انطلاق القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز 12" بالعاصمة القطرية الدوحة

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الاثنين القمة العالمية للابتكار في التعليم (وايز 12) والتي تستمر ليومين تحت شعار (الإنسان أولا: القيم الإنسانية في صميم النظم التعليمية).
وقالت رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر في كلمتها إن التعليم يجب أن يبقى مجالا مفتوحا للإبداع والابتكار وليس إطارا للتقليد أو إعادة إنتاج الأسئلة القديمة بصور جديدة مبينة أن منصة القمة (وايز 12) جاءت لتكون فضاء محفزا لكسر القوالب التقليدية والتفكير خارج المألوف.
وأضافت أن التعليم ليس قطاع خدمة كبقية القطاعات بل هو "حق متوارث" ترتكز عليه الكرامة الإنسانية والعدالة والنهضة ولا يجوز أن يتحول إلى سلعة أو امتياز يمنحه طرف لآخر موضحة أن الخطاب العالمي حول التعليم بات بحاجة إلى مراجعة عميقة تنظر إلى المعوقات التي تعترض النهوض التعليمي لا إلى الإنجازات فحسب.
وذكرت الشيخة موزا أن العالم يعيش اليوم تفاوتا معرفيا لافتا إذ لا تشكل البشرية مجتمعا واحدا بل مجتمعات مختلفة تتحرك في أزمنة معرفية متباينة وهو ما يعود في جانب كبير منه إلى تراكم اختلالات مؤسسية وتعليمية في دول ومناطق عديدة خاصة في العالم العربي والأفريقي وأجزاء من آسيا وأمريكا اللاتينية مشيرة إلى غياب هذه المناطق عن منصات التتويج العالمية في مجال العلوم والاكتشافات إلا في حالات فردية.
وأعلنت الشيخة موزا أن قمة (وايز 12) بصدد إطلاق مؤشر جديد لقياس جودة التعليم حيث يتميز بتقييم الأداء الأكاديمي والدمج في منظومته القيم الاجتماعية والثقافية التي تشكل جوهر العملية التربوية.
وأوضحت أن البشرية باتت تنتقل اليوم من حقبة إلى حقبة خلال عقود قليلة وهو ما يعكس تسارعا غير مسبوق في المعرفة والتكنولوجيا مشيرة إلى ان العلم يقف اليوم عند منعطف جديد يتجاوز قدرات الإنسان على الاستيعاب والاستجابة في ظل السرعة الهائلة للتطورات التقنية.
واعتبرت أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديا نوعيا إذ يحدث لأول مرة في التاريخ أن يتنازل الإنسان عن جزء من ذكائه لصالح آلة قادرة على التفكير واتخاذ القرار بسرعة وفاعلية تفوق قدراته محذرة من أخطار توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى مستوى قد يؤثر على حرية الإنسان ويجعله في حالة تبعية تكنولوجية إذا لم يضبط بمبادئ أخلاقية واضحة.
وتساءلت الشيخة موزا عن مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي وما إذا كانت المدرسة بصورتها التقليدية ستبقى والقاعة الجامعية كما هي أم سيفرض التطور التكنولوجي نماذج تعليمية جديدة تقوم على "فردانية التلقي" بدل التلقي الجماعي وما إذا كانت العملية التعليمية ستتحرر بالكامل من ارتباطها بالمكان والزمان.
وأكدت أن وضع القيم الإنسانية في قلب النظام التعليمي يمثل "رد اعتبار للعلم وللإنسان" داعية إلى تعليم يعزز قيم الحق والعدل والجمال وإلى علم يكون وسيلة لتحرير الإنسان لا لاستعباده.
من جهتها قالت وزير التربية والتعليم والتعليم العالي القطرية لولوة الخاطر ان القمة العالمية للابتكار في التعليم منذ انطلاقها ظلت منصة عالمية تعيد التفكير في دور المتعلم بوصفه شريكا في صناعة المستقبل مبينة أن التكنولوجيا التي نعدها ثورة هي في جوهرها انعكاس للعقل البشري في محاولته أن يفهم ويبتكر ويترك أثره في هذا العالم.
وأضافت أن التجربة التعليمية في قطر جزء من المسيرة الإنسانية المشتركة فمن التعليم الشفهي في المساجد والكتاتيب إلى بدايات التعليم المنظم في مطلع القرن ال20 كانت قطر تتحرك في الاتجاه ذاته الذي تحركت فيه الأمم.
ولفتت إلى أنه "في العقود اللاحقة ترسخ هذا الخيار مع إنشاء وزارة المعارف في الخمسينيات كأول وزارة في قطر على الإطلاق ما دل على هذا التعبير المبكر من قياداتنا عبر العقود بأن الإنسان هو الأصل الذي تتكئ عليه الدولة في رؤيتها وأن الاستثمار في وعي أبنائها وبناتها هو الأساس الذي تبنى عليه المؤسسات وليس نتيجة لها".
وأكدت الخاطر مواصلة هذه المسيرة في ظل توجيهات القيادة القطرية التي جعلت الإنسان وقيمه محور المشروع الوطني وربطت بين جودة التعليم وقدرة المتعلم على اتخاذ قرار واعي في عالم تتعدد فيه الأصوات.
وأوضحت أن اختار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد أن يكون شعار اليوم الوطني القطري لهذا العام (بكم تعلوا ومنكم ننتظر) يأتي تأكيدا على أن الرهان الحقيقي على الأجيال القادمة وقدرات الشباب وليس رهانا على الثروات الطبيعية ولا الحلول المستوردة.
وتعتبر القمة العالمية للابتكار في التعليم منصة ديناميكية تهدف لتعزيز الابتكار في مجال التعليم عبر مجموعة متنوعة من المبادرات في مجالات المشاركة في صياغة السياسات والبحوث والقيادة وبرامج الممارسين.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك







