دراسة تكشف تأثيرات طويلة الأمد لأدوية الضغط والاكتئاب على بكتيريا الأمعاء

دراسة تكشف تأثيرات طويلة الأمد لأدوية الضغط والاكتئاب على بكتيريا الأمعاء

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تارتو في إستونيا عن وجود آثار طويلة المدى تتركها بعض الأدوية الشائعة — مثل أدوية الضغط والاكتئاب — على بكتيريا الأمعاء، حتى بعد التوقف عن تناولها لسنوات، الأمر الذي قد يرفع احتمالات الإصابة بأنواع من السرطان، خاصة سرطان القولون والمستقيم.

ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة mSystems العلمية، فإن أدوية حاصرات بيتا المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، إضافة إلى مضادات الاكتئاب والأدوية المهدئة من فئة البنزوديازيبينات مثل “فاليوم” و“زاناكس”، وكذلك مثبطات مضخة البروتون لعلاج الحموضة وارتجاع المريء، تُحدث تغيرات عميقة في الميكروبيوم — أي مجتمع البكتيريا النافعة في الأمعاء — تستمر آثارها لسنوات طويلة.

الدراسة شملت أكثر من 2500 مشارك بالغ جرى تحليل عينات البراز الخاصة بهم باستخدام تقنيات جينية متقدمة، وأظهرت النتائج أن نحو 90% من الأدوية المدروسة أثّرت سلبًا على تنوع بكتيريا الأمعاء، واستمر تأثير بعضها لأكثر من ثلاث سنوات بعد التوقف عن الاستخدام. وكانت المضادات الحيوية الأشد ضررًا، إذ أدت إلى تراجع دائم في التنوع البكتيري، بينما برزت البنزوديازيبينات وحاصرات بيتا كأكثر الأدوية غير المضادة للميكروبات تأثيرًا على الميكروبيوم.

وأشارت الدراسة إلى أن اختلال التوازن البكتيري يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي وزيادة الالتهابات المزمنة، ما يهيئ بيئة مناسبة لنمو الخلايا السرطانية. كما ربط الباحثون هذا الخلل بارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 40% في بعض الحالات.

وقال الدكتور أوليفر آسمِتس، قائد فريق البحث بمعهد الجينوم في جامعة تارتو، إن النتائج تؤكد أن تأثير الأدوية لا يقتصر على فترة استخدامها فقط، بل يمتد لسنوات طويلة، مما يستدعي أن يأخذ الأطباء في الاعتبار تاريخ المريض الدوائي بالكامل عند تقييم صحته المعوية.

وبحسب الدراسة، فإن هذه النتائج تهم ملايين الأشخاص حول العالم، إذ تُكتب سنويًا في الولايات المتحدة وحدها نحو 270 مليون وصفة مضاد حيوي، ويستخدم أكثر من 30 مليون شخص أدوية من فئات البنزوديازيبينات، وحاصرات بيتا، ومضادات الاكتئاب.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار