انقسام سياسي داخل الكيان الإسرائيلي بعد موافقة "حماس" على مقترح الهدنة وتبادل الأسرى

أثارت موافقة حركة "حماس" على مقترح لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى انقسامًا واسعًا داخل إسرائيل، بين تيارات تؤيد التوصل إلى تسوية إنسانية عاجلة وأخرى تطالب بالاستمرار في العمليات العسكرية حتى "القضاء على الحركة".
وأكدت مصادر مطلعة أن "حماس" أبلغت الوسطاء قبولها مقترحًا عُرض عليها قبل يوم واحد، يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا فلسطينيًا وتسليم جثامين بعض الأسرى القتلى. وجاءت الخطوة بينما يسابق الوسطاء الزمن لتفادي العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة للسيطرة على مدينة غزة.
اليمين الإسرائيلي المتشدد سارع إلى رفض الطرح، إذ شدد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير على أن "لا تفويض لنتنياهو بالذهاب نحو اتفاق جزئي"، مطالبًا بمواصلة القتال حتى "تدمير حماس". وبدوره، اعتبر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أن قبول الحركة بهذا العرض دليل على "ضعفها وخشيتها من العملية البرية المرتقبة"، محذرًا من أن الاتفاق الجزئي قد يمنحها "شريان حياة".
كما انضم عضو الكنيست زفي سوكوت إلى المعارضين، مؤكدًا أن أي اتفاق مرحلي "سيعرّض الجيش لمخاطر كبيرة ويفقد إسرائيل شرعيتها الدولية".
في المقابل، دعا رئيس حزب "أزرق أبيض - الوحدة الوطنية" بيني غانتس الحكومة إلى استغلال اللحظة والمضي نحو الاتفاق، مؤكدًا أن "هناك أغلبية واضحة في الشارع الإسرائيلي وشبكة أمان واسعة داخل الكنيست لدعم إعادة الأسرى". وعبّرت الأحزاب الحريدية بدورها عن دعمها للتسوية، حيث اعتبر عضو الكنيست موشيه غافني أن "فداء الأسرى واجب مقدس لتخفيف معاناة عائلاتهم".
كما أصدر منتدى عائلات الأسرى والمفقودين بيانًا شدد فيه على أن "الشعب لن يسمح لرئيس الوزراء بإفشال صفقة أخرى"، مطالبًا ببدء مفاوضات متواصلة لإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة.
دبلوماسي عربي كشف أن المقترح الذي وافقت عليه "حماس" عُرض عبر رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بعد اجتماعات جرت في القاهرة بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا. وأوضح أن المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن بحث إطلاق بقية الأسرى والتوصل إلى تفاهمات حول وقف شامل للقتال بضمانات دولية.
ورغم تسلم إسرائيل للمقترح مساء الاثنين، أكدت مصادر حكومية أن الموقف الرسمي ما يزال ثابتًا: "لن تُنهى الحرب إلا بإطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة وبشروط إسرائيلية واضحة".
ويرى الوسطاء أن إصرار تل أبيب يضيّق هامش المناورة، إلا أنهم يواصلون الدفع نحو اتفاق جزئي يمكن تسويقه باعتباره "مرحلة أولى نحو اتفاق شامل" لإنهاء الحرب.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك