خليجيون| هل تفتح تركيا الباب أمام نزع سلاح حماس؟

خليجيون| هل تفتح تركيا الباب أمام نزع سلاح حماس؟
أردوغان وهنية في أنقرة السبت. (الأناضول)
القاهرة: نصر عبد المنعم

فتحت تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بشأن حل الجناح العسكري لحماس، باب واسعا لتساؤلات عن إمكانية قبول الحركة مقترح بنزع سلاحها والتحول إلى حزب سياسي فلسطيني، والابتعاد عن الصراع العسكري مع إسرائيل.

ووفق محللين فإن تصريحات الوزير التركي قد تتجاوز حدود المقترح، إذ جاءت قبل يومين من استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إسطنبول السبت.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قطر مراجعتها لدورها كوسيط بين حماس وإسرائيل في مفاوضات التهدئة بشأن الحرب في غزة، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن حماس تبحث نقل قيادتها الموجودة في الدوحة إلى خارجها.

ووفق تصريحات الوزير التركي على هامش زيارته الأخيرة لقطر فإن «قادة حماس أعربوا عن قبولهم بحل كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، في حال تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود العام 1967»، لافتًا إلى موافقة حماس على تحول الحركة إلى حزب سياسي.

نزع سلاح حماس جناحها العسكري وانخراطها في العمل السياسي «أحد الحلول المطروحة بقوة» من وجهة نظر الدكتور أيمن الرقب الخبير في الشأن الفلسطيني.

حوار مفتوح بشأن سلاح حماس

ووفق محللين فإن «تصريحات الوزير التركي يمكن أن تمثل إشارة إلى أن هناك حوارًا مفتوحًا مع حركة حماس من أجل التخلّي عن سلاح جناحها العسكري، في إطار الرؤية الدولية والإقليمية لما بعد الحرب في غزة».

وأضاف الرقب في تصريحات لـ «خليجيون» أن مسأل حل كتائب حماس المسلحة كان أحد الحلول المطروحة في سيناريوهات اليوم التالي لانتهاء الحرب، مستدركا أن حماس لن تقدم على هذه الخطوة (مجانا) إلا إذا حصلت على وعود قوية بإقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الحلم للشعب الفلسطيني بإقامة دولته، وفق توقيتات معلنة وشفافية العملية الانتخابية المقبلة.

ولم يستبعد الخبير الفلسطيني دخول حماس في مفاوضات جادة من أجل تصورات المرحلة المقبلة سواء مع الأتراك أو القطريين والمصريين، كأحد الإشكاليات المطروحة دائما في مفاوضات الحل النهئائي لأزمة غزة، ملقيا باللوم كله على قيادة السطة الفلسطينية والتي أجهضت مناقشات موسكو حول رؤية سياسية واضحة للخروج من الانسداد السياسي وتشكيل حكومة تكنوقراط يعقبها انتخابات في كل الأراضي الفلسطينية واستكمال باقي المجالس الدستورية.

وحسب الرقب تمتلك حماس أرضية سياسية قوية في الضفة الغربية تمكنها من المنافسة على أكبر المناصب السياسية بصرف النظر عن تآكل شعبيتها في غزة، لافتا أن حماس في النهاية مجبرة على تبني برنامج سياسي للبقاء في المشهد العام الفلسطيني. لكن «الرقب» يرى أن الحديث عن سيناريوهات ما بعد الحرب لا يزال مبكرًا وكأن الاحتلال «تمكن من غزة».

الرؤية الأميركية

أما رؤية الجانب الأميركي في مسألة مصير غزة، تتوأم مع رؤية مصر والأردن بأن تكون غزة تحت حكم السلطة الفلسطينية مع إدارة متجددة، بمعني إجراء انتخابات ودمج حماس، حينما تتحول إلى حزب سياسي، وفق الخبير الفلسطيني.

لافتا أن السيناريو الذي جرى الاتفاق عليه فلسطينيًا وعربيًا أن يتم حسم مصير القطاع في إطار حل سياسي شامل يبدأ بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعقد مؤتمر دولي، وليس قطاع غزة فقط، لأن الحديث يجب أن يكون على إنهاء الاحتلال وحل القضية بشكل كامل وليس حديثا عن سلطة في غزة فقط.

لبس في التصريحات

من جهته يرصد القيادي في حركة فتح الدكتور جهاد الحرازين حالة من اللبس فيما يخص التصريحات التركية بحل الجناح العسكري لحركة حماس إذا ما تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67. ويضيف الحرازين في تصريحات لـ «سكاي نيوز» أن العديد من قادة حركة حماس يعيشون في تركيا ولديهم مجموعة من المصالح في البلاد كما أن تركيا تعتبر حاضنة لحماس وهو ما يمكن أن يفسر وجود نوع من الضغط على الحركة.

ووفق القيادي الفتحاوي «لطالما عبرت حماس عن اعتراضها على دعوات نزع السلاح أو إنشاء دولة فلسطينية دون سلاح، حيث تقابل تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإقامة دولة منزعة السلاح باتهامات بالتطبيع والخيانة من طرف قيادات حماس».

الهجرة من قطر

في المقابل كشفت صحيفة أميركية أنّ القيادة السياسية لحركة «حماس» الفلسطينية تسعى إلى نقل مقرها الحالي من قطر إلى وجهة عربية أخرى، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية على الدوحة لتنفيذ صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إنّ هذه الخطوة إذا ما نُفذت قد تؤثر بشكل واسع على المحادثات الحساسة لإنجاز صفقة تُفضي إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

ورجحت الصحيفة، في تقرير لها، فشل جهود التفاوض في المرحلة القادمة، إذ يُصعّب انتقال قيادة «حماس» من الدوحة على إسرائيل والولايات المتحدة تمرير رسائل إلى الحركة التي تصنّفها واشنطن منظمةً إرهابية.

ورجحت تقارير إعلامية وتسرييات انتقال قادة حماس إلى سلطنة عمان وأن ثمة اتصالات تجري بين قيادي الحركة والسلطات في عمان رغم تجاهل الأخيرة الرد عل تلك التقارير.

بينما يرى الدكتور محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية، أن نزع سلاح المقاومة مطلب أساسي ودائم وهدف لديهم. ويلفت عبود لـ «خلجيون» أن كل مفاوضات السلام السابقة كانت تسوق لوجهة النظر الإسرائيلية بدولة فلسطينية منزوعة السلاح، فلا مجال لكتائب المقاومة المسلحة في اتفاق مع دولة الاحتلال.

ويعيش قادة «حماس» في الدوحة، العاصمة القطرية، منذ عام 2012.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر عربية قولها إن الحركة الفلسطينية اتصلت في الأيام الأخيرة بدولتين على الأقل في المنطقة، للتفاوض وقياس ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى واحدة من عاصمتيهما.

وتابعت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين عرب، أن «حماس تعتقد أن مفاوضات الرهائن البطيئة قد تستمر عدة أشهر، ما قد يعرض علاقات الحركة الوثيقة مع قطر ووجودها في الدوحة للخطر»، بحسب تعبيرها. ونقلت «وول ستريت جورنال» عن وسيط عربي مطلع على الوضع قوله: «لقد توقفت المحادثات بالفعل مرة أخرى، مع عدم وجود أي إشارات أو احتمالات لاستئنافها في وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين «حماس» والمفاوضين».

ووفقا للصحيفة الأميركية، فقد مارس وسطاء من قطر ومصر في الأسابيع الأخيرة ضغوطا على ممثلي حركة «حماس» لحملها على تخفيف شروطها، ووصل الأمر إلى تلقّي قيادة «حماس» تهديدات بالطرد إذا لم توافق على صفقة إطلاق سراح الرهائن». وقال وسيط عربي آخر: «إن احتمال انقلاب المحادثات بالكامل أمر وارد بشدة»، وفق تعبيره

رسالة مصرية خاصة لأردوغان.. ماعلاقة ليبيا وسوريا؟

لهيب «الخماسين» تشوي أطفال وشيوخ رفح.. خيام النازحين تتحول لـ «أفران ساونا»

أهم الأخبار