ما بين الكويت والسعودية حساب.. ولا عزاء للنذالة!

ما بين الكويت والسعودية حساب.. ولا عزاء للنذالة!
الدكتور يوسف العميري
بقلم: دكتور يوسف العميري

في الميراث العربي الأصيل، من الخسة والنذالة ألا تغيث من استجار بك حتى وإن لم يكن بينكم سابق معرفة، فما بالك بمن له معك رصيد طويل من المحبة والأخوة والمواقف المشرفة التي لطالما ترجمت إلى أفعال لا أقوال؟!

أقول ذلك بمناسبة حديث بعض ضعاف النفوس عن ضيقهم ورفضهم لما يتردد عن طلب المملكة العربية الشقيقة، من شقيقتها الكويت، قرضا بنحو 16 مليار دولار للاستثمار في مشروع نيوم الضخم، وهو جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030.

وهنا لنا أن نميط الكذب عن الحقيقة، رغم أن نور الشمس لا يمكن إخفائه، لكن على كل حال ربما أراد الله أن تكون هناك فرصة لحديث من القلب للقلب، عن مكانة المملكة العربية السعودية في قلوبنا نحن أبناء الكويت، الذين لم يروا من أشقائهم في السعودية غير كل محبة صادقة وشهامة.

متى نبت في وادينا الكويتي الطيب كل هؤلاء الخبثاء؟

أولا، دعونا نوضح أن المطلوب هنا قرض تمويلي، وليس هبة أو عطاء، مع أنه حتى لو كان كذلك لقلنا يا مرحب، لكني أكرر أنه قرض استثماري تريد به المملكة استكمال خطتها لجلب 100 مليار دولار للاستثمار وفق رؤيتها 2030.

ثانيا، متى نبت في وادينا الكويتي الطيب كل هؤلاء الخبثاء؟ صحيح إنني لا أنكر على أحد أن يعبر عن رأيه في أي قضية تخص الشأن العام، لكن التفكير بمبدأ «ما يحتاجه البيت يحرم على المسجد»، إنما يعكس قدرا من «النذالة» أراها غريبة على الكويت وأهلها الطيبين.

يا سادة هذه السعودية التي لم تتردد لحظة واحدة في الوقوف إلى جوارنا وتأييد حقنا حين تعرضنا لذاك العدوان الغاشم، الذي أراد من خلاله «مجانين» محو اسم دولة الكويت من الخريطة، في لحظة «جنون العظمة» التي أصابت رجلا ظن أنه قادر - والعياذ بالله - على تغيير القدر والتحكم بمصائر الشعوب.

يا ولدي هذه السعودية الشقيقة والجارة والصديقة، بما قدمته من محبة ودعم وشهامة

وإذا كنت أقول للأجيال الجديدة: يا ولدي هذه السعودية الشقيقة والجارة والصديقة، بما قدمته من محبة ودعم وشهامة، فإنني في ذات الوقت استنكر على أبناء جيلي وتلك الأجيال التي عاصرت الغزو ثم حرب التحرير، أن يخرج من بينهم رجل يرفض الوقوف إلى جوار أشقائنا في المملكة في طلبهم هذا.

وأقول للجميع، الكويت دولة ذات خصوصية تعكس طيبة شعبها، فنحن نقف إلى جوار الجميع في أزماتهم، وندعم الحق على طول الطريق، فما بالنا بلحظة وجب فيها تسديد جزء من دين المحبة.. تلك المحبة التي أغرقنا بها أشقاؤنا في السعودية إبان المحنة، بأن سارعوا بفتح بيوتهم لنا وتقاسموا معنا زادهم، بل وزادوا عن بيوتنا جنبا إلى جنب معنا في حرب التحرير.

ترى هل خرج سعودي واحد وقتها ليقول «وما دخلنا نحن»

من ينسى دور المملكة في تحشيد الجيوش الصديقة المحبة للحق، من أجل إعادة الحق لأصحابه من براثن الغاشم، من ينسى سعي المملكة للاستدانة من أجل ذلك الغرض النبيل.. ترى هل خرج سعودي واحد وقتها ليقول «وما دخلنا نحن».. هل أغلق سعودي بيته في وجه كويتي استجار به.. هل نضحت الأنانية على وجه رجل أو امرأة أو شيخ أو شاب أو حتى طفل سعودي واحد، ليقول إن «ما يحتاجه البيت (السعودي) يحرم على المسجد (الكويتي)»!!

اقرأ أيضا:

أفيقوا يا عرب.. مصر عمود الخيمة ودعمها فرض عين

قبل أن يؤكل الثور الأبيض.. أفيقوا يا عرب

يا سادة ارفعوا الغشاوة عن قلوبكم، فهذه السعودية وهذه المحبة.. وإن احتاجت المملكة من الكويت شيئا فلا مجال إلا للقول: ما للكويت هو للسعودية، وما عند السعودية هو عند الكويت.. مالنا واحد ومصيرنا واحد.. فهذا إرث المحبة والأخوة والشهامة.

وأخيرا أذكركم ونفسي أنه ما بين الخيرين حساب.

أهم الأخبار