«لف وارجع تاني: مئات الوجوه وراء الابتسامة - هل نعرف كيف نفرق بين الصادق والمنافق؟»

«لف وارجع تاني: مئات الوجوه وراء الابتسامة - هل نعرف كيف نفرق بين الصادق والمنافق؟»
لف وارجع تاني مئات الوجوه وراء الابتسامة المزيفة

كلنا عشنا اللحظة اللي تكتشف فيها إن الشخص اللي كنت تثق فيه، اللي كنت تظنه صادق ومخلص، عنده وجه آخر تخفيه خلف الستار. إنه يقول لك كلام جميل في وجهك، ويعمل شيء آخر وراء ظهرك. كلما اقتربت وفهمت، تجد أن البعض يمكن أن يتغيروا حسب المصلحة، حسب الناس اللي حواليهم، أو حسب البيئة اللي فيها. هذه الظاهرة ليست نادرة، وليست محصورة في طبقة اجتماعية أو مهنية بعينها، بل هي جزء من حياة يومية يواجهها الكثيرون.

في هذا الموضوع، سنستعرض هذه الصفة المزعجة، نسلط الضوء على أبعادها، أسبابها، أثرها على الفرد والمجتمع، وكيفية التعامل معها بحكمة.

ما هي هذه الظاهرة؟

هذه الظاهرة يطلَق عليها أحيانًا «النفاق الاجتماعي» أو "شخصية الوجهين"، حيث يظهر الشخص بخلق أو شعور معين في حضوره، ويغير مظهره أو سلوكه تماما في غيابه أو أمام جمهور آخر.

تظهر في أشكال مثل:

أمامك يبدو ودودا ومهتما، لكنه يتحدث عليك بسوء وراء ظهرك.

يقدم الدعم الظاهر، لكن في الباطن ربما يتمنى عكسه.

يصادقك ويظهر ائتمانه عليك، لكنه لا يوفي بوعوده.

في العمل يكون إنسانا مجاملا أمام المدير، ومع زملاء العمل يغير لهجته أو نواياه حسب المصلحة.

صفات الأشخاص أصحاب الوجوه المتعددة

من الدراسات مثل الأبحاث الدينية والنفسية التي تتناول صفات المنافقين أو أصحاب الشخصيات المتغيرة، نستطيع إيجاد هذه السمات المشتركة:

الكذب والتزييف

إظهار الخير وإخفاء المقاصد

يظهر وكأنه ذي نية صالحة، لكنه في الحقيقة يتحرك بمصلحة شخصية أو خوف من الزّمن أو من الناس.

المجاملة المفرطة والمصافحة العاطفية ظاهريًا

يكون لطيفًا أمامك، يظهر التعاطف والمجاملة، لكنك تكتشف أن هذه كلها لغايات أخرى لكسب الثقة، أو للتقدّم المهني، أو لكسب محبة الآخرين.

التبدل حسب الموقف

تتغير شخصيتهم في المرات المختلفة: أمام المدير، أمام الأصدقاء، في العائلة، أمام الاجتماعيين، أمام «الضعفاء». الوجه مختلف في كل موقف.

المصالح أولا

أغلب تصرّفاتهم تكون من منطلق مصلحة: البقاء في المكانة، التقدّم، الحفاظ على صورة اجتماعية، أو الاستفادة من علاقات. ليست المودة دائمًا، إنما المنفعة.

قلة الاستمرارية في السلوك

الواجبات التي يلتزم بها مع أحدهم قد لا يلتزم بها مع آخر، يتغير بحسب الظروف، وليس ثباتا على المبادئ أو المبادئ الأخلاقية.

لماذا يفعل الناس هذا؟ أسباب ودوافع

المصلحة الشخصية: البعض يرى أن معاملات الحياة لا تدار إلا بتغيّر السلوك حسب الموقف.

الخوف من الرفض أو الانتقاد: يريد أن يُرضي الجميع، خوفًا أن يُرفض أو يُنقد إذا عبر عن رأي حقيقي.

الرغبة في التقدّم الاجتماعي أو المهني: أن تظهر بمظهر معين أمام المدير، الزملاء، الأصدقاء، حتى لو كان هذا المظهر مغايرًا لما في القلب.

البيئة التي تشجّع المجاملة الزائدة: مجتمعات يهمّ فيها الظهور الاجتماعي كثيرًا.

الشخصية النرجسية أو الانتهازية: بعض الأفراد يحبون أن يُظهروا أمام الآخرين كأنهم الأفضل، يتكبّرون أو يضعون صورة براقة تحقق لهم اهتمامًا أو إعجابًا.

أثر هذا السلوك على الحياة والعلاقات

فقدان الثقة: عندما تكتشف أن الشخص ليس مثلما يبدو، تتأذى العلاقة، وتنهار الثقة، وربما تنتهي العلاقة كلها.

الإجهاد النفسي: التعامل مع شخص لا تعرف وجهه الحقيقي مرهق، يسبب حيرة، شك، قلق.

أثر سلبي على العمل: في بيئة العمل، إذا كان هناك منافقة أو تعدد وجوه بين الزملاء أو القيادات، تنشأ الروح السلبية، المنافسة الضارة، الاحتكاك، وبيئة غير صحية.

أثر اجتماعي عام: انتشار هذا السلوك يضعف الروابط الاجتماعية، يقلّ الصدق، الصراحة، يحل الخداع محلها.

كيف تتعامل مع أصحاب الوجوه المتعددة؟

حدد حدودك

لا تمنح الثقة الكاملة إلا لمن أثبت على مدى أطول أنه صادق ومخلص. كن حذرًا في مشاركة المعلومات الشخصية أو المواقف التي قد تُستَغل.

راقب الأفعال لا الأقوال فقط

لاحظ التزام الشخص بالفعل بالوعود، الثقة، الصدق لا الكلام الجميل فقط.

اجعل مبدأ الصراحة مهما

لا تبادر أنت بالازدواجية، حافظ على اتساقك الخاص، وكن واضحًا في علاقاتك وتوقعاتك.

لا تثق بالوجه وحده

البعض قد يخفي الكثير وراء الظهور الجميل، حاول بمواقف عملية أن ترى كيف يكون سلوك الشخص في الأزمات أو اللحظات التي لا يرى فيها الآخرون.

قلل التوقعات وتحكّم فيها

ليس كل من تختلط بهم يجب أن يكون صديقًا مقربًا، بعضهم يمكن أن يبقى فقط في مساحة مجاملة أو تعامل مهني. لا تضغط على نفسك أن تجعل كل علاقة عميقة.

تعلم الانسحاب بهدوء

إذا اكتشفت أن الشخص لا يستحق الثقة، يمكنك الابتعاد منه تدريجيا دون خلق نزاع كبير اجعل الانفصال أو الابتعاد يكون بهدوء، حفاظا على نفسك وعلى طاقتك النفسية.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار