صراع مصالح أم صياغة مخرج؟..

سر النشاط الأميركي - الفرنسي في «الأرض الملتهبة»

سر النشاط الأميركي - الفرنسي في «الأرض الملتهبة»
الحرب في غزة (الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

تشهد القاهرة جلسة محادثات مصرية - فرنسية، غدًا الأحد، بشأن الأوضاع في قطاع غزة، ومجمل التطورات في الشرق الأوسط، بالتزامن مع تداول أفكار عن التخطيط لهدنة بعيدة المدى وحل دائم للقضية الفلسطينية.

تجمع مباحثات القاهرة وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وزير أوروبا والشئون الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورني.

مهمة فرنسية في الشرق الأوسط

وتتطرق المباحثات إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وعلى رأسها الأزمة في قطاع غزة، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط. ويعقد الوزيران مؤتمراً صحفياً مشتركاً في ختام المباحثات.

ومن المقرر أن يصل الوزير الفرنسي مساء اليوم السبت إلى القاهرة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه، وذلك ضمن جولة بالمنطقة، وتشمل الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.

وفي سياق متصل، التقى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا من نظيره النرويجي، لبحث جهود وتنسيق مصرى - نرويجى مستمر من أجل ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

جولة أميركية جديدة

وتتزامن زيارة الوزير الفرنسي مع جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط، تشمل السعودية ومصر، هي الخامسة له منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

وأعلنت الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيزور السعودية ومصر وإسرائيل والضفة الغربية في الفترة ما بين 4 إلى 8 فبراير، لافتة إلى أن الجولة تأتي «لاستمرار الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ويتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد إلى المدنيين في غزة».

وأمس الجمعة قال نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسي كريستوف لوموان أن جولة سيجورنى تهدف إلى العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، وأيضًا الحديث عن إعادة فتح أفق سياسي وهي إحدى ركائز مبادرة السلام والأمن للجميع التي قدمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ويبدأ سيجورنى جولته بمصر ثم الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، ثم إلى لبنان حيث من المقرر أن يلتقي بنظرائه في المنطقة ضمن التنسيق الوثيق بين فرنسا وشركائها الإقليميين من أجل تنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي للسلام والأمن للجميع.

وشدد على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية على أساس المبادئ المعروفة وهي حل الدولتين. وشدد كريستوف لوموان على «حزم» الموقف الفرنسي بالنسبة إلى "الظروف التي يجب أن تكون سائدة" في مرحلة ما بعد الحرب في غزة.

وقال إن «مستقبل غزة يندرج في إطار دولة فلسطينية موحدة يجب أن تمارس فيها سلطة فلسطينية معاد تنشيطها دورها»، مشددًا على أن «فرنسا رفضت وترفض على الدوام إقامة مستوطنات في غزة أو النقل القسري للسكان الفلسطينيين».

فرنسا وأميركا في المنطقة.. توافق أجندات أم صراع مصالح؟

يذكر أن الجولتين الفرنسية والأميركية تأتي في خضم مفاوضات مكثّفة تجري بين الأميركيين والمصريين والإسرائيليين والقطريين من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، بعدما أتاحت هدنة موقتة تم التوصل إليها في نهاية نوفمبر واستمرت أسبوعا، الإفراج عن رهائن من قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

وبعد أسبوع من اندلاع العدوان على قطاع غزة، زارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مصر، وعقدت مباحثات مع الوزير سامح شكري، جرى خلالها الاتفاق على ضرورة الوقف الفوري للعنف في قطاع غزة لتجنب المنطقة مزيدًا من المخاطر.

وتتفق باريس مع الرؤية المصرية بشأن رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير. في حين تؤكد مصر أن التعامل مع القضية الفلسطينية يتطلب منظورًا شاملا يضمن حقوق الفلسطينيين.

ويمكن لمحادثات القاهرة أن تتطرق إلى أحداث غزة والبحر الأحمر، التي تتزامن مع مساعٍ إقليمية للتوصل إلى صيغة توافقية بشأن وقف إطلاق النار في القطاع والإفراج عن الرهائن.

وتظهر التصريحات المتبادلة توافق الموقف المصري الفرنسي بشأن خطورة الموقف الحالي وتهديده لأمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم واحترام القانون الدولي الإنساني.

مقاربة أميركية جديدة

ويدور الحديث في الصحافة الأميركية حول تغير في الموقف الأميركي تجاه القضية الفلسطينية، معتقدين أن الحرب في غزة غيّرت تفكير واشنطن التي بدأت بالفعل دراسة الاعتراف بدولة فلسطينية لإنهاء الصراع.

وسبق أن نقل موقع «أكسيوس» عن مصادر قولها إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أميركي ودولي محتمل، بـ«دولة فلسطين» بعد الحرب في غزة.

أفكار عربية لغزة ما بعد الحرب

ونهاية يناير المنقضي، كشف تقرير لموقع «أكسيوس» الأميركي عن كواليس «اجتماع سري» عُقد في العاصمة السعودية الرياض لمسؤولين أمنيين عرب، ناقشوا مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، ومسألة تشكيل حكومة فلسطينية جديدة.

ونقل الموقع عن مصادر موثوقة قولها إن «كبار مسؤولي الأمن القومي من السعودية والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، اجتمعوا سرًا في الرياض، قبل نحو 10 أيام، لمناقشة مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة».

ضم الاجتماع مستشار الأمن الوطني السعودي، مساعد بن محمد العيبان، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ورئيس جهاز المخابرات الأردنية، أحمد حسني.

وقال مصدران للموقع إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين «اطلعوا على تفاصيل الاجتماع من قبل بعض المشاركين فيه»، لافتين إلى أن رؤساء الأجهزة الأمنية السعودية والمصرية والأردنية، أبلغوا فرج بأن «السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إجراء إصلاحات جدية، تمكّنها من تنشيط قيادتها السياسية».

اقرأ أيضًا:

يزور السعودية ومصر.. بلينكن في المهمة الخامسة للشرق الأوسط

كواليس «اجتماع سري» في الرياض بشأن مستقبل غزة

مباحثات مصرية - سعودية بالقاهرة غدًا.. أبرز الملفات

أهم الأخبار