خريف ظفار.. بساط أخضر يروي قصة عمانية بين جمال الطبيعة وأصالة التاريخ

في جنوب شرق سلطنة عمان يستقبل موسم (خريف ظفار2025) زوار المحافظة بأجواء استثنائية تحول هذه البقعة إلى لوحة طبيعية نابضة بالحياة حيث تروي الأمطار الأرض ويلف الضباب سفوح الجبال في مشهد يفتح أبوابه أمام عشاق الطبيعة والسياحة لقضاء تجربة مميزة في واحدة من أبرز وجهات السياحة بالمنطقة.
والى جانب هذا المشهد تروي محافظة (ظفار) حكاية تاريخ يمتد لآلاف السنين من حضارة اللبان والعيون المائية المتدفقة والقلاع والحصون المنيعة إضافة إلى شواطئها المتنوعة التي تمنح الزائر تجربة سياحية متكاملة.
وخلال فصل الخريف تتحول (ظفار) إلى بساط أخضر يروي قصة التناغم بين الجمال الطبيعي والعمق التراثي الذي تحتضنه سلطنة عمان مشكلا موسما فريدا يجمع بين السياحة والهوية الثقافية.
وفي موسم (خريف ظفار) (الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر) يتساقط الرذاذ وتنخفض درجات الحرارة وتتحول الجبال والسهول إلى بساط أخضر في مشهد فريد يجعل (ظفار) أيقونة يقصدها آلاف الزوار بينما تشهد المناطق المجاورة ارتفاعا في درجات الحرارة خلال الصيف.
وتتمتع سلطنة عمان بوجهات متنوعة تقدم خدمات ومنتجات تلبي مختلف شرائح السياح وهي التي رسخت موقعها كوجهة سياحية مفضلة للراغبين في استكشاف ثقافتها الغنية والتعرف على المجتمع العماني العريق بما يحمله من تراث عربي أصيل. ومن أبرز المواقع التي يقصدها السياح خلال موسم الخريف وادي دربات وعين أثوم وعين جرزيز وعين صحلنتوت وعين رزات بالإضافة إلى عين كور وعين حمران اللتين تحيط بهما عدد من الأشجار مثل أشجار السدر والنارجيل "جوز الهند".
كما يجد الزائر عددا من الخيران المحاذية للشواطئ وأشهرها خور صلالة وخور البليد وخور الدهاريز وخور عوقد وخور القرم وهي عبارة عن محميات طبيعية غنية بالحياة الفطرية وتحتضن العديد من أنواع الطيور مثل الفلامنجو إضافة إلى الطيور المهاجرة التي تستوطن فيها في بعض المواسم ويقصدها محبي مشاهدة الطيور والحياة الفطرية.
كما تحتوي ولاية (صلالة) على معالم سياحية وثقافية وتاريخية مثل سوق الحصن وهو سوق تقليدي قديم يشتهر ببيع البخور ومنتجات اللبان والمنتجات الحرفية المتنوعة إلى جانب سوق شاطئ الحافة وقرية سمهرم الأثرية ومنتزه البليد الأثري وبيت كوفان وبرج عسكر.
كما يجد الزائر نفسه بين عروض شعبية تنبض بالألوان العمانية وقرى تفاعلية تحكي تفاصيل الحياة القديمة لتمنح الزائر رحلة عبر الزمن تربط الماضي بالحاضر مثل متنزه عوقد الذي يستقبل العائلات بفعاليات (وقت الطفل) التي خصصت لتعليم الصغار بطريقة ترفيهية فيما تقدم فعاليات (العودة إلى الماضي) صورة بانورامية عن التراث العماني من خلال أسواق الحرف اليدوية والأنشطة التقليدية التي تعكس أصالة المجتمع.
ولا تقتصر زيارة السياح إلى موسم (خريف ظفار) لرؤية ظفار وحدها بل تمتد إلى ولايات مجاورة غنية بالمزارات السياحية والتراثية مثل ولايات طاقة ومرباط وثمريت وسدح ومقشن ورخيوت وضلكوت والمزيونة.
ويتجاوز أثر الموسم البعد الترفيهي والسياحي ليشكل رافدا اقتصاديا واجتماعيا مهما إذ تسهم الفعاليات في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص عمل للشباب المحلي كما تمنح أصحاب الحرف فرصة تسويق منتجاتهم ضمن أسواق مفتوحة للزوار من مختلف دول الخليج والعالم.
وعلى مدى السنوات الماضية شهدت السلطنة نقلة واضحة في تطوير مرافقها السياحية إذ توسعت الجهود لتشمل الترويج للوجهات خلال فصل الصيف أيضا مع التركيز على المواقع ذات الطقس المعتدل التي تستضيف أنشطة وفعاليات عائلية متنوعة.
كما تعمل وزارة التراث والسياحة على تطوير البنية التحتية للقطاع وتشجيع المشاريع المتكاملة التي تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم مع المحافظة على الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية للسلطنة.
وتدفع الوزارة الجهات المعنية إلى إطلاق عروض صيفية بأسعار تنافسية وتسويقها في المعارض والمحافل الدولية ليجد السائح في النهاية أن الوجهات العمانية غنية بتجارب تستحق الزيارة والاستكشاف لتبقى (ظفار) في قلب كل موسم عنوانا للجمال الطبيعي والثراء الثقافي.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك