خليجيون| «نفير الضيف» يهدد المقاومة الفلسطينية بخسارة جبهة الأردن

خليجيون| «نفير الضيف» يهدد المقاومة الفلسطينية بخسارة جبهة الأردن
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ( الأنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

دعوة نفير وزحف لفسطين من قائد حماس الميداني محمد الضيف تطاير شررها الأول إلى الأردن القريب، التي زادت من التظاهرات الغاضبة والداعية لمحاصرة سفارة العدو الإسرائيلي، يراها خبراء خطورتها في تعميق الازمات في البلاد المجاورة وخسارة التضامن وتعاطف الجبهات إذا اقتربت منها نذر الفوضي.

في 27 مارس الماضي أعادت كتائب عز الدين القسام الفلسطينية، نشر جزء من خطاب القائد العام للكتائب محمد الضيف، عند انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، والتي دعا فيها الشعوب العربية للنفير والمشاركة في المعركة.

وقال القائد الضيف في كلمته: «يا أهلنا في الأردن ولبنان، في مصر والجزائر، والمغرب العربي، في باكستان وماليزيا وأندونيسيا، وفي كل أنحاء الوطن العربي والإسلامي، ابدأوا بالزحف اليوم، الآن وليس غدًا، نحو فلسطين، ولا تجعلوا حدودًا ولا أنظمة ولا قيودًا تحرمكم شرف الجهاد والمشاركة في تحرير المسجد الأقصى».

وجاءت الكلمة، في خضم تظاهرات غاضبة التي خرجت خلال الأيام القليلة الماضية، في الأردن والمغرب، وخاصة محاصرة آلاف الشبان في سفارة الاحتلال في العاصمة الأردنية عمان، ما أعاد للأذهان مشاهد فوضى وخروج عن السيطرة.

المشهد نفسه يراه المحلل السياسي اللبناني زهير ماجد «مخيفا وخطرا ويهدد باتساع الصراع وتهديد سلامة الدول العربية المجاورة للكيان المحتل».

ويحذر السياسي اللبناني في تصريح لـ «خليجيون» مما اعتبره «مسلسل فوضى شاملة في حال زادت وتيرة تسخين الشعوب المحيطة ما يسمح بتدخلات خارجية أخرى بالمنطقة».

ويعتقد ماجد أن الدعوات الأخيرة من حماس سوف يكون لها «وقع سيء» عند السلطات الأردنية، والتي تعد جبهة مهمة وعمق استراتيجي للفلسطينيين، لافتا أن «ملك الأردن تلقى دعما معنويا من رؤساء عرب كثيرين أكدوا دعمهم للأردن».

العاهل الأردني - الملك عبد الله الثاني

ردود فعل واسعة

وأثارت تظاهرات الأردن، ردود فعل واسعة في قطاع غزة، وأشاد بها الفلسطينيون هناك، واعتبروها واحدا من عوامل الضغط الكبير والمساندة لما يواجهونه من عدوان وحشي من قبل الاحتلال عليهم.

في المقابل لا تحبذ سارة كيرا مدير المركز الأوروبي لشمال أفريقيا للأبحاث إقحام الشعوب المحيطة بشكل مباشر في الصراع بغزة أو الأراضي المحتلة لأنه «يصعب تصور وتخيل النتائج والتي ستكون كارثية وفوضوية».

وتصف كيرا في تصريح لـ«خليجيون» دعوة النفير أو الزحف إلى فلسطين بأنها «عاطفية»، شارحة أن «الأزمات تدار بالأنظمة السياسية ولكن في الوقت نفسه لايمكن تجاهل ردود الناس أو حالة الغضب والتي تترجم في مواقف لدى القيادات السياسية»، مستشهدة بتغير مواقف دول أوربية كثيرة داعمة للكيان المحتل بعد خروج تظاهرات كبيرة.

الأردن يرفض التحريض

وترى الحكومة الاردنية، وفق تصريح الناطق باسمها مهند مبيضين، أن أي «محاولات للتحريض على الدولة الأردنية هي محاولات يائسة تريد أن تشتت البوصلة وتشتت تركيزنا».

وقال عبر تصريحات صحفية: «نتمنى على قادة حماس أن يوفروا نصائحهم ودعواتهم لضرورة حفظ السلم ودعوة الصمود لأهلنا في قطاع غزة»

«هذا الموقف يأتي لأن القضية الفلسطينية لها خصوصية أردنية وهي جزء من أمننا الوطني»، بحسب الناطق باسم الحكومة الأردنية.

تأزيم الأردن كارثة

وهو ما اتفقت معه مدير المركز الأوروبي لشمال أفريقيا للأبحاث، مؤكدة أن الأردن له حساسية خاصة نظرا لارتباطه عضويا بفلسطين وأعداد الفلسطينيين الكبيرة على أراضيه وبخلاف تولي الأردن ملف القدس والتماس الحدودي وأي تأزيم للوضع في الأردن يهدد بإعادة الملك عبد الله الحسيم النظر في العلاقة مع حماس والفصائل الفلسطينية.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة الأردنية أن «هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف». وأضاف: «هناك إفلاس من القوى التي تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى».

مظاهرات ودعوات للحصار

شهد الأردن وعلى مدار ثمان أيام متتالية ادعوات لـ «حصار السفارة الإسرائيلية في عمّان» بحسب المتظاهرين، حيث شهدت الأيام الماضية مشاركة آلاف الأردنيين من رجال وشباب ونساء وحتى عائلات معهم أطفال.

وتكون معظم هذه الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعوات شبابية وحزبية تنديداً بالحرب على غزة ولمطالبة الحكومة الأردنية بإغلاق السفارة الإسرائيلية وإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وجبة إفطارك اليوم مع «خليجيون».. من المطبخ الأردني

بث مباشر.. شاهد مباراة النصر وأبها في الدوري السعودي

أهم الأخبار