الغموض يلف المشهد المتوتر في البحر الأحمر.. الحوثي يتحدث عن «عدوان» وأميركا تتبرأ

الغموض يلف المشهد المتوتر في البحر الأحمر.. الحوثي يتحدث عن «عدوان» وأميركا تتبرأ
مبان مدمّرة قرب مطار الحديدة اليمني. (أ ف ب)
صنعاء: «خليجيون»

خيم الغموض على المشهد المتوتر في البحر الأحمر ومضيق بابا المندب بعد أنباء عن غارات أميركية بريطانية جديدة استهدفت محافظة الحديدة في غرب اليمن، نفاها مسؤول أميركي، ووسط مخاوف من اتساع رقعة الصراع ودخول إيران على خط المشهد المتوتر استبعد محلل عسكري روسي قدرة الولايات المتحدة على حسم المعركة ضد قوات الحوثي في اليمن، بعد الضربات التي وجهتها مقاتلات عسكرية أميركية وبريطانية إلى ما قالت إنها معاقل الحوثي في صنعاء والحديدة.

وأفاد موقع «أنصار الله»، التسمية الرسمية للحوثيين، عن «غارات جوية لطيران العدوان الأميركي البريطاني على الحديدة«. ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله إن «طيران العدوان استهدف جبل جدع بمديرية اللحية» في محافظة الحديدة. وأضاف أن «طيران العدوان الحربي والتجسسي حلّق بكثافة في سماء محافظة الحديدة». وقال مصدر عسكري موالٍ للحوثيين لوكالة فرانس برس إن القصف الجوي تسبب بـ«تدمير منصة صاروخية للحوثيين في جبل جدع». إلا أنّ مسؤولًا عسكريا أميركيًا رفض الكشف عن اسمه قال لفرانس برس: «لم تنفذ اليوم (الأحد) أي ضربة أميركية أو للتحالف».

وقال الباحث العسكري أندريه مارتيانوف، في تسجيل مصور، «لا يمكن للولايات المتحدة أن تكسب حرب الاستنزاف في البحر الأحمر»، متابعا «قد يكون لدى المدمرات الأميركية أجهزة رادار جيد جدًا، ولكن إذا أرسلت تجاههم مجموعة من الطائرات بدون طيار، فسوف تنفد الصواريخ في النهاية». وفي إشارة إلى تكلفة الحرب، قالل مارتيانوف «الحوثيين سيرسلون طائرة دون طيار بقيمة تتراوح بين 5 و6 آلاف دولار، في حين يتعين على أميركا إنفاق بين 1.5 و2 مليون دولار لصاروخ الدفاع الجوي، إن لم يكن أكثر، ناهيك عن حاملة الطائرات التي تنعرض لعبوات الناسفة أو الطائرات بدون طيار». وقال «لن يكون لذلك مشاكل فنية فحسب، بل قضية سياسية أيضا في الولايات المتحدة».

في المقابل قال الجيش الأميركي أمس الأحد إن طائرة مقاتلة أمريكية أسقطت صاروخ كروز مضادا للسفن أطلق من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه مدمرة أميركية في جنوب البحر الأحمر. ونشرت القيادة المركزية الأميركية خبر اعتراض الصاروخ على منصة إكس للتواصل الاجتماعي وقالت إنه لم يجر الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار. وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه تم إسقاط الصاروخ بالقرب من مدينة الحديدة الساحلية باليمن، وفق وكالة رويترز.

مخاوف اتساع عمليات الحوثي

وكانت واشنطن ولندن قد وجهتا تحذيرات متكررة للحوثيين من «عواقب» ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن. وتثير الضربات على اليمن مخاوف من توسّع رقعة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التي دخلت يومها الـ100 أمس الأحد.لكنّ البيت الأبيض أكد الجمعة أن واشنطن «لا تسعى إلى نزاع مع إيران» التي تقود ما يسمى «محور المقاومة» ويُعتبر الحوثيون جزءًا منه إلى جانب حزب الله اللبناني وفصائل عراقية وحركتَي حماس والجهاد الفلسطينيتين.

وتقدّم الجمهورية الإسلامية الدعم السياسي للحوثيين لكنّها تنفي تقديمها دعمًا عسكريًا لهم. وأفادت وكالة «سبأ نت» التابعة للحوثيين الأحد أن رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى الحوثيين، تلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي. وأكد المشاط خلال الاتصال أن استمرار «العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة سيؤدي إلى «اتساع عمليات اليمن ضد العدو الإسرائيلي».

كيف بدأ ضرب اليمن؟

وشنّت القوات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة. وأعلنت قوات الحوقي أن الضربات أدت إلى استشهاد خمسة عناصر في صفوفهم. وفجر السبت، استهدفت الولايات المتحدة مجدّدًا قاعدة جوية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ عام 2014. وقال الجيش الأميركي إنه ضرب «موقع رادار في اليمن».

وتبرر الولايات المتحدة وحلفاؤها الضربات بأنها ردًا على هجمات نفّذها الحوثيون في الأسابيع الماضية واستهدفت سفنًا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة الذي يشهد حربًا بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر. ودفع ذلك دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى نشر بوارج في البحر الأحمر. وشكلت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية.

الحوثي ومواصلة استهداف السفن

بعد ظهر السبت الماضي، أفاد مصدران أمني وعسكري في صفوف الحوثيين عن ضربة استهدفت موقعًا على أطراف الحديدة كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخًا نحو البحر الأحمر. لكنّ مسؤولًا عسكريًا أميركيًا أكد لوكالة فرانس برس السبت أن هذه الضربة ليست أميركية.

وبعد إعلانهم الأحد تعرضهم لضربات جديدة، جدّد الحوثيون تأكيدهم أن ذلك لن يوقفهم عن استهداف السفن. وكتب الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصّة "إكس" إن "الإجراءات العدائية من قبل أميركا ضد اليمن لن تمنع القوات المسلحة عن مواصلة تنفيذ التزامها الديني والإنساني والأخلاقي الداعم للشعب الفلسطيني.. .بالاستمرار في استهداف السفن التابعة لكيان العدو والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة". وسبق أن توعّد الحوثيون بالردّ على الضربات الغربية مؤكدين أن المصالح الأميركية والبريطانية باتت «أهدافًا مشروعة».

حوثيون بمظاهرة ضد ضربات أميركية وبريطانية. (أف ب)
حوثيون بمظاهرة ضد ضربات أميركية وبريطانية. (أف ب)

اقرأ المزيد:

«خليجيون»| هل يُحاكم بايدن بسبب ضرب الحوثيين؟

5 أهداف رئيسية للمخابرات الأميركية من بينها حماس.. ماذا قال محلل سياسي تركي؟

أهم الأخبار