الهيمنة الإيرانية على إقليم الأحواز العربي (1925م - 1979م): دراسة توثيقية في نضال شعب الأحواز والموقف العربي

صدر حديثا عن شركة مدبولي كتاب " الهيمنة الإيرانية على إقليم الأحواز العربي 1925م - 1979م للد كتورة ابتهال عبد الحميد شامخ.
يتناول هذا الكتاب بالدراسة والتحليل نضال شعب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني، والموقف العربي من القضية الأحوازية خلال الفترة الممتدة من عام 1925م إلى 1979م، وما تعرض له الشعب الأحوازي من سياسات قمعية منذ بداية الاحتلال الفارسي للإقليم، إلى جانب رصد ردود الفعل العربية تجاه هذه القضية.
توضح المؤلفة أن إقليم الأحواز العربي كان يتمتع بمقومات طبيعية واقتصادية متميزة، وبرزت فيه دول عربية ذات تاريخ سياسي قوي مثل الدولة المشعشعية والدولة الكعبية، التي شهدت أوج ازدهارها في عهد الشيخ خزعل الكعبي. كما أن اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908م، كأول منطقة في الشرق الأدنى يُكتشف فيها النفط، جعل منه هدفاً استراتيجياً للأطماع الإقليمية.
غير أن موازين القوى تغيّرت مع صعود رضا خان وتبنيه سياسة التعصب القومي الفارسي، وسعيه لتوحيد الإمارات العربية تحت سلطة الدولة الفارسية، بدعم ومساندة من بريطانيا.
اعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج التحليلي في تناول السياسة الإيرانية تجاه قضية الأحواز، مستندة إلى وثائق عربية وأجنبية، ومقسِّمة كتابها إلى مقدمة وتمهيد وخمسة فصول رئيسة:
تناولت فيه الباحثة الجوانب الجغرافية والتاريخية للأحواز، من حيث أهمية الموقع، والمساحة، وأصل التسمية، والأنهار والمدن، والأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى التطور التاريخي للإقليم، وعلاقاته الخارجية في ظل الدول العربية التي حكمته، وخاصة الفترة الذهبية في عهد الشيخ خزعل أمير عربستان.
الفصل الأول:
تناول الاحتلال الإيراني وسياسة التفريس لإمارة الأحواز العربية، موضحاً حملة رضا خان العسكرية عام 1925م التي انتهت بأسر الشيخ خزعل ونهاية الحكم العربي في الإقليم، وبدء سياسة منظمة لطمس الهوية العربية.
شملت هذه السياسات تغيير الأسماء العربية للمدن والأنهار، والاستيطان الفارسي، وتهجير السكان العرب، ومنع اللغة العربية في التعليم والإدارة، إلى جانب التمييز في الوظائف والإجراءات الاقتصادية الجائرة بحق العرب.
الفصل الثاني:
تطرقت الباحثة إلى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفارسي، واستعرضت الثورات والانتفاضات الأحوازية التي سعت إلى استعادة السيادة العربية ورفض السياسات الفارسية.
الفصل الثالث:
تناول المقاومة السلمية المتمثلة في نشاط الأحزاب والحركات السياسية التي نشأت لمواجهة الاحتلال بوسائل مدنية وسياسية.
الفصل الرابع:
درست الباحثة القبائل والعشائر العربية الأحوازية، وسياسات السلطات الإيرانية الهادفة إلى إضعافها والسيطرة عليها من خلال إجراءات مثل نزع السلاح، وتبديل الزي العربي، وفرض التجنيد الإجباري، وإثارة النزاعات القبلية.
الفصل الخامس:
تناول سياسة الحكومات الإيرانية تجاه الشعب الأحوازي، مع التركيز على ممارسات جهاز السافاك ضد الأحوازيين، والأوضاع التي سبقت الثورة الإيرانية عام 1979م، ومجزرة المحمّرة (الأربعاء الأسود) في 30 مايو 1979م.
كما تناول الفصل ردود الفعل العربية تجاه السياسات الإيرانية، ولا سيما مواقف العراق ومصر وسوريا ودول الخليج العربي، ودور جامعة الدول العربية.
نتائج الدراسة:
خلصت الباحثة إلى عدة نتائج رئيسية، من أبرزها:
1. تمتع الأحواز بموقع جغرافي استراتيجي وموارد طبيعية هائلة، وخاصة النفط والغاز، مما جعله مطمعاً للاحتلال.
2. شكل احتلال الفرس للأحواز عام 1925م بداية الأطماع الإيرانية في الوطن العربي، التي امتدت لاحقاً إلى الجزر الإماراتية وغيرها.
3. انتهج النظام البهلوي سياسة تفريس منظمة للإقليم، بتغيير أسمائه العربية وإلغاء مؤسساته، غير أن هذه السياسات فشلت في طمس الهوية العربية.
4. ظلت قضية الأحواز حية في وجدان شعبها الذي واصل نضاله بمختلف الوسائل لاستعادة حريته.
5. الإقليم جزء لا يتجزأ من الوطن العربي وامتداد طبيعي له.
6. يطالب الشعب الأحوازي الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالاعتراف بقضيته وإنقاذه من البطش الإيراني.
7. تؤكد الباحثة أهمية الدعم السياسي والإعلامي العربي لقضية الأحواز، وإبرازها في المحافل الدولية.
8. نضال الشعب الأحوازي من أجل الحرية وتقرير المصير حق مشروع كفلته المواثيق الدولية.
يظهر الكتاب، من خلال تتبعه للفترة الممتدة بين 1925م و1979م، أن هذه الحقبة شكلت مرحلة مفصلية في تطور المقاومة الأحوازية وبلورة الوعي الوطني.
كما يكشف عن جوانب مهمة من التاريخ العربي الحديث، حين كانت الأحواز بوابة الأمن الشرقية للوطن العربي، وما تعرض له شعبها من سياسات قمع وطمس هوية.
ورغم كل ذلك، لم يستسلم الأحوازيون، بل واصلوا نضالهم المسلح والسلمي حفاظاً على عروبتهم وكرامتهم وحقهم في تقرير مصيرهم.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك