قال لـ«خليجيون»..

وكيل المخابرات المصرية السابق: إسرائيل دخلت مقبرة «حرب المدن» (حوار)

وكيل المخابرات المصرية السابق: إسرائيل دخلت مقبرة «حرب المدن» (حوار)
وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد.
القاهرة: أحمد كامل

مع اتساع رقعة الحرب في منطقة الشرق الأوسط واستمرار المعارك الدائرة في غزة لليوم الـ 178، رسم نائب رئيس المخابرات المصري الأسبق اللواء محمد رشاد خارطة قوى الشرق الأوسط الجديدة التي حظيت بمساحة من التحركات الدولية سواء السياسية أو العسكرية، متحدثًا في حوار مع «خليجيون» عن مستقبل الشرق الأوسط في ظل هذه الحروب.. وهذا نص الحوار:

بعد 178 يومًا من الحرب في غزة.. كيف تقيم مجمل الوضع؟

حماس تخوض حرب المدن وبالنسبة للجيش النظامي فإنها مقبرة، وإسرائيل دخلت هذه المقبرة بدون أي معلومات مسبقة عن تفاصيل القدرات والإمكانيات للمقاومة أو بالتجهيزات الهندسية تحت الأنفاق، وبالتالي دخلت مستنقع لم تستطيع الخروج منه.

وأيضًا الحرب في غزة تغيرت شكلها من حيث نوعية العمليات، إذ يجرى تطويرها من الجانب الإسرائيلي في شكل التوغل الذي كان شبه عشوائي في الوقت نفسه طورت المقاومة الفلسطينية من تحركاتها وهجماتها التي تستهدف.

هل بلغ جيش الاحتلال الإسرائيلي أهدافه في تلك الحرب؟

من الملاحظ أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع عملياته العسكرية لكن دون تحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة، وهو حاليا تائه في غزة، وبالتالي سيستمر هذا التيه لفترة كبيرة.

وبالنسبة إلى حماس؟

إسرائيل لا تملك معلومات عن الخسائر التي تكبدتها المقاومة الفلسطينية، خاصة وأنها تواجه مقاومة متحصنة داخل الأنفاق، ما شكل صعوبة للوصول إليها مهما كانت الوسائل.

فضلا عن ابتكار حماس تكتيكات جديدة شكلت مفاجآت من شأنها مباغتة القوات الإسرائيلية من خلال الكمائن المحكمة.

إذن.. من نستطيع أن نطلق عليه المنتصر؟

ليس هناك طرفا منتصر ولا يستطيع أحد التنبأ بنهاية الأمر.

ماذا لو نفذت إسرائيل خطتها واجتاحت رفح؟

اجتياح رفح سسيسفر عن مجزرة نظرًا لتكدس نحو 1.5 مليون فلسطيني، وفي الوقت نفسه ستواجه القوات الإسرائيلية مناورة من الأنفاق تمنح حماس حرية التحرك وبسرعة لتنفيذ مهام نوعية، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الخسائر الإسرائيلية.

إسرائيل حريصة على ألا تستفز مصر.. وحزب الله شكل جبهة حرب إضافية أربكت خطط الاحتلال

كيف ترى المعارك في الجنوب اللبناني؟

حزب الله شكل جبهة حرب إضافية من شأنها إرباك خطط الاحتلال وتشتيت، وهو ما أجبر إسرائيل على التراجع عن تنفيذ غزو بري إلى لبنان خاصة وأن حزب الله يمتلك مهارات وتقنيات عسكرية جديدة بخلاف ما كان الحال عليه في 2006.

آثار الدمار في مجمع الشفاء الطبي. (صفا)
آثار الدمار في مجمع الشفاء الطبي. (صفا)

أصيب 4 أفراد من قوات حفظ السلام في انفجار وقع جنوبي لبنان.. هل سيتم محاسبة إسرائيل؟

لا أعتقد ذلك، لأن إسرائيل تبرر أي تحرك عسكري بالدفاع عن نفسها ضاربة بعرض الحائط أي اعتبارات دولية أخرى، وإذ تم اتخاذ تحقيق فلن يتم الوصول إلى نتيجة أو إدانة.

هل يمكن لإسرائيل أن تجر مصر إلى دائرة الحرب؟

إسرائيل تخشى اتساع الحرب ومصر لا تنوي أن تبدأ حرب مع إسرائيل، وفي كلا الأحوال من السهل أن تبدأ الحرب لكن من الصعب انهاؤها، وخير دليل على ذلك ما يحدث في غزة. كما أن إسرائيل حريصة على ألا تستفز مصرـ لأسباب عدة أهمها الخوف من رد الفعل المصري فضلا عن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل والرفض الأميركي لفتح أي جبهة حرب جديدة مع مصر. وأي حرب اليوم لا طرف فيها فائز.

ما مصدر تسليح حركة حماس؟.. وكيف تحتفظ بسلاحها؟

حماس كدست كمية أسلحة ضخمة في غزة على مدار سنوات طويلة عن طريق التهريب من الأنفاق سواء من إسرائيل أو مصر حيث أنه ليس من المستبعد أن تمتد الأنفاق إلى داخل مصر. وحماس تقتصد في عملياتها مع إسرائيل لأنها لا تستطيع تقدير المدة.

إيران تستفز الولايات المتحدة الأميركية عبر المناوشات الحوثية في البحر الأحمر

كيف ترى التحذير المصري من اقتحام محور فيلادلفيا؟

الحد الأمني الإسرائيلي الموجود في الضفة الغربية هو نهر الأردن، ولكن الاحتلال يرغب في تحديد حد أمني في غزة عبر محور فيلادلفيا، وذلك المحور تابع لفلسطين وحول الآن مليون ونصف مواطن من غزة، وعملية عسكرية من شأنها أي إزاحة لهم تهدد الأمن القومي المصري لأنه لا بديل أمامهم سوى الدخول إلى مصر عنوة. وهناك حالة رفض مزدوج من الطرفين حيث أن حماس تصر على موقفها يقابلها إصرار إسرائيلي على شروطها.

حتى الآن فشلت التحالف الدولي البحري في وقف هجمات الحوثيين.. ما تقديرك لتلك الحالة؟

من الصعب على أي قوة تحييد أي نشاط عسكري داخل اليمن نظرًا لتحصنه الحوثيين جغرافيًا، فضلا عن أنهم يتحركون من منطلق إيراني بحت حيث أن إيران تستفز الولايات المتحدة الأميركية عبر المناوشات الحوثية في البحر الأحمر، وذلك في محاولة للضغط على إدارة البيت الأبيض لرفع العقوبات على طهران.

في ملف آخر، نود أن نتساءل عن زيادة الحديث عن داعش مجددا.. هل ستعود إلى الساحة؟

تنظيم داعش لم يتم القضاء عليه نهائيا، نظرًا لبقاء جذورها دون اقتلاع وهم الآن في سوريا والعراق وهناك الجماعات الإسلامية ستكون بمثابة الجبهة الحاضنة لما تبقى من تلك الفئة هناك دوران في فلك الولايات المتحدة.

اقرأ المزيد:

أمير الكويت يحذر من انتخاب هؤلاء النواب بمجلس الأمة (فيديو)

«الدعم السريع» تتبرأ من انتهاكات بولاية الجزيرة السودانية

بالصور.. هذا ما خلفه الإرهاب الإسرائيلي في مجمع الشفاء

أهم الأخبار