مسوؤل مصري يعلق على ميناء بايدن في غزة

مسوؤل مصري يعلق على ميناء بايدن في غزة
السيسي وبايدن في لقاء سابق. (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

إنشاء ممر أو ميناء عائم أميركي على شواطيء غزة لم يحظى بالقبول من كل الأطراف في المنطقة باعتباره حلا غير مجديا ولا منطقيا، ليؤكد التخوف من مرمى إقامته.

قال محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة يوم الخميس إن الميناء العائم الذي تعتزم الولايات المتحدة إقامته في قطاع غزة لنقل المساعدات إلى داخل القطاع «غير مُجد»، ولا يمكن أن يحل محل معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع.

وقال شوشة متحدثا إلى وكالة أنباء العالم العربي (AWP) «فكرة إقامة أميركا ميناء عائما على سواحل غزة تقوم على قيام سفن صغيرة بنقل المساعدات من سفن كبيرة إلى سواحل القطاع، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ومساعدة من منظمات دولية لتوزيع المساعدات».

وأضاف «حاليا لا توجد منظمات دولية تقوم بهذا الدور في قطاع غزة سوى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي تواجه صعوبات في القطاع».

وتابع «لا يوجد جهات للتوزيع أو طرق تسير عليها الناقلات المحملة بالمساعدات من الميناء إلى داخل غزة».

وتعمل الولايات المتحدة وعدة دول على إقامة ممر مائي من قبرص إلى غزة وإنشاء ميناء عائم لنقل المساعدات الإنسانية في ظل نقص الإمدادات الذي يواجهه أهالي القطاع.

حصان طروادة

يتخوف البعض أن الخطوة الأميركية تهدف للتدخل المباشر في غزة رغم زعم بايدن أن الجنود الأميركيين لن تطأ أقدامهم أراضي القطاع الفلسطيني فيما ذهب أخرون لأبعد من ذلك معتبرين الخطوة بمثابة «حصان طروادة» لبدء مخطط تهجير سكان القطاع بحرا.

ويبدى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية المصري مخاوفه من السيناريوهات الخفية في إقامة ميناء غزة أو الرصيف العائم خاصة في ظل وجود بدائل كثيرة لادخال المساعدات الإنسانية.

وأكد اللواء شوشة أن ذلك الميناء لا يمكن أن يحل محل معبر رفح البري في دخول المساعدات الإنسانية، وقال «الطرق البرية هي الأفضل بالتأكيد والمجدية في دخول كميات كبيرة من المساعدات، وهي الطريقة الأفضل بجانب إسقاط المساعدات الإنسانية جوا على بعض المناطق التي لا يمكن الدخول فيها في شمال غزة».

وأضاف «مصر لم تدخر جهدا في دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ثلاثة طرق: من البر عبر معبر رفح، ومن البحر باستقبال سفن المساعدات الإنسانية في ميناء العريش ثم دخول تلك المساعدات إلى غزة، وهناك عمليات الإسقاط الجوي التي تقوم بها مصر يوميا وبالمشاركة في تحالف دولي».

وتابع «إسرائيل هي من تقوم بتعطيل دخول المساعدات الإنسانية، وعلى أميركا الضغط عليها لزيادة حجم دخول المساعدات عن طريق معبر رفح البري، وهذا أفضل الحلول».

غضب مصري

كانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت صباح اليوم أن المسؤولين في مصر يشعرون بالغضب من مشروع إقامة ميناء عائم في قطاع غزة نظرا لوجود بدائل قائمة وجاهزة للاستخدام مثل معبر رفح البري والموانئ الإسرائيلية.

ونقلت الهيئة عن مسؤول مصري تحذيره من إنهاء عمل معبر رئيسي للمساعدات الدولية مثل معبر رفح.

وتساءل المصدر «لماذا هناك حاجة لمثل هذا الميناء في غزة؟ سيكون من الممكن إدخال المساعدات إلى الموانئ الإسرائيلية ومن هناك إلى القطاع». وتابع «في الواقع لا يوجد بديل عن إدخال المساعدات عبر المعابر، وإسرائيل هي المشكلة الأساسية في هذا السياق».

وعلّقت هيئة البث على الأمر قائلة «لم ينتقد كبار المسؤولين في الحكومة المصرية خطوة الميناء العائم، لكنهم لم يباركوها ولم يشاركوا فيها».

وفي الأيام الأخيرة، تحدث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا. وأوضحت القاهرة أن بلينكن قال إن الممر البحري الإنساني هو جهد مكمّل لمعبر رفح الذي سيظل المعبر الرئيسي لنقل المساعدات.

مهمة طارئة

كان بايدن أعلن خلال كلمة عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس، توجيهه الجيش الأميركي لقيادة «مهمة طارئة» لإنشاء رصيف بحري مؤقت في غزة لتأمين وصول سفن المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وتجعل هذه الخطة الولايات المتحدة ضالعة وبشكل مباشر وأكبر في غزة. وتأتي هذه الخطوة المفاجئة في الوقت الذي تواجه فيه إدارة بايدن وبشكل متزايد انتقادات كبيرة بعد تفاقم الأزمة الإنسانية وتضييق الحصار الإسرائيلي على غزة.، وفي «بي بي سي».

ويرى المحلل السياسي طارق فهمي في اتصال هاتفي لـ«"خليجيون» أن الرصيف العائم يطرح عشرات الأسئلة حول الموقف الأميركي بشكل عام وما تريد أن تفعله يصعب التكهن في الوقت الحالي، مردفا أن «الخطر يكمن في عدم استخدام البدائل الموجودة للميناء مثل ميناء العريش المصري ومعبر ايريز ومعبر كرم أبو سالم أو معبر رفح بجانب مطار ياسر عرفات وميناء غزة الموجود بالفعل».

خليجيون| سيناريوهات خفية لميناء بايدن في غزة

«خداع وتضليل».. تعليق فلسطيني صادم على «ميناء بايدن»

أهم الأخبار