واشنطن ترفض وقف إطلاق النار..

قصف إسرائيلي مكثف على جنوب غزة.. ولا مساعدات

قصف إسرائيلي مكثف على جنوب غزة.. ولا مساعدات
فلسطينيون يبحثون عن ناجين (أ ف ب)
القاهرة: «خليجيون»

يستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي القصف العنيف على جنوب قطاع غزة، في وقت لا يزال السكان يواجهون واحدة من أسوأ الأوضاع الغذائية والمعيشية، بسبب نقص المواد الأساسية، وهو ما لفت انتباه مسؤولون أمميون نددوا بالوضع الذي بات كارثيًا.

وتدفع الاشتباكات المدنيين إلى نزوح مستمر في ظروف إنسانية بائسة، مع تدني حجم المواد الضرورية المطلوبة للإعاشة، فضلاً عن الوضع الصحي المتدهور، ما يهدد بمجاعة كبيرة نتيجة القصف الذي أسفر عن 18205 شهيدًا، نحو 70% منهم نساء وأطفال.

وأشارت حركة المقاومة الفلسطينية حماس إلى اشتباكات عنيفة في وسط قطاع غزة فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بمقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات، إثر غارة جوية في رفح في جنوب القطاع.

وأتاحت هدنة استمرت أسبوعًا نهاية نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال. وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أن حصيلة القتلى من جنوده ارتفعت إلى 104 فيما أُصيب 582 آخرين

أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت في غزة ونزوح 85% من السكان القطاع

من جانبه، وصف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الوضع في غزة مساء الاثنين بأنه «كارثي ومروع» مع دمار «أكبر» نسبيًا، مما شهدته ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.

وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المساكن دمرت أو تضررت جراء الحرب في قطاع غزة، حيث نزح 1.9 مليون شخص، أي 85% من السكان القطاع.

جنود إسرائيليون يتمركزون على تلة قبالة غزة (أ ف ب)
جنود إسرائيليون يتمركزون على تلة قبالة غزة (أ ف ب)

لا مكان آمن في غزة

من جانبه، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الاثنين: «لا مكان آمن فعلًا في قطاع غزة، حتى مباني الأمم المتحدة (.. .) تعرضت للقصف». وأضاف «يزيد عدد الأشخاص الذين لم يأكلوا منذ يوم أو اثنين أو ثلاثة (.. .) الناس يفتقرون إلى كل شيء».

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا» إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر «يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ».

مسؤول أممي: تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية

لا غذاء لا ماء لا مأوى

وأضاف «تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية»، في حين أن «غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض» خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

وقالت سمر شلهوب البالغة 18 عامًا: «لا نظافة ولا غذاء ولا مياه لا نحصل على الفوط الصحية، وعلينا أن نستخدم قطع القماش». في حين روت النازحة أم محمد الجبري (56 عامًا) التي تقيم حالياً في منزل أخيها في رفح والتي خسرت سبعة من أبنائها في ضربة ليلية على منزلها لوكالة «فرانس برس»: «كل شيء راح. بقي لي أربعة أولاد وبنات من أبنائي الـ11. جئنا من غزة وهربنا لخان يونس ثم نزحنا إلى رفح. هذه الليلة، قصفوا البيت الذي نحن فيه ودمّروه. قالوا إنّ رفح ستكون آمنة. لكنّ العكس هو الصحيح، فرفح فيها قصف ولا مكان آمن».

جنود إسرائيليون في غزة (الإنترنت)
جنود إسرائيليون في غزة (الإنترنت)

مساعدة من دون وقف إطلاق النار

وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتقول السلطات الإسرائيلية أنها تريد الإشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال مساء الاثنين إقامة نقطتي تفتيش إضافيتين لتفتيش الشاحنات قبل دخولها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح مع مصر ما سيؤدي بحسب قوله إلى «مضاعفة» كميات المساعدات التي تدخل.

وأتى هذا الإجراء قبل اجتماع خاص الثلاثاء للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في غزة بعد الفيتو الأميركي، الجمعة، على مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني». وقد تصوت الجمعية التي تصدر قرارات غير ملزمة، على مشروع قرار يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» و«الإفراج الفوري وغير المشروط» عن كل الرهائن.

أميركا ترفض وقف إطلاق النار

وقال جون كيربي الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «لا زلنا لا نؤيد وقفًا لإطلاق النار لأن ذلك سيترك السيطرة لحماس في قطاع غزة لكننا ندعم بشكل مطلق هدنات إنسانية إضافية».

و«الهدنة الإنسانية» هو التعبير المستخدم في نهاية نوفمبر لوصف هدنة استمرت أسبوعا في قطاع غزة أتت بوساطة قطرية ومصرية وأميركية سمحت بدخول المزيد من المساعدات والافراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا:

- لماذا يثير نزوح الفلسطينيين في حرب غزة قلق العرب والأمم المتحدة؟

- أهل غزة تعرضوا لـ«خيانة».. كيف تفاعل مغردون مع تصريح وزير خارجية عُمان؟

- «خليجيون» خاص| ما هي «الورقة الخليجية» الأقوى لوقف العدوان على غزة؟

تطور حوثي في البحر الأحمر

وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.

وأصاب صاروخ أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن ناقلة النفط «ستريندا» التي تنقل مواد كيميائية وترفع علم النروج قبالة سواحل اليمن من دون أن يسفر الهجوم عن ضحايا بحسب الجيش الأميركي.

ويأتي هذا الهجوم بعدما هدد الحوثيون السبت بمنع مرور السفن المتوجّهة الى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، ما لم يتم إدخال أغذية وأدوية إلى قطاع غزة.

وبعيد ساعات من هذا التهديد، أعلنت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أن فرقاطة تابعة لها في البحر الأحمر أسقطت مسيّرتين أطلقتا من اليمن وكانتا متجّهتين نحوها.

وبعد تبادل جديد للقصف الاثنين بين إسرائيل وحزب الله بحث بيني غانتس عضو حكومة الحرب الإسرائيلية مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في الهجمات المتزايدة لحزب الله وحاجة إسرائيل إلى القضاء على هذا التهديد.

بموازاة ذلك، أعربت الحكومة الأميركية عن «قلقها» إزاء معلومات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» ومفادها أن إسرائيل استخدمت ذخائر الفوسفور الأبيض من صنع أميركي خلال ضربات في لبنان أكتوبر.

أهم الأخبار