العائدون من الموت

العائدون من الموت
إيهاب نافع
إيهاب نافع

قصص إنسانية عديدة سمعنا عنها منها ما يقبله العقل، ومنها ما يعجز عن تصديقه، لكن جميعها تعني أن عناية الله تعالى، دون أدنى شك، لم تترك كل هؤلاء اللذين أصيبوا ولا اللذين سقطوا تحت الركام من مات منهم ومن كتبت له النجاة، وفي قصص العائدون من الموت، ومن تم إنقاذهم.

ظهرت بعض المعجزات لناجيين من أسفل الحُطام، تركت هذه القصص آمال كبيرة لمجموعات الإنقاذ، من بينها أن أظهرت لقطات مؤثرة لانتشال فتاة سورية، تسمي نور والتي تبلغ 4 سنوات مدفونة تحت كتل مُهشمه من الخرسانة والحديد المسلح بعد انهيار المبني الذي كانت تسكنه، وهي الآن بصحة جيدة.

وفي قرية عزمارين بمحافظة إدلب السورية، أنه كان شخص مع زوجته وأطفاله الأربعة نائمين في شقتهم عندما أوقظهم اهتزاز قوي، وحاولوا الفرار من منزلهم، لكن قبل أن يصل إلى باب المبنى سقط المبنى بأكمله، وكان بابا خشبيا يحميهم من قوة الانهيار، وأصيب هو وزوجته وثلاثة من أطفاله بجروح في الرأس، لكن جميعهم في حالة مستقرة في مستشفى دركوش السورية، وقال: إن "الله أعطاني حياة جديدة".

وفي سوريا أيضا عثرت فرق الإغاثة علي مولودة جديدة بحالة مستقرة، وذلك بعد مرور أكثر من 30 ساعة، وكان مازال حبلها السري متصل بأمها التي ماتت بين الأنقاض، وهو ما علق عليه صالح البدران، بأن 7 أشخاص من أسرة الفتاة المولودة وهم الأم والأب وأطفالهم لم يبقي فيهم أحد علي قيد الحياة، وأن الوليد هو الوحيد الذي نجا، وتم إرسالها لحضانة في مستشفي، وفي تركيا، بعد قضائه نحو 70 ساعة تحت الأنقاض تمكن رجال الإنقاذ من إخراج طفل يبلغ من العمر 7 سنين.

وفي إقليم غازي عنتاب بالجنوب، جرى إنقاذ امرأة، تدعى سيبال كايا، "40 عاما"، بعد قرابة 170 ساعة من وقوع أول زلزالين كبيرين في المنطقة، كما نجح عمال الإنقاذ في قهرمان مرعش، في التوصل إلى ثلاثة ناجين، يعتقد أنهم أم وابنتها ورضيع عمره 30 يومًا، تحت أنقاض أحد المباني.

وفي قهرمان مرعش، تعمل مجموعة إنقاذ تتألف من فريق من الجيش التركي، وحفارين ورجال إطفاء إسبان، أملًا في الوصول للناجين الثلاثة، بعدما لفت كلب يشارك في أعمال البحث نظرهم لوجود أحياء بين الأنقاض، وفقًا للضابط المهندس خليل كايا.

أضاف كايا للمحطة أن مسحًا حراريًا، أظهر وجود أشخاص على قيد الحياة، على بعد خمسة أمتار داخل المبنى، قبل أن يجري رصد صوت خافت.

وجرى حفر نحو ثلاثة أمتار من مبنى مجاور لا يزال قائمًا، ووضع عمال الحفر دعائم وسنادات، بينما يواصلون عملهم، ويقول أحد أفراد طواقم الاغاثة "عندما قلنا اطرقوا على الحائط إذا كنتم قادرين على سماعنا، سمعنا نقرًا خافتًا".

كما عُثر على ثلاث نساء وطفلين أحياء وسط الأنقاض، بعد تسعة أيام من كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا ومناطق في سوريا، وانتشل رجال الإنقاذ مليكة إمام أوغلو، البالغة من العمر 42 عامًا، وجميلة كيكيج، البالغة من العمر 74 عامًا، من تحت الأنقاض في بلدة كهرمان مرعش التركية، وجاء إنقاذهما في الوقت الذي وجه فيه العمال انتباههم إلى تنظيف المدن التي دمرها الزلزال.

كل ما مضى يبدو منطقيا لكن الأصعب هناك حالتين أولاهما طفلة خرجت من تحت الركام بعمر خمسة أيام وحين سألوها كيف أمضت كل تلك الأيام بلا طعام ولا شراب فقالت أن عمو يلبس أبيض في ضوء كان يأتيهم من بعيد جاءها بالطعام والشراب، وحالة أخرى لأم ورضيعتها تمضي عدة أيام بلا طعام ولا شراب، وكانت ترضع طفلتها طوال مدة أمضوها تحت الركام، وكذلك قصة شابين ذكر أطقم الانقاذ أنه أثناء عزمهم إزالة ركام منزل بالجرارات بعدما يأسوا من العثور على ناجين بعد الزلزال بنحو 5 أيام جاءتهم سيدة طالبتهم بالتوقف عن الهدم وإزالة الركام بالجرافات لأن ابنيها في ذلك المكان أحياء، فاستجابت الأطقم، ليخرج الشابين أحياء، وحين عاودت أطقم الانقاذ البحث عن والدتهم فلم يجدوها، وحين ذكروا ذلك للشابين ذكرا أن والدتهم ماتت قبل خروجهما بأربعة أيام.

حقا إن الله على كل شيء قدير ومهما عظمت المصائب فإنها دون أدنى شك مليئة بكرم الله ولطفه.

أهم الأخبار