دراسة حديثة: أصحاب فصيلة الدم A الأكثر عرضة لأمراض الكبد المناعية الذاتية

أظهرت دراسة طبية حديثة أن فصيلة الدم قد تشكل عاملاً مهماً في تحديد احتمالات الإصابة بأمراض الكبد المناعية الذاتية، وعلى رأسها التهاب القناة الصفراوية الأولي (PBC). وتعتمد فصيلة الدم على المستضدات الجينية الموجودة على سطح خلايا الدم الحمراء، وتنقسم إلى أربع فئات رئيسية: A وB وAB وO، إضافة إلى التصنيف الإيجابي والسلبي.

وشملت الدراسة أكثر من 1200 شخص، بينهم 114 مريضاً مشخصين بأمراض الكبد المناعية الذاتية. وكشفت النتائج أن فصيلة الدم A كانت الأكثر شيوعاً بين المصابين، تلتها فصائل O وB وAB.

وتتضمن هذه الأمراض المزمنة مجموعة من الحالات، أبرزها التهاب الكبد المناعي الذاتي الذي يستهدف فيه الجهاز المناعي خلايا الكبد مباشرة، ما يؤدي إلى تلفه تدريجياً، إضافة إلى التهاب الكبد الصفراوي الأولي (PBC)، الذي يهاجم القنوات الصفراوية ويؤدي إلى تراكم الصفراء وتليف الكبد مع مرور الوقت.

ولا تظهر الأعراض دائماً بشكل واضح، إذ يعاني بعض المرضى من آلام في العظام والمفاصل، وحكة الجلد، وجفاف العينين والفم، بينما يتم اكتشاف المرض لدى آخرين بالصدفة خلال فحوصات الدم الروتينية.

الدكتور يي هونغ، خبير طب نقل الدم في مستشفى شيان جاوكسين والمعد الرئيسي للدراسة، أوضح أن ذوي فصيلة الدم A أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الصفراوي الأولي مقارنة بحاملي فصائل O وAB، فيما كانت فصيلة الدم B الأقل عرضة للإصابة بهذا المرض.

ويرجع الباحثون ذلك إلى المستضدات الجينية الخاصة بفصيلة الدم A، والتي قد تزيد من احتمالية ظهور اضطرابات مناعية ذاتية، إلى جانب عوامل أخرى مثل التقدم في السن والجنس، إذ تبين أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.

ويؤكد المختصون أن هذه الأمراض تختلف عن اضطرابات الكبد المرتبطة بالكحول أو السمنة، إذ ينتج الضرر هنا عن خلل مناعي ذاتي. وقد تتزامن الحالة أحياناً مع أمراض مناعية أخرى مثل السكري من النوع الأول أو التصلب اللويحي، رغم أن كثيراً من المرضى يكونون بصحة جيدة بخلاف مشكلتهم في الكبد.

ومع تدهور الحالة ووصولها إلى مراحل متقدمة من التليف، قد يصبح زراعة الكبد الخيار العلاجي الوحيد، في وقت لا يزال عدد المتبرعين أقل بكثير من الحاجة الفعلية للمرضى.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك