أواني فارغة وأحدهم أكل حصانه من الجوع..

حكايات البطون الخاوية في «جباليا» تجسد معانأة أطفال غزة

حكايات البطون الخاوية في «جباليا» تجسد معانأة أطفال غزة
أطفال في غزة ينتظرون مساعدات الأنروا
القاهرة: «خليجيون»

نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في فرض الجوع والبؤس على سكان غزة في سياق سياسة العقاب الجماعي والانتقام من الكل في القطاع المنكوب، بينما لقي أطفال مصرعهم من سوء التغذية ينتظر نفس المصير آلاف غيرهم مع النقص الحاد في الطعام.

الأمم المتحدة تحذر من كارثة

مع انتشار صور نازحين من جنوب غزة يصطفون في طوابير ممتدة من أجل الحصول على حساء، أو بعض الخبز، أطلقت الأمم المتحدة تحذيراً جديداً من شبح المجاعة الذي يخيم على القطاع الفلسطيني المحاصر.

فقد نبه برنامج الأغذية العالمي في بيان يوم الثلاثاء، إلى أن عدداً أكبر من النازحين قد يواجهون الموت بسبب الجوع.

وأعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة، وفق تقرير لموقع العربية، أنه أوقف مؤقتاً تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف في القطاع بتوزيع آمن.

داخل مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، تعيش حكايات الجوع مع عشرات آلاف الفلسطينيين في أوضاع كارثية وصعبة، في ظل تفشي الجوع الذي دفع أبو جبريل إلى ذبح حصانَيه الاثنين لإطعام أطفاله وجيرانه.

ويقول أبو جبريل «60 سنة» لوكالة فرانس برس «لا خيار أمامنا إلّا ذبح الحصان لإطعام الأطفال، الجوع يقتلنا، لا توجد أية أنواع من الخضروات، ولا طحين ولا مياه شرب».

ويضيف «لدي حصانان كنت أشتغل عليهما في أرضي الزراعية في بيت حانون، دمّروا بيتي وجرفوا أرضي. قرّرت ذبح الحصانين لمساعدة عائلتي وعائلات أقاربي وجيراني في الحصول على الطعام».

وفاة أطفال

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الجمعة، أن طفلاً يبلغ من العمر شهرين يدعى محمود فتوح توفي جراء سوء التغذية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، على بعد سبعة كيلومترات من جباليا.

الجوع سلاح الاحتلال إلى التهجير الطوعي

في المقابل أكد خبراء تحدث إليهم خليجيون إلى أن فرض الجوع والبؤس سياسة متعمدة من جيش الاحتلال لدفع الفلسطيينين إلى التهجير الطوعي.

وقالت تمارا حداد الباحثة الفلسطينية إن الاحتلال لن يهدأ إلا بعد فرض سياسة الطرد الطوعي للسكان بعد قطع كل سبل الحياة أمام الفلسطينيين.

وكان مخيم جباليا الذي أُنشئ في العام 1948 والذي يغطي مساحة 1، 4 كيلومتر فقط، الأكبر في القطاع الفلسطيني قبل الحرب التي اندلعت إثر تنفيذ حركة حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وأوقع الرد الإسرائيلي المدمّر على الهجوم 29606 قتلى في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

لاذ أبو جبريل بالفرار من بيت حانون القريبة عندما اندلع النزاع. وبات منزله مع عائلته عبارة عن خيمة بالقرب من مدرسة الفالوجا التابعة للأنروا والتي تؤوي نازحين.

قبل الحرب، كانت المياه الملوّثة وانقطاع التيار الكهربائي مشكلة في المخيّم المكتظ بالسكّان. وكان الفقر الناجم عن ارتفاع معدّلات البطالة مشكلة أخرى بين سكّانه الذين يزيد عددهم عن 100 ألف نسمة.

الآن بدأ الطعام ينفد في ظلّ عدم قدرة وكالات الإغاثة على الوصول إلى المنطقة، جراء القصف وسرقة الشاحنات القليلة التي تحاول العبور.

وأفاد برنامج الأغذية العالمية هذا الأسبوع بأنّ فرقه أبلغت عن «مستويات غير مسبوقة من اليأس»، بينما حذرت الأمم المتحدة من أنّ 2، 2 مليون شخص باتوا على شفا المجاعة.

ازدهار التسول

في المخيم، ينتظر أطفال بترقب بينما يحملون علَباً بلاستيكية وأواني طهي مكسّرة للحصول على الطعام القليل المتاح.

ومع تضاؤل الإمدادات بالغذاء وارتفاع الأسعار، يشكو شاب من أن سعر كيلو الأرز ارتفع من سبعة شيكل (1، 90 دولار) إلى 55 شيكلاً. ويقول بغضب، مشيراً إلى طفل بجانبه، «نحن الكبار لا يهمّنا.. .أمّا الصغار الذين تبلغ أعمارهم أربع وخمس سنوات، فما الذي ارتكبوه من ذنب كي يناموا جائعين ويستيقظوا جائعين؟».

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن النقص المقلق في الغذاء وتزايد سوء التغذية والأمراض، قد يؤديان إلى «انفجار» في وفيات الأطفال في غزة.

ويتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو لطفل يقدّم على انه محمود فتوح، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، نتيجة سوء التغذية، وفق ما قالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر. ولم يكن في إمكان وكالة فرانس برس التحقّق من هوية الطفل أو صحة التشخيص من مصادر مستقلة.

ويعاني واحد من كل ستة أطفال دون الثانية من العمر في غزّة من سوء التغذية الحاد، وفق تقديرات لمنظمة اليونيسف نُشرت في 19 فبراير.

أعلاف فاسدة وجبة الأطفال

وفي محاولة لسد جوعهم، اعتاد سكان قطاع غزة على تناول بقايا الذرة الفاسدة والأعلاف الحيوانية غير الصالحة للاستهلاك البشري وحتّى أوراق الشجر.

وتقول امرأة موجودة في المخيم «لا أكل ولا شرب.. .ولا طحين»، مضيفة "بدأنا نتسوّل من الجيران، ولا شيكل في الدار. ندقّ الأبواب في الحارة ولا أحد يعطينا مالاً».

الموت جوعا

وتتصاعد حدة التوتر في جباليا بسبب نقص الغذاء وتداعياته، فيما نُظّمت الجمعة وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص.

وحمل طفل في التظاهرة لافتة كتب عليها «لم نمت من القصف ولكننا نموت من الجوع».

ورفع آخر عالياً لافتة كتب عليها «المجاعة تنهش لحومنا وأجسادنا»، بينما هتف المتظاهرون «لا لا للجوع، لا لا للإبادة الجماعية، لا لا للحصار».

على مدى الأسابيع والأشهر الماضية، أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى تحويل غزة إلى دمار.

لم يخبر جبريل أحداً بقراره ذبح الحصانَين. طبخ اللحم مع الأرز، وقدّمه لعائلته وجيرانه.

ورغم الحاجة، يقول إنّه لا يزال قلقاً بشأن ردّات فعلهم. ويضيف «لا أحد يعرف أنّه يأكل لحم حصان».

تظاهرات في عدة مدن عالمية تنديداً باستمرار العدوان على غزة

برلماني مصري يكشف السعر الحقيقي للدولار أمام الجنيه

أهم الأخبار