خلال وزير الخارجية الإماراتي إلى تركيا..

أردوغان وعبد الله بن زايد يؤكدان أهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

أردوغان وعبد الله بن زايد يؤكدان أهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة

استقبل رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وذلك في اسطنبول، وقالت وكالة أنباء الإمارات إن الشيخ عبد الله نقل للرئيس التركي خلال اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتمنياته للجمهورية التركية النماء والازدهار.

من جانبه حمل الرئيس التركي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان تحياته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وتمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم والرخاء.

وجدد رئيس الجمهورية التركية خلال اللقاء تعازيه إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "طيب الله ثراه" وتمنياته لدولة الإمارات الازدهار والرخاء تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية ومسارات التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة التي تخدم مصالحهما المتبادلة وتعود بالخير على شعبيهما.

كما ناقش الجانبان الأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لترسيخ دعائم السلام والأمن والاستقرار بها، كما تبادلا وجهات النظر بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية ومنها تطورات الأزمة في أوكرانيا.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء حرص دولة الإمارات بدعم ورعاية من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على تعزيز آفاق التعاون الثنائي مع تركيا والعمل معا من أجل ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والمضي قدما في مسارات التنمية من أجل تلبية تطلعات الشعوب في التقدم والازدهار.

كما التقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي معالي مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا وجرى خلال اللقاء بحث مخرجات زيارة الدولة التي قام بها رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية إلى دولة الإمارات شهر فبراير الماضي، وما تمخض عنها من الإعلان عن تبادل اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا بهدف تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.

كما استعرض الجانبان آفاق التعاون المشترك بين البلدين والفرص المتوافرة لتعزيزه على مختلف المستويات بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما.

وناقش الجانبان الأوضاع في المنطقة وأهمية تعزيز الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية بها كما تناولت المباحثات المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وملف استقرار أسواق الطاقة والغذاء في العالم وأهمية تعزيز الجهود العالمية المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا.

وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن العلاقات الإماراتية التركية متطورة ومتنامية وهناك حرص من قيادتي البلدين على ترسيخ نموذج مستدام للشراكة المثمرة التي تصب في مصلحة شعبيهما وشعوب المنطقة.

عقب ذلك، عقد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع معالي مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا.

وقال سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في مستهل المؤتمر الصحفي: "سعيد للغاية بوجودي معكم، في هذا البلد المضياف تركيا، وهذه المدينة الجميلة والتاريخية إسطنبول، فشكرا على الضيافة وكلمات الود".

وأضاف سموه: "شكرا على وقفتكم وتعازيكم بوفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "رحمه الله"، وأيضا العمل سويا نحو سنوات قادمة لخدمة العلاقة بين الإمارات وتركيا، في ظل اهتمام من سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، فهذه العلاقة تستطيع أن تحقق الكثير من آمال وطموحات الشعبين، وتعزز من مكانة تركيا والإمارات الإقليمية".

وقال سموه: "آمل أن نستطيع العمل سويا لدعم فريقي البلدين، التركي والإماراتي، للانتهاء من اتفاقية الشراكة التجارية بين البلدين، حيث نستطيع أن نضاعف التجارة بين البلدين".

وذكر سموه: "نستطيع كذلك أن نعمل بشكل أكبر لتعزيز شراكاتنا حول العالم، وأفريقيا نموذج ممتاز لذلك، وهناك مجالات عديدة مثل التنمية والشراكات التجارية وإنعاش وتهيئة الظروف الأفضل للصناعات والشركات الإماراتية والتركية".

وأوضح سموه: "الطاقة المتجددة تعد أحد القطاعات التي نهتم بها لتعزيز العلاقات، فهذا القطاع ليس فقط ناجحا من الناحية التجارية، ولكن يشكل أهمية كبيرة لدولنا التي تعمل نحو تخفيض الانبعاثات الكربونية في العالم".

وأشاد سموه بارتفاع حجم التجارة بين البلدين إلى نحو 50 مليار درهم.. وقال سموه: "حققنا زيادة 82% في التبادل التجاري خلال عامين فقط، وقد أتت هذه الزيادة بسبب الإرادة والعمل الدؤوب الذي تقوم به حكومة تركيا وحكومة الإمارات لإنعاش هذا التبادل".

وأضاف سموه: "سعيد للغاية لهذا الزخم الأخير في العلاقة، ليس فقط الزخم التجاري والاقتصادي والسياسي ولكن أيضا الثقافي، وقد كان ذلك واضحا خلال إنجاحكم لإكسبو 2020 دبي والمشاركة القيمة لتركيا.. فشكرا لكم".

وقال سموه: "تحدثنا عن مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية أبرزها قضايا الأمن الغذائي، ولم يقتصر الأمر على التحديات ولكن أيضا الفرص، فقد تحدثنا حول الفرص المتاحة للعمل المشترك بين تركيا والإمارات لتعزيز أمننا الغذائي".

واختتم سموه كلمته قائلا: "أنا ممتن لكرمكم ولهذه الصداقة والأخوة بيننا وأتطلع للعمل سويا لإسعاد شعوبنا وخدمتهم، وأيضا جعل هذه العلاقة فخر لنا جميعا".

من جانبه قال مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية جمهورية تركيا إن المحادثات مع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان تطرقت إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون الثنائي بين البلدين في مختلف القطاعات مثل التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة، مؤكدا أن دولة الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لتركيا في المنطقة وأشار معاليه إلى أن المستثمرون الاتراك حريصون على زيادة استثماراتهم في دولة الإمارات، وقد بحثنا أيضا خلال اللقاء فرص العمل المشترك في دول أخرى" وأضاف: "نتطلع إلى توقيع اتفاقية الشراكة التجارية مع دولة الإمارات قبل نهاية العام وحريصون على الوصول إلى أعلى مستوى من العلاقة والعمل سويا بدعم ورعاية من قيادتي البلدين".

وردا على سؤال حول مستقبل العلاقات بين البلدين والفرص المتاحة للاستثمار، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: "من المهم أن نذكر أننا اليوم ونحن نتحدث عن تطوير الشراكات بين البلدين في هذه المجالات، أن هناك اهتماما كبيرا من الإمارات بمجال الطاقة بشكل عام، وتحدثنا في هذا الصدد عن بعض الأفكار خاصة في الطاقة المتجددة والشمسية وطاقة الكهرباء".

وأضاف "أحد أهم الشركات اليوم على المستوى العالمي هي شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" ولديها اهتمام كبير بالبحث عن فرص في تركيا، سواء على مستوى الشركات والقطاع الخاص أو الحكومة التركية"وأشار إلى أن "مصدر" رائدة في توفير أرخص الإنتاج من الطاقة الشمسية على مستوى العالم وفخورون بهذا الإنجاز، وهناك اهتمام كبير من الشركات الإماراتية في تركيا بمجال الطاقة وكذلك مجالات الموانئ والسكك الحديدية".

وقال سموه: "تركيا بلد مهم للغاية ولديه قدرات عظيمة في مجال السياحة، فهذا يعد من القطاعات الحيوية، ونأمل البحث عن فرص لتعزيز العلاقة في هذا الصدد"وأضاف سموه: "كوفيد-19 شكل فرصة لنا جميعا لكي ندرك أن هناك المزيد من العمل ينبغي القيام به في القطاع الصحي، وقطاع إنتاج الأدوية سيشهد اهتماما من جانبنا وبحثا عن فرص الاستثمار في تركيا".

وبين سموه أن اهتمامنا لا ينصب فقط على العمل في تركيا وإنما العمل مع تركيا في دول أخرى بالعالم مثل أفريقيا وأمريكا اللاتينية ووسط آسيا وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا، فهناك فرص عظيمة واحترام كبير تحظى به تركيا والإمارات في هذه الدول، ونستطيع أن نعزز هذه العلاقة بالتواجد المشترك بشكل أفضل".

ورداً على سؤال حول زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، أكد مولود تشاووش أوغلو أن الحوار ضروري ومثمر فيمكن أن تكون هناك خلافات ولكن قطع العلاقات ليس بالأمر الجيد، وقد نقلنا الرسالة إلى إخواننا الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين، وسنعمل على اتخاذ خطوات إضافية مع مصر في هذا الشأن".

وذكر "نبذل جهودا من أجل استقرار ليبيا وفيما يتعلق باليمن، فقد أعربنا عن تضامننا الكامل مع الإمارات والسعودية عقب الهجمات الإرهابية التي تعرض لها البلدان، فنحن نحارب الإرهاب معا بالتضامن ومنفتحون معا من أجل السلام ومصلحة شعوبنا".

وفي هذا السياق أيضا، قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: "أهنئكم معالي الوزير على زيارتكم إلى إسرائيل وأشقائنا في فلسطين، ولا شك أن تشجيع العودة إلى عملية السلام والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في غاية الأهمية، فمنطقتنا مليئة بالأحزان والمنغصات وشعوبنا تستحق الأفضل".

وأضاف سموه: "ما قمتم به خلال الزيارة في غاية الأهمية لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على الخروج من المأزق" وأكد سموه: "في نهاية الأمر المصلحة هي خدمة الشعوب وليس الأيدولوجيا ومع الأسف عندما يتصاعد الخطاب الأيدولوجي تصبح القدرة على العمل بين الطرفين في غاية الصعوبة".

وقال سموه: "معالي الوزير أهنئ الدبلوماسية التركية على ما حققتموه، ومتأكد أنه بالمساعي الحميدة التي تقومون بها بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الروس والأوكرانيين، سيكون لدوركم وعملكم الخير".

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار