي تجاه قضية الكويت العادلة.
كما زار أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه فرنسا في نوفمبر عام 2006 حيث التقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وكبار المسؤولين الفرنسيين وبحث معهم تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي يناير 2017 زار سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي آنذاك باريس للمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط.
وفي 24 أبريل الماضي زار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو البلاد وبحث مع وزير الخارجية عبد الله اليحيا العلاقات الثنائية وأطر تعزيزها إضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدد من المجالات.
وشاركت الكويت في 17 يونيو الماضي ممثلة بسفارتها لدى فرنسا في مؤتمر (رؤية الخليج - 2025) برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي استهدف تعزيز الشراكة مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ظل التحولات المتسارعة الذي يشهدها الاقتصاد العالمي ومساعي الجانبين لبناء علاقات اقتصادية أوسع.
وتعد فرنسا من أهم المستثمرين العالميين في الكويت لاسيما في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والنقل والصحة ومنتجات التجميل فيما تبلغ نسبة الشركات الفرنسية في الكويت نحو 50 في المئة من الشركات الأوروبية العاملة فيها وتوفر أكثر من 2100 وظيفة.
وهناك تعاون اقتصادي بين البلدين توج باتفاقيات في مجالات عدة لاسيما التعاون الضريبي والتي وقعت أولاها في عام 1973 وكذلك اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين الحكومتين والمبرمة عام 1989 فيما وقعت الكويت في يونيو 2017 اتفاقية لتنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمعاهدات الضريبية لمنع تآكل الوعاء الضريبي وتحويل الأرباح.
أما على الصعيد العسكري فتنظر الكويت الى فرنسا كحليف استراتيجي لها خاصة بعد المشاركة الفرنسية الفعالة في التحالف الدولي الذي قام بتحرير الكويت عام 1991 وما تلاها من اتفاقيات للتعاون الدفاعي بين البلدين.
ووقع البلدان في أغسطس عام 1992 اتفاقية دفاعية نظمت أطر التعاون بينهما في حال تعرضت الكويت لاعتداء خارجي وتضمنت إجراء تمارين ومناورات عسكرية بين قوات البلدين وتبادل الخبرات بالإضافة الى تدريب وتأهيل الكوادر العسكرية كما وقع البلدان في ديسمبر عام 2006 اتفاقية أخرى للتعاون العسكري.
ويشهد البلدان تطورا في التعاون بالقطاع الصحي ففي يونيو 2021 زار وفد جامعة (نيس) الفرنسية وزارة الصحة لبحث سبل تعزيز التعاون وآليات تبادل الخبرات للارتقاء بمستوى الخدمة الطبية فيما وقع وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي في فبراير 2025 مذكرة تفاهم مع مستشفى (غوستاف روسيه) الفرنسي المتخصص في علاج الأورام لتطوير الرعاية الصحية بالبلاد.
وفي المجال العلمي والثقافي وقع البلدان عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لزيادة عدد الطلبة الكويتيين في فرنسا والمشاركة في الانشطة الثقافية وتبادل الخبرات.
ويحرص البلدان على التنسيق المستمر في المحافل الإقليمية والدولية وتبادل الدعم في القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعكس متانة العلاقة التاريخية ويعزز آفاقها المستقبلية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك