أمراض نفسية وتزايد حالات الانتحار فى إسرائيل بعد مرور عامين على حرب غزة

أمراض نفسية وتزايد حالات الانتحار فى إسرائيل بعد مرور عامين على حرب غزة
أمراض نفسية وتزايد حالات الانتحار فى إسرائيل

كشفت نتائج دراسة إسرائيلية عن انتشار واسع للتشوهات النفسية فى المجتمع الإسرائيلى، خاصة بين الجنود، حيث سجل ارتفاع ملحوظ فى حالات الانتحار، نتيجة تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة، التى دخلت عامها الثانى.

ووفق تقديرات الدراسة التي أجرتها مؤسسة التمويل الاجتماعي في إسرائيل، يتوقع أن تكبد هذه التداعيات النفسية الاقتصاد الإسرائيلي خسائر تقدر بمليارات الدولارات، نتيجة التكاليف الباهظة لعلاج الأمراض النفسية وتأهيل المتضررين.

وتقول الدراسة إن العبء الوطني لاضطراب ما بعد الصدمة الناجم عن الحرب قد يكلف الاقتصاد الإسرائيلي 50 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، محذرة من أن هذه التداعيات لم تعد مجرد أزمة اجتماعية، بل أزمة اقتصادية، وفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.

وتكشف الدراسة عن دلالات عميقة إذ تقدر تكلفة كل حالة من حالات اضطراب ما بعد الصدمة على الاقتصاد بما يتراوح بين 1.8 و2.2 مليون شيكل (ما بين 500 ألف و600 ألف دولار تقريبًا) على مدى العمر.

ولفتت، الأهم من ذلك، أن 74% من هذه التكلفة لا تعزى إلى العلاج، بل إلى فقدان الإنتاجية وفرص العمل ويعجز الناس عن العمل والمساهمة في المجتمع فيما يتوزع الباقي بين تكاليف الرعاية الصحية المباشرة (18%) والمشاكل الثانوية، مثل الإدمان (8%).

وتساءلت الصحيفة:"بعد مرور عامين على السابع من أكتوبر، تواجه إسرائيل نقطة تحول: فهل نسمح للصدمة الجماعية بأن تصبح استنزافا لمليارات الدولارات لاقتصادنا؟"

في الأسبوع الماضي، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانات جديدة صادمة، فمنذ بدء الحرب، سجلت إصابة نحو 20 ألف جندي، معظمهم يعانون من إصابات نفسية، ويعاني 56% من المرضى في قسم إعادة التأهيل بالوزارة من حالات نفسية حادة، مع توقعات بظهور عشرات الآلاف من الحالات الجديدة بحلول عام 2028.

وتضيف الصحيفة" هذه ليست صدمة عابرة، بل أزمة متواصلة تثقل كاهل مجتمعنا واقتصادنا"

وتابعت " تتضح التكلفة الحقيقية في أن الصدمة تتسرب إلى كل بيت، العائلات تتصدع، والأزواج ينفصلون، والأطفال يعانون من القلق، ويكافح المحاربون القدامى لإعادة الاندماج في سوق العمل.

ونقلت الصحيفة عن دراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" القول إن معدلات اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق قد تضاعفت تقريبا بين الإسرائيليين، وتشير النماذج الحالية إلى أن 5.3% من جميع المواطنين سيُصابون باضطراب ما بعد الصدمة، وهو رقم يشمل آلاف الجنود.

وتضيف الصحيفة، تحمل هذه الأزمة ثمنا باهظا متعدد الطبقات إذ يواجه المحاربون القدامى الذين يعانون من ضائقة نفسية نوبات غضب وانفصال عاطفي واضطرابات في النوم، مما يؤدي إلى انهيار العلاقات وعدم استقرار الأسرة و في مكان العمل، يعانون من ارتفاع معدلات الغياب ويكافحون من أجل التركيز والحفاظ على وظائف طويلة الأجل والنتيجة هي خسارة هائلة في الإنتاجية على مستوى الاقتصاد.

وتشير في الوقت نفسه، ينهار نظام الرعاية الصحية لدينا و تتجلى الصدمة غير المعالجة جسديا في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري واضطرابات المناعة الذاتية ومن المؤسف أنها تؤدي أيضا إلى الانتحار.

وكشفت الصحيفة وفق بيانات عن انتحار أكثر من 40 جنديا منذ بدء الحرب - بينهم 16 في العام الماضي وحده، فيما تتدهور حالات آلاف آخرين في صمت، ويحافظون على وظائفهم ولكنهم ينفصلون ببطء عن عائلاتهم ويعيشون حياة مختلة.

وتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة جراء الحرب على قطاع غزة لتتجاوز تكلفتها حاجز 100 مليار دولار، وطالت تداعياتها مفاصل الاقتصاد بداية من تباطؤ النمو وارتفاع العجز، إلى هروب الاستثمار واهتزاز ثقة الأسواق بخلاف اتساع عزلة إسرائيل الاقتصادية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تكبدت خسائر ضخمة بسبب هذه الحرب التي زاد حجم إنفاقها العسكري على 100 مليار دولار، ليبتلع بذلك أكثر من نصف ميزانية عام 2025.

وبدأت الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وتحولت إلى نزيف اقتصادي مستمر، هدد الاستقرار المالي والسياسي لإسرائيل.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار