مصر والإمارات.. علاقات أخوية راسخة وشراكة استراتيجية تواجه تحديات المنطقة

مصر والإمارات.. علاقات أخوية راسخة وشراكة استراتيجية تواجه تحديات المنطقة

تُعد العلاقات المصرية الإماراتية نموذجًا فريدًا في العالم العربي، يجمع بين عمق الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية، ووحدة المصير والمصالح المشتركة. فعلى مدار أكثر من خمسين عامًا، استطاعت القاهرة وأبوظبي أن تؤسسا لشراكة استراتيجية متينة، تقوم على التعاون الكامل والتضامن الصادق في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.

بدأت هذه العلاقات عام 1971 مع قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي رسّخ أسس علاقة أخوية قوية مع مصر، قائمة على الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في دعم قضايا الأمة العربية.

ومع مرور العقود، تعززت أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، لتصل إلى ذروتها في السنوات الأخيرة، حيث باتت الإمارات أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لمصر، سواء من خلال الاستثمارات الكبرى أو من خلال المواقف السياسية الداعمة في القضايا الإقليمية.

رؤية موحدة تجاه قضايا المنطقة

يتقاسم البلدان رؤية واحدة تجاه العديد من الملفات العربية والإقليمية، من القضية الفلسطينية إلى الأزمات في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان. وتؤكد القاهرة وأبوظبي دومًا على أهمية الحلول السياسية التي تحفظ وحدة الدول العربية وتصون مقدرات شعوبها، إلى جانب ضرورة مواجهة الإرهاب وقطع مصادر تمويله وتجفيف منابعه.

تنسيق دائم وزيارات متبادلة

شهدت السنوات الأخيرة نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا بين قيادتي البلدين، تجسد في زيارات متبادلة واجتماعات على أعلى المستويات، عكست متانة العلاقات وتطابق الرؤى حيال القضايا الإقليمية والدولية.

ففي نوفمبر 2024 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، على هامش قمة العشرين في البرازيل، كما استقبل في مارس من العام نفسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع في غزة.

وتتواصل اللقاءات بين الرئيس السيسي وقيادات دولة الإمارات بشكل منتظم، سواء في القاهرة أو أبوظبي، بما يعكس حرص الجانبين على دعم العلاقات الأخوية وتعميق التعاون في مختلف المجالات.

علاقات قائمة على الثقة والاحترام المتبادل

ما يميز العلاقات المصرية الإماراتية أنها تجاوزت إطار المصالح إلى مستوى من الأخوة الحقيقية المبنية على الثقة المتبادلة والتعاون الصادق. فمصر والإمارات يجمعهما هدف واحد يتمثل في حماية الأمن القومي العربي، والحفاظ على استقرار المنطقة، ودعم مسارات التنمية المستدامة لمصلحة شعوبها.

بهذا النهج، تواصل القاهرة وأبوظبي مسيرتهما المشتركة نحو مزيد من التكامل والتعاون، لتظل العلاقات بينهما نموذجًا يحتذى به في التضامن العربي ووحدة الصف في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار