ملف الأسلحة البيولوجية يفتح نافذة دبلوماسية بين موسكو وواشنطن بعد تعثر أوكرانيا.. ما التفاصيل؟

رغم التوتر المستمر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، برزت مؤخرًا إشارات نادرة لانفتاح دبلوماسي محتمل بين القوتين العظميين، عنوانه هذه المرة: الأسلحة البيولوجية.
فبحسب تقرير نشره موقع ريسبونسيبل ستايت كرافت، تسعى كل من واشنطن وموسكو إلى فصل الملفات الاستراتيجية الحساسة عن النزاع الأوكراني، وفي مقدمتها ملف الحد من انتشار الأسلحة البيولوجية.
مبادرة ترامب تعيد الحوار من جديد
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مبادرة دولية جديدة تهدف إلى تعزيز الالتزام باتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، عبر نظام تحقق يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يسمح بمراقبة الامتثال بشكل موثوق وشفاف.
وقال ترامب في كلمته: "لمنع الكوارث المحتملة، ستقود إدارتي جهدًا دوليًا لتطبيق اتفاقية الأسلحة البيولوجية من خلال نظام تحقق آمن يعتمد على الذكاء الاصطناعي."
وأكد أن هذه المبادرة تمثل أولوية ملحّة في ظل استمرار بعض الدول بإجراء أبحاث خطيرة تتعلق بمسببات أمراض من صنع الإنسان.
🇷🇺 موسكو ترحّب بالمبادرة الأمريكية
وفي رد مفاجئ، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، دعم موسكو للمبادرة، واصفًا إياها بأنها "رائعة بحد ذاتها"، ومقترحًا بدء مفاوضات رسمية لتدوينها ضمن الاتفاقيات الدولية.
ويُعد هذا الموقف الروسي لافتًا للأسباب التالية:
أنه يعكس استعداد موسكو لفتح قنوات حوار جديدة مع واشنطن حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي رغم التوتر في ملف أوكرانيا.
أنه يمثل تحولًا في خطاب روسيا التي لطالما اتهمت الولايات المتحدة بإدارة برامج للأسلحة البيولوجية في أوكرانيا تحت ستار الأبحاث الصحية.
نافذة دبلوماسية جديدة قبل اجتماعات جنيف
ويأتي هذا التفاعل الإيجابي قبل أسابيع من اجتماعات الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية المقررة بين 15 و17 ديسمبر في جنيف، ما يفتح الباب أمام احتمال عودة الحوار الأمريكي الروسي إلى مساره الدبلوماسي بعيدًا عن الصراع العسكري.
كما يرى محللون أن إشراك الصين في هذه المبادرة قد يرفع من قيمتها الاستراتيجية عالميًا، نظرًا لكون بكين أكثر تعاونًا في ملف الأسلحة البيولوجية مقارنة بموقفها الحذر تجاه معاهدات الأسلحة النووية.
اتفاقية بلا آلية تحقق
يُذكر أن اتفاقية حظر الأسلحة البيولوجية، الموقعة عام 1972، تُعد من أضعف معاهدات الحد من التسلح، لأنها لم تتضمن أي نظام تحقق أو آلية رقابة دولية، ما جعل تطبيقها العملي يواجه تحديات كبيرة.
وفي ظل هذا التحول المفاجئ، يرى مراقبون أن ملف الأسلحة البيولوجية قد يكون "جسرًا نادرًا" للحوار بين واشنطن وموسكو، بعد سنوات من القطيعة الدبلوماسية التي فاقمها النزاع في أوكرانيا.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
