«خليجيون» تستكشف هدايا «رأس الحكمة» للاقتصاد المصري

أشاد خبراء اقتصاد بتوقيع مصر والإمارات، اليوم الجمعة، عقد مشروع تطوير مشروع رأس الحكمة على السواحل الشمالية المصرية، بإجمالي 150 مليار دولار، متوقعين انخفاض سعر الدولار خلال الشهر القادم ليصل إلى 30 جنيها في السوق الموزاية متقاربًا أو متساويُا مع السعر الرسمي.

ترجمة لتوصيات الدراسات العلمية

ويبدي أستاذ التمويل بجامعة القاهرة الدكتور حسن الصاوي إعجابه الشديد بتلك الاتفاقية قائلا: «الاتفاق المصري الإماراتي رائع للغاية وترجمة فعلية للتوصيات الاقتصادية التي نادت بها دراستنا حول ضرورة توفير سيولة نقدية من الدولار لدى البنوك المصري عن طريق الاستثمار المباشر بدل من الودائع الأجنبية».

ويلفت الصاوي في حديثه إلى «خليجيون» إلى أن «شروط العقد المصري الإماراتي ممتعة اقتصادية ولها 3 فوائد أولها « تنازل الإمارات عن 11 مليار دولار من الودائع وتحصيلها بالجنيه مصري الذي سيتحول إلى استثمارات فضلا عن انخفاض الدين الخارجي إلى 156 مليار دولار بدلا من 167مليار دولار، وتخفيف الضغط على البنك المركزي الذي كان ملزم بتسديد هذا المبلغ خلال العام الجاري».

ويتوقع أستاذ اقتصادات التمويل أن يهبط سعر الدولار بالسوق الموازية (السوداء) في مصر من 53 جنيه إلى 30 جنيه ليتساوي بالسعر الرسمي في البنوك المصرية، موضحًا أن السوق ضخ عشرات المليارات في خلال شهرين من شأنه هبوط أسعار السلع وفك القيود على توفير الدولارات للمستوردين والوزارات والهيئات المعنية بتوفير السلع والمواد الخام اللازمة لقطاعي الزراعة والصناعة داخل مصر.

أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر

وقال رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، خلال كلمته على هامش مراسم التوقيع، إن الصفقة الاستثمارية تعد أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر والخاصة بمشروع تنمية مدينة رأس الحكمة الجديدة في الساحل الشمالي.

ويتضمن المشروع تنمية مجتمعات عمرانية متكاملة على الساحل الشمالي وليس منتجعات سياحية، لافتا إلى الاتفاق على تطوير وإنشاء مطار دولي جنوب مدينة رأس الحكمة، والتعاقد مع شركة أبوظبي للتنمية لتطوير المطار، وفق مدبولي.

ويشير رئيس الحكومة المصرية إلى إن مشروع رأس الحكمة سيكون في إطار مخطط متكامل لتنمية الساحل الشمالي بمدن ذكية، منوها بأن المشروع يمتد على مساحة 170 مليون متر مربع، ويتضمن مشروعات ترفيهية وخدمية وصناعية وسكنية ومنطقة حرة وحي مركزي للمال والأعمال، إلى جانب مارينا لليخوت والسفن السياحية ومطار دولي.

ولم تختلف كثير توقعات الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى بدرة بشأن الدولار عما قاله الصاوي، إذ يتوقع الأول حدوث هبوط شديد في سعر الدولار خلال الأسبوع الجاري ليصل إلى 40 جنيه ومن ثم بعد فترة شهر رمضان سيبلغ 35 جنيه ثم شهر آخر ليقترب أكثر مع سعره في البنك المركزي المصري.

مشروع يحمي مصر من التهديدات الاقتصادية

وفي حديث إلى «خليجيون» يؤكد بدرة أن «الدولة عكفت خلال الفترة الماضية على اتخاذ قرارات مصيرية تتزامن تهديد أمني واقتصادي أثر سلبيا على حركة التجارة بقناة السويس المصدر الأساسي لتوفير العملة الأجنبية في مصر ومن ثم بات طريق الدولة واضحًا في كسب ثقة المستثمرين مجددًا في السوق المصري» حسب تعبيره

ويعتبر بدرة أن «صفقة الاستثمار الكبرى مؤشر على رفع قدرة الدولة على جذب استثمارات عالمية»، لافتا إلى أن «رفع التصنيف الائتماني لمصر مؤخًرًا كان له تأثير السحر على نظرة المستثمرين للسوق المصرية».

وعن صفقة رأس الحكمة يعلق الخبير الاقتصادي: «مشروع بحجمه سيصل مداه إلى طفرة وانتعاشة في مجالات عدة على رأسها السياحة ثم العقارات».

استقرار سعر الدولار ثم تراجعه

ويعتبر الخبير الاقتصادي أحمد معطي مشروع راس الحكومة أضخم نشاط اقتصادي في تاريخ مصر، لافتا إلى أن إبرام اتفاقية ذلك المشروع من شأنها توفير 35 مليار مقسمة على عدة مراحل، فضلا عن أن مصر تستحوذ على 355 من نسبة أرباح ذلك المشروع.

ويوضح معطي في تصريح إلى «خليجيون» أن هذا المشروع سيؤثر إيجابيا على قطاع السياحة متوقعا تنشيطها بتدفق 8 مليون سائح خلال عام. ويتوقع الخبير الاقتصادي، استقرار سعر الدولار ثم تراجع قيمته في السوق الموازية «السوداء»، منوها إلى أن القاهرة أثبتت قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية وكسب ثقة المستثمرين سواء من الدول الخليجية أو خارجها

جاء الكشف عن تفاصيل الصفقة بعد ساعات من إعلان صندوق النقد الدولي، اليوم الجمعة، أن المناقشات مع السلطات المصرية ما زالت مستمرة وحققت تقدمًا ممتازًا بشأن استكمال المراجعتين الأولى والثانية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي يدعمه صندوق النقد الدولي.

وقالت الناطقة باسم الصندوق جولي كوزاك في إفادة صحفية عبر تقنية «فيديو كونفيرنس» «اتفق فريق صندوق النقد الدولي والسلطات المصرية على العناصر الرئيسية للبرنامج، وقد أعربت السلطات عن التزامها القوي به.. هذه المناقشات مستمرة».