أمين مجلس الوزراء الكويتي: اللجنة الخليجية لمتابعة تنفيذ قرارات العمل المشترك أداة تنفيذية لتحويل قرارات القادة لواقع ملموس

قال الأمين العام لمجلس الوزراء الكويتي صالح الملا إن اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات العمل المشترك بمجلس التعاون لدول الخليج العربية تمثل الاداة التنفيذية الكفيلة بتحويل الرؤى والقرارات الاستراتيجية لقادة دول المجلس لواقع ملموس ينعكس مباشرة على حياة مواطني دول المجلس.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الملا لدى ترؤسه الاجتماع الـ26 للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ القرارات ذات العلاقة بالعمل المشترك في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقدت اليوم الأحد بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي.
وأشار الملا الى سلسلة من القرارات الهامة التي أقرها قادة دول المجلس في اجتماعات دوراته السابقة والتي عززت مسيرته بمختلف المجالات ومنها تطوير التكامل الاقتصادي والمالي ودعم مسيرة الاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة وتعزيز الترابط التجاري بين دول المجلس. وأضاف أن من القرارات الهامة لقادة دول المجلس أيضا تلك المتعلقة بحماية البيئة وصون الموارد الطبيعية وتطوير البنى التحتية في مجالي الطاقة والنقل وصولا الى تمكين الشباب والكوادر الخليجية في مجالات التعليم والتدريب والابتكار.
وأكد أن اجتماع اللجنة اليوم يعكس حرص الجميع على الدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك نحو آفاق أرحب ومواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات والتعامل مع التحديات والمستجدات بروح ورؤية موحدة.
وأفاد بأن "المرحلة المقبلة تفرض علينا جميعا تكثيف الجهود وتعزيز اليات التنسيق بما يواكب التطورات المتسارعة ويكرس مكانة مجلس التعاون الخليجي ككتلة إقليمية موحدة وفاعلة على الساحتين الاقليمية والدولية".
وشدد على أهمية مواصلة تطوير وتعزيز الآليات المعمول بها وبشكل يسهم في تسريع اجراءات التصديق على الأنظمة والقوانين والاتفاقيات التي يعتمدها قادة دول المجلس في اجتماعات المجلس الاعلى وبما يكفل دخولها حيز النفاذ في أسرع وقت ممكن. وأوضح الملا أن سرعة التصديق والتنفيذ تمثل عاملا حاسما لتحقيق الرؤى والطموحات التي خطها قادة دول المجلس وترسيخ مكانة مجلس التعاون الخليجي بما يضمن مصالح شعوب الدول الأعضاء ويعزز مكتسباته المشتركة مشيدا في الوقت ذاته بـ"المسيرة المباركة" للمجلس التي مضى على تأسيسها أربعة عقود.وبين أن هذا "الصرح" أثبت قدرته على مواكبة التغيرات وترسيخ حضوره كإطار جامع يقوم على مبادئ التعاون والتكامل ويستجيب لتطلعات شعوبه مشيرا الى الانجازات التي تحققت خلال هذه المسيرة المباركة في مجالات الاقتصاد والدفاع المشترك والامن والبيئة والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات الحيوية.
من جهته قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي في كلمة مماثلة إن للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات العمل الخليجي المشترك دور محوري في المضي نحو مراحل أرقى من التكامل الخليجي ومناط بها مسؤولية كبيرة في تعزيز خطوات التكامل بين دول المجلس ومتابعة تنفيذ القرارات ذات الصلة بالعمل المشترك وصولا إلى أعلى مراحل التكامل.
وأضاف البديوي أن هذا الاجتماع يأتي تتويجا للتنسيق والتعاون المشترك بين دول مجلس التعاون في مجال متابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى معربا عن التقدير البالغ للجهود القيمة التي تبذلها اللجنة في هذا المجال والثقة بما ستتوصل إليه من نتائج ستشكل إضافة هامة في مسيرة العمل المشترك للمجلس.
وذكر أن المتغيرات العالمية المتسارعة وما يشهده العالم من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية متشابكة تلقي بظلالها على دول المجلس بحكم انفتاحها وتداخل مصالحها مع محيطها الإقليمي والدولي ما يجعل من الضروري تعزيز التكامل الخليجي وتوحيد المواقف لمواجهة هذه التحديات وصون المكتسبات وحماية مصالح شعوب دول مجلس التعاون الخليجي والمحافظة على استقرار وازدهار دوله.
وقال البديوي إن دول المجلس أثبتت عبر مسيرتها الطويلة قدرتها على تجاوز الأزمات والوقوف صفا واحدا أمام مختلف المخاطر والتحديات بفضل الله ثم بفضل حكمة قادتها ورؤيتهم الثاقبة.
وبين أن الاجتماع يحفل بالعديد من الموضوعات الهامة المتعلقة بالتعاون والتكامل بين دول المجلس في كافة الميادين والتي سيكون لها انعكاس كبير على المواطن الخليجي معربا عن الثقة بأن تتوصل اللجنة إلى نتائج ستشكل إضافة مهمة في تعزيز العمل الخليجي المشترك عبر تسريع تنفيذ قرارات المجلس الأعلى وإزالة أي عوائق تحول دون ذلك الأمر الذي سيعزز مسيرة التعاون والتكامل بين دول المجلس ويدعم خطواتنا نحو مستقبل أكثر تكاملا وازدهارا.
وأكد أن الأمانة العامة للمجلس بجميع كوادرها وإمكاناتها مسخرة لخدمة العمل الخليجي المشترك وتنفيذ توجيهات قادة دول المجلس دعما لمسيرة التكامل والتعاون في مختلف المجالات.
وأفاد البديوي بأن توجيهات قادة دول المجلس جاءت واضحة وطموحة داعية إلى تحقيق المزيد بما يتناسب مع تطلعات وطموحات مواطني دول المجلس التي تفوق ما تحقق من إنجازات وهو ما يمثل تحديا عظيما أمامنا جميعا وفي الوقت ذاته يشكل دافعا قويا وحافزا ملحا لتعميق ما تحقق من مكتسبات والمضي قدما نحو مراحل أرقى من التكامل الخليجي.
وأضاف "نحن على ثقة بأن ما ستتوصلون إليه من نتائج في اجتماعكم هذا سيمثل إضافة إلى ما سبقه من جهود مقدرة حيث أن السلاسة التي نراها في الإعداد والمتابعة لموضوعات وآليات عمل اللجنة تسهل علينا جميعا الوصول إلى الهدف الرئيسي من قرار المجلس الأعلى في تأسيس هذه اللجنة من خلال إصدار التشريعات الدالة على تنفيذ قرارات المجلس الأعلى في الدول الأعضاء والعمل على تسريع تنفيذها وإزالة ما يعترض طريقها مما يعزز ويدعم مسيرة التعاون المشترك ويسرع ويسهل إجراءات تنفيذ قرارات المجلس الأعلى في الدول الأعضاء".
وأشاد بما تبذله كافة اللجان الوزارية والفنية من جهود مخلصة وأدوار بارزة وفاعلة أسهمت في تقريب الرؤى وتوحيد المواقف وتعزيز التعاون والتكامل بين دول المجلس في مختلف الميادين من خلال تنسيق السياسات والأنظمة والقوانين وتفعيل الاتفاقيات المشتركة بما يجسد نموذجا ناجحا للتعاون الإقليمي المثمر.
ورفع البديوي إلى مقام حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وإلى حكومة وشعب دولة الكويت أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان على ما تقدمه الكويت من دعم ومساندة لمسيرة العمل الخليجي المشترك تحقيقا لتطلعات مواطني دول المجلس نحو مزيد من التعاون والتكامل سائلا المولى جلت قدرته أن يديم على دول المجلس نعمة الأمن والأمان والازدهار.
وحضر الاجتماع كل من وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية الدكتور عصام بن سعيد ووزير الدولة والأمين العام لمجلس الوزراء في دولة الامارات العربية المتحدة مريم الحمادي ووزير شؤون مجلسي الشورى والنواب في ممكلة البحرين غانم البوعينين والأمين العام لمجلس الوزراء في دولة قطر حمد المهندي والأمين العام لمجلس الوزراء في سلطنة عمان الشيخ الفضل الحارثي إضافة الى الأمين العام المساعد لأمانة الشؤون الادارية والمالية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء في دولة الكويت الشيخ صباح أحمد صباح السالم الصباح.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
